الصفحة الاولىمن الاولى

مجلس الأمن يرفض مشروع قرار إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية الكيان الصهيوني يعتقل 14 فلسطينياً بينهم أطفال في الضفة.. ومستوطنة تدهس فتى في تقوع

لم تحتج أمريكا لاستخدام حق النقض الفيتو لإسقاط مشروع القرار العربي الفلسطيني لإنهاء الاحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية. فالمشروع أسقط لعدم حصوله على الأصوات التسعة المطلوبة بعد معارضة الولايات المتحدة واستراليا وامتناع خمس دول أخرى عن التصويت بينما صوتت ثماني دول لمصلحة القرار. في وقت شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجدداً فجر أمس حملات اقتحام ومداهمة في القدس المحتلة ومدن فلسطينية أخرى بالضفة الغربية اعتقلت خلالها14 فلسطينياً بينهم أطفال، فيما اعتدت عصابات مستوطنيها على فلسطينيين وممتلكاتهم.
فقد رفض مجلس الأمن الدولي أمس مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا والصين والأرجنتين وتشيلي وتشاد ولوكسمبورغ وفرنسا والأردن هي الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار الذي يطالب بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة قبل نهاية العام 2017 بينما امتنعت بريطانيا إضافة إلى أربع دول أخرى عن التصويت هي ليتوانيا وكوريا الجنوبية ورواندا ونيجيريا.
إلى ذلك قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الفلسطينيين لن يقبلوا بتهميش القضية الفلسطينية تحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية في المنطقة، مؤكداً أن هزيمة الجماعات الإرهابية تمر عبر بوابة تحقيق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.
ورداً على رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار وقّع عباس على الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وعدد من المنظمات الدولية.
وأعرب مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور في كلمة له بعد عملية التصويت على مشروع القرار عن أسفه العميق لعدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد مشروع القرار الفلسطيني رغم أنه يعكس توافق آراء عالمياً من زمن بعيد بخصوص حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وهو بشكل واضح يقوم على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة وأعاد تأكيد المعايير المعروفة لحل دائم وعادل، مبيناً أن مشروع القرار أوضح خطاً زمنياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع وتحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود ما قبل 1967.
وأضاف منصور: نتائج تصويتنا اليوم تبين أن مجلس الأمن ككل وبشكل واضح ليس جاهزاً ومستعداً لتحمل مسؤولياته بشكل يسمح باعتماد حل شامل وبفتح الأبواب أمام السلم وأمام حل عادل ودائم بناء على القانون الدولي كما يبين أن مجلس الأمن لا يتماشى مع توافق الآراء العالمي الفائق الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني الذي طال انتظاره.
من جهتها قالت ممثلة الأردن لدى الأمم المتحدة دينا قعوار في كلمة لها بعد التصويت  كنا نأمل بأن يتبنى مجلس الأمن مشروع القرار العربي حيث تقع على المجلس المسؤولية القانونية والأخلاقية في العمل على حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي هو جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وأشارت إلى أن جميع المحاور في مشروع القرار هي محل قبول ليس فقط لجميع أعضاء المجلس وإنما في المجتمع الدولي ككل، موضحة أن هذه المحاور تشمل حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والوصول إلى حل سلمي ينهي الاحتلال للأراضي الفلسطينية ويحقق رؤية الدولتين ويحل قضية اللاجئين الفلسطينيين والقضايا الأخرى بعدالة ويؤدي لأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
بدوره قال مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين إن مشروع القرار الذي لم يعتمده مجلس الأمن كان يهدف إلى تعزيز أساس قانوني يعترف به العالم برمته لكي يكون أساساً لعملية السلام، وأوضح أن عدم حل مشكلة الصراع في الشرق الأوسط يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها وانتشار التطرف داعياً مجلس الأمن إلى الضلوع بدور إيجابي لجعل الأطراف تركز على خطوات أكثر ايجابية تجاه السلام العادل والشامل.
