بتوجيه من الرئيس الأسد.. 6.127 مليارات ليرة لتنمية مختلف القطاعات في حلب الحلقي من أمام القلعة: الرهان على إسقاط الدولة السورية باء بالفشل
حلب-عمار العزو:
تفقد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء واقع أداء القطاعات الحكومية والاقتصادية والصناعية والخدمية والتربوية والتعليمية والمعيشية في مدينة حلب، بهدف الاطلاع عن قرب على الواقع المعيشي والخدمي والمعنوي لأبناء المحافظة واتخاذ الإجراءات الفورية والمرحلية لتحسين أداء كل القطاعات وللتخفيف من الأعباء المعيشية عن أبناء المحافظة الذين يستحقون من الحكومة العمل على مدار الساعة لتحقيق طموحاتهم وآمالهم في إعادة الألق لمدينتهم الجميلة والمعطاءة، وخصص الحلقي محافظة حلب بإعانة مالية قدرها 6.127 مليارات ليرة سورية لتنفيذ مختلف القطاعات فيها.
وأكد الدكتور الحلقي أن حلب كانت وستبقى درة العالم الاقتصادية والصناعية بعراقة صناعاتها وبمهارة عامليها وإبداعهم، وسوف تنفض غبار الإرهاب عن معالمها ومعاملها، وبفضل سواعد وعقول وإبداع وابتكار عامليها سوف تعود من جديد أكثر تألقاً وإبداعاً وبهاء ونمواً.
ودعا الحلقي الى رص الصفوف وزيادة التلاحم بين أبناء سورية، وتحصين المجتمع السوري في وجه الغزو الثقافي والتكفيري الوهابي المجرم، وأضاف: وما تسارع المصالحات الوطنية في كل المناطق إلا دليل آخر على إصرار الشعب السوري إعادة الأمن والاستقرار لكامل التراب الوطني وشدد على أن سورية ستبقى المدافع الحقيقي عن القضايا المصيرية للأمة العربية وستحبط كل المشاريع الصهيوأمريكية المعدّة للمنطقة.
وجال الحلقي على عدد من كليات جامعة حلب وزار جرحى أبطال الجيش العربي السوري في المشفى العسكري بحلب وتمنى لهم الشفاء العاجل، وجال في أقسام المركز الإذاعي والتلفزيوني بحلب واطلع على مستوى الأداء المتميز والإمكانات الكبيرة له كما زار مركز جمعية الإحسان الخيرية، حيث اطلع على ما تقدّمه من مساعدات إغاثية إنسانية وخدمات طبية للعائلات المهجّرة، وآليات توزيع هذه المساعدات وضرورة إيصالها للأسر المستحقة، وتفقد مركز الإقامة المؤقت للأسر المهجّرة في مدرسة طارق بن زياد واطلع على الخدمات المقدّمة إليهم، كما تفقد المنطقة الصناعية بالعرقوب واطلع على واقع المنشآت الصناعية فيها، وخاصة صناعات المعادن والنسيج، حيث وجه الهيئات المعنية لاستكمال تأهيل المرافق والخدمات فيها، كما تفقد مخبز الميدان الآلي وما يوفره من رغيف الخبز الجيد لأبناء المنطقة وجال في الأسواق الشعبية.
وفي تصريح للإعلاميين أكد الدكتور الحلقي أن ما شاهدناه اليوم في مدينة حلب دليل جديد على أن سورية انتصرت على أكبر حرب همجية إرهابية عانت منها البشرية، وأن مرحلة التعافي قد بدأت، وأضاف: على الرغم من استهداف المجموعات الإرهابية لكوادر جامعة حلب وطلابها واستشهاد العديد من أبنائنا الطلبة إلا أن إرادة طلاب جامعة حلب كانت الأقوى، حيث واصلوا مسيرة حياتهم التعليمية للمساهمة مع أبناء وطنهم في دورة الحياة التنموية والتقنية والعلمية ومحاربة الفكر الوهابي التكفيري المجرم. ولفت الحلقي إلى أن الحكومة لن تستثني منطقة دون إقامة منطقة صناعية عليها تعزز الاستقرار الاجتماعي وتحقق نهضة اقتصادية وصناعية وتنموية فيها وإقامة صناعات جديدة تلبي طبيعة المنطقة وإنتاجها، وتكون رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل جديدة لأبناء كل منطقة، داعياً رجال الأعمال في الداخل والخارج إلى زيادة استثماراتهم في المناطق الصناعية باعتبارها عصب التنمية. وأشار الحلقي إلى دور الإعلام الوطني في التصدي للحرب الإعلامية المضللة، حيث استطاع بإمكاناته المادية المحدودة أن يكشف كذب وزيف الإعلام المضلل المشارك في الحرب الكونية على سورية، وأن يعزز صمود الشعب السوري في وجه الغزو الثقافي والإعلامي الداعم للإرهاب والقتل والتخريب والدمار وزعزعة استقرار شعوب المنطقة.
