ثقافة

مسرح طرطوس القومي يبحث عن هوية

طرطوس-لؤي تفاحة:
تعمل إدارة مسرح طرطوس بكادرها الجديد جاهدة على إزالة بعض من الركام والغياب وفعالية الحضور التي رافقت أو اتسمت بها حركة المسرح خلال سنوات مضت والعمل بروح الفريق الواحد المتكامل كون العمل المسرحي الثقافي والمعرفي لا يقوم إلّا بهذه الحركة المسرحية الجماعية انطلاقاً من فهمنا للمسرح وما يقدم على خشبته وخلال الورقة التي قدمها الفنان علي إسماعيل حول خطته لتطوير العمل المسرحي في محافظة طرطوس مع مسرحيي المحافظة والمهتمين من الوسط الثقافي والإعلامي بحضور الرفيق هيثم محمد رئيس مكتب الإعداد الفرعي في قيادة فرع طرطوس للحزب، أراد إسماعيل  أن يقدم صورة مغايرة للصورة النمطية التي لم تكن ترضي جمهور المسرح سابقاً، حيث رسمت عدة علامات استفهام ومنها هل في طرطوس مسرح وهل له جمهوره؟ وهل نوعية الأعمال التي قدمت وعلى ندرتها أرضت هذا الجمهور المتعطش في ظل غياب الوجه الآخر للحركة الفنية المتعلقة بوجود سينما في طرطوس وما يقدم فيها من أفلام نوعية من إنتاج سوري يلامس هموم الناس وأوجاعهم، وعلى الرغم من قناعة مدير مسرح طرطوس الجديد بأن وظيفته ليست سوى لتنظيم العمل الإداري فقط، وكون نجاحه لا يتحقق إلّا بجهود الجميع ومعهم.
ومن أهم نقاط الورقة المقدمة ما يتعلق بتفعيل دور المسرح من أكاديميين وهواة وإقامة عروض مسرحية من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا كعروض مسرح الأطفال والعرائس والدمى بالإضافة لإقامة أمسيات موسيقية واستقطاب الفرق المحلية والعمل على إعادة إحياء فرقة أرادوس للفنون المسرحية وإعطاء دور وفرص للشباب، وضرورة إقامة جسور فنية علاقات سليمة وفاعلة مع كافة المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والاهتمام بالنوادي الأهلية والفرق الخاصة، بالإضافة لإقامة ورشات عمل يشرف عليها ويدرب فيها كادر مختص وأصحاب التجارب الكبيرة مع إمكانية استقدام مدربين مؤهلين لتدريب الممثلين على كيفية استخدام الدمى والعرائس في العروض المسرحية وتشكيل نواة لفرقة مسرحية للأطفال والكبار والعمل على  تنمية أواصر العلاقة مع الفرق المسرحية الأخرى في بقية المحافظات من أجل الإسهام  في تطوير الوعي والثقافة المعرفية وخلق حالة من التفاعل الإيجابي، والأهم المحافظة على هوية مسرح طرطوس عبر سوية العروض، وخلال هذا اللقاء أثنى الحضور على أهمية هذه الورقة وشموليتها لتطوير المسرح القومي على الرغم من انتقاد الكثيرين لبعض ما ورد وأيضاً لتوجيه سهام التقصير ومارافق حركة المسرح من جمود، ومهما يكن فالأهم والعبرة في قدرة الإدارة الجديدة على تلبية ما تطمح هي إليه من خلال هذه الحركة وما يرضي الجمهور، كما جاء في سؤال مندوب “البعث” حول كم تحتاج هذه الورقة من زمن لتنفيذها؟! أجاب رئيس مكتب الإعداد والثقافة الفرعي بأن المطلوب من الإدارة الجديدة الكثير لتغيير صورة المسرح في طرطوس أمام الناس وجعلها أكثر قرباً منها، واعداً بمناقشة هموم المسرحيين ومعالجة شكاويهم فيما يخص الأجور  ومساواتها مع أجور المسرحيين في دمشق، حيث يتقاضى المسرحي في طرطوس أجوراً أقل بكثير مما يتقاضاه الممثل في العاصمة، كما طالب بأن تكون سوية الأعمال المقدمة جيدة بحيث نقدم عملاً مسرحياً جديراً بوعي وثقافة جمهور المحافظة وتقديم عروض مسرحية ذات قيمة فنية وفكرية.