ثقافة

النشيد العربي السوري.. معان ومضامين

تربينا على كلماته، وتعلّمنا الوقوف أمام معانيه بعنفوان، وعشقنا الصدق في كلماته، لأنه أحد رموزنا الوطنية، نشيد رافقنا منذ سنوات دراستنا الأولى، وهو مستمر ليعبّر في مطلع كل شمس عن إشراقة النصر، والأمل بالقادم، إنه النشيد العربي السوري الذي كان موضوعاً للمحاضرة التي ألقتها أمينة فرع دمشق لطلائع البعث، شفيعة سلمان، في ثقافي كفرسوسة، وفيها تحدثت عن معاني هذا النشيد، ومضامينه خلال الأزمة، محاولة أن تبتعد عن الطريقة التقليدية في المحاضرات، حيث قدمت ومضات أقرب ما تكون إلى القراءة الشخصية النابعة من الشعور والإحساس بمعاني هذا النشيد، والأهم كان الحضور الكبير لفئات عمرية صغيرة، ما يؤكد وعي الأجيال الشابة بالمكانة المقدسة لذلك النشيد.
واعتبرت سلمان أن هذا النشيد يضع لنا عناوين عريضة لمراحل مر بها وطننا عبر كلمات سهلة تتغلغل في حنايا الوجدان، مما يتطلب فهمه بذهنية جديدة، والخروج من إطار الشرح الضيق للانطلاق نحو آفاق تساير المستجدات، وتواجه التحديات والمخاطر، وبدأت سلمان من البيت الأول، التحية لحماة الديار، حيث قالت: عندما نستمع لكلماته تستنفر كل طاقاتنا الإيجابية، ونتوجه بها إلى من يحمون الوطن ويسوّرونه بأجسادهم، وعقولهم، وقلوبهم، وخلاصة إيمانهم، مؤكدة أن بطولات الجيش وصموده هي تأكيد للبيئة الصالحة، والمدارس النوعية التي تربى فيها جيشنا، والمنابع التي نهل منها، وأهمها مدرسة حزبنا العظيم، ومدرسة القائد المؤسس حافظ الأسد، ومدرسة السيد الرئيس بشار الأسد التي أخذت على عاتقها الاستمرار في احتضان جيشنا، ومدرسة أمهات الشهداء بما زرعنه من دوافع العزيمة والاستعداد للتضحية، حيث كل أسرة قدمت شهيداً، أو تمسكت بالوطن رغم كل الظروف، وتوقفت سلمان عند البيت الذي يتغنى بالعلم السوري، وما يعنيه، معتبرة أن ما يمتلكه وطننا من معطيات عبر الزمان نحملها لرمز شموخنا العلم الذي يرفرف ولا يهدأ،  وعدم استكانة علمنا مؤشر على استعدادنا لتعميق الوحدة الوطنية، والانتماء، والتشاركية بين أبناء الوطن في الأفراح والأتراح، ومنهم شهداء المقاومة التي اختلطت دماؤهم بدماء شهدائنا، ولابد لأبناء سورية أن يمتلكوا نفوساً ترفض أشكال الظلم والقهر، ويشهد لهم الماضي بما تحقق من انتصارات على الظلم والعدوان، وتلك الأرواح التي ضحت في سبيل الوطن لم تمت، بل ترنو إلينا واثقة بأننا لن ننساها أبداً، وفي البيت الأخير من النشيد تحدثت سلمان عن الطاقات الفتية التي تمتلكها سورية، والمخزون الفكري الذي يؤكد بأنها أرض ولادة، وأن أبناءها من سيصنعون المستقبل، وقد قدمت مداخلات عديدة أغنت المحاضرة، وأكدت بمجملها على أهمية تعميق دور المنظمات الشعبية لتأخذ دورها في تعميق الانتماء، وتعزيز الثقافة الوطنية والقومية.

جلال نديم صالح