وأكد الحلقي أن الحكومة السورية تقدّم المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية إلى كل المناطق السورية دون استثناء انطلاقاً من واجبها القانوني والأخلاقي تجاه أبنائها، وتقوم بإعادة تأهيل المناطق المحررة من الإرهاب من أجل تسهيل عودة الأهالي إليها وإعادة مساهمتهم في دورة الحياة الإنتاجية.
وخلال لقائه عدداً من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والحكومية ووجهاء المحافظة نقل الدكتور الحلقي تحيات السيد الرئيس بشار الأسد لأبناء المحافظة الصامدة والأبية والمعطاءة، مؤكداً أن زيارته والوفد الحكومي المرافق تأتي في إطار توجيهات السيد الرئيس بضرورة التواصل المباشر مع الإخوة المواطنين في كل المحافظات والمناطق والاطلاع على الواقع المعيشي والخدمي، والمشكلات التي يعانون منها، من أجل تذليلها وإيجاد الحلول الإسعافية والمستقبلية لها، والاطلاع الميداني على واقع أداء القطاع الصناعي والاقتصادي والتجاري، بكل مكوناته العام والخاص والمشترك، من أجل ابتكار الحلول والخطط المنبثقة من أرض الواقع بهدف دفع عملية الإنتاج والتنمية لدى كل مكونات الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال توفير فرص عمل لأبناء المحافظة وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تحقق العدالة الاجتماعية وتصل إلى كل بيت وقرية، وذلك من خلال إعادة تأهيل معامل ومصانع القطاع العام وتنشيط ودعم القطاع الخاص لكونه الشريك الحقيقي في عملية التنمية وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني، وأحد روافع مرحلة البناء والإعمار.
وقال الحلقي: لقد كانت حلب عاصمة الصناعة السورية وستبقى رغم الاستهداف الممنهج لها من أعداء الوطن، وأضاف: الحكومة تسعى لتوطين صناعات جديدة تعزز قدرات الاقتصاد الوطني وتلبي حاجة السوق، وإعادة حضور الصناعات السورية في الأسواق العالمية من خلال تعزيز قدراتها التنافسية كماً ونوعاً، وشدد على أن حلب لن تكون عاصمة الصناعة السورية والاقتصادية فحسب، بل عاصمة الصناعة في المنطقة ورافداً حقيقياً للتنمية الوطنية.
كما أكد الحلقي حرص الحكومة على إيجاد حلول إسعافية واستراتيجية وخيارات متعددة لتوفير مياه الشرب لمحافظة حلب بهدف تعزيز الاستقرار الاجتماعي والتنموي في المحافظة، وأنه ستكون هناك متابعة حثيثة ويومية من الحكومة لترجمة ما يتم التوصل إليه من رؤى وقرارات وتوصيات لوضعها موضع التنفيذ من أجل التخفيف من معاناة أبناء المحافظة بسبب الأعمال الإرهابية الجبانة المتمثلة بتدمير قدرات الشعب السوري.
وأكد الحلقي أننا نبعث اليوم من أمام قلعة حلب رسالة للعالم أجمع أن رهان الأعداء على إسقاط الدولة السورية ببنيتها المؤسساتية والدستورية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، قد باء بالفشل بفضل شعبها الصامد الذي برهن للعالم أنه شعب معطاء سوف يعيد بناء سورية، وأن الطغاة أعجز وأصغر من إيقاف دورة الحياة، وأن الاقتصاد السوري المتنوع الذي تصدّى للحرب الاقتصادية الجائرة على مدى أكثر من ثلاث سنوات سوف يعزز مناعته وقدراته ويحقق النمو الاقتصادي والاكتفاء الذاتي بما يحقق الأمن الغذائي، ويحسن من الأوضاع المعيشية للمواطن السوري.
واستمع الدكتور الحلقي إلى تساؤلات واستفسارات أبناء المحافظة حول العديد من القضايا الخدمية والمعيشية واستمرارية توفير جميع الخدمات، مؤكدين حرصهم على إنجاح المصالحات الوطنية وإعادة الأمن والاستقرار ومحاربة المجموعات الإرهابية المسلحة.
شارك في الجولة التفقدية المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية ووزراء الكهرباء والصحة والصناعة والري والشؤون الاجتماعية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، ومحافظ حلب وأمينا فرعي حلب والجامعة للحزب ورئيس جامعة حلب.