من جهته أعرب المندوب الصيني عن أسفه إزاء عدم اعتماد مشروع القرار مؤكداً أنه يعكس المطالب المشروعة للشعوب العربية وكذلك الشعب الفلسطيني ويتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأوضح المندوب الصيني أن بكين تدعم الحق الخاص بالشعب الفلسطيني وهو حق مشروع يتصل بتأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة واستقلال على أساس حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية معرباً عن دعم بلاده انضمام فلسطين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
من ناحيته قال المندوب البريطاني الذي امتنعت بلاده عن التصويت: نحن نفهم أن القيادة الفلسطينية وجدت أنها مضطرة للتصرف وتشعر بالإحباط إزاء عدم تحقيق تقدم ولكن نشعر بخيبة الأمل بأن المفاوضات العادية والضرورية لم تنعقد في هذه الحالة على حد قوله، مضيفاً إن بلاده تدعم معظم محتوى مشروع القرار المقدم ولذا بكل أسف امتنعنا عن التصويت بشأنه.
بدورها واصلت سامنتا باور مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية التي صوتت بلادها ضد مشروع القرار سياسة بلادها المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي معتبرة أن قرار مجلس الأمن المطروح ليس من بين تلك الخطوات البناءة، وزعمت أن القرار يقوض الجهود التي ترمي الى العودة لمناخ يمكّن من تحقيق حل الدولتين واصفة إياه بأنه قرار غير متوازن ويتضمن عناصر لا تؤدي إلى مفاوضات بين الطرفين بما في ذلك حلول مواعيد زمنية غير بناءة لا تأخذ بعين الاعتبار شواغل إسرائيل الأمنية على حد تعبيرها.
من جانبه قال مندوب استراليا الذي حذت بلاده حذو الولايات المتحدة في رفض مشروع القرار إن المشروع المطروح غير متوازن ويسعى إلى فرض حل أحادي على حد تعبيره معتبراً أن المسائل الخاصة بالوضع النهائي لا يمكن تسويتها إلا من خلال الاتفاق بين الطرفين.
وكانت المجموعة العربية في الأمم المتحدة صدقت في وقت سابق الثلاثاء على تعديلات أدخلها الفلسطينيون على مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بغضون عامين رغم تلويح الولايات المتحدة مجدداً باستخدام الفيتو لإحباطه.
وتنص التعديلات على أن القدس الشرقية المحتلة هي عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة وعلى حل قضية الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال ووقف الاستيطان الإسرائيلي كما تتضمن تذكيراً بعدم قانونية جدار الفصل العنصري الذي تقيمه سلطات الاحتلال على حساب الأراضي المحتلة وعلى وجوب انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي المحتلة قبل نهاية العام 2017.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال حي الثوري ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى واعتقلت سبعة شبان كما داهمت بلدة العيسوية وسط القدس واعتقلت الطفلين براء محمود 16 عاماً وعلى أبو الحمص14 عاماً إضافة إلى شاب ثالث لم تعرف هويته بعد. واعتقلت قوات الاحتلال كذلك الطفل ناصر فارس من حي رأس العامود بسلوان والطفل خضر داوود من حي جبل الزيتون الطور المطل على القدس القديمة، كما اعتقلت شابين من العيسوية أثناء تواجدهما في منطقة باب العامود أحد أشهر بوابات القدس القديمة. وفي سياق متصل أحرق مستوطنون أمس منزلاً في قرية الديرات شرق بلدة يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية. وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان شرق يطا  راتب الجبور إن عدداً من المستوطنين هاجموا منزل محمود محمد العدرة في القرية المذكورة وألقوا زجاجات مولوتوف ولم يصب أحد من أفراد العائلة بأذى.
كما أقدمت مستوطنة إسرائيلية على دهس الفتى الفلسطيني أمين ماجد حجاحجة من بلدة تقوع شرق بيت لحم بسيارتها أثناء توجهه إلى مدرسته صباح أمس. وفي نابلس تصدى أهالي قرية قصرة جنوب نابلس خلال الليلة قبل الماضية لهجوم مجموعة من المستوطنين على القرية. وقال رئيس المجلس القروي في قصرة إن عدداً من المستوطنين حاولوا التسلل إلى القرية بهدف تنفيذ أعمال تخريب فيها إلا أن لجان المقاومة تصدت لهم وأفشلت محاولتهم حيث دارت مواجهات في محيط القرية بين المستوطنين والأهالي كما تدخّل جنود الاحتلال وأطلقوا قنابل الغاز باتجاه أهالي قصرة لفض تجمعهم.