278 مطلوباً يسلّمون أنفسهم في ثماني محافظات لتسوية أوضاعهم الجيش يحقق تقدّماً جديداً في ريف حمص.. ومصرع العشرات من مرتزقة البترودولار في ريفي دمشق ودرعا أوباما يجدد دعمه للإرهابيين.. وأوروبا تشدد إجراءاتها الأمنية
لا يزال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يصرّ على تقسيم الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية بين إرهابي جيد وآخر سيء وفقاً لما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية وذلك على صدى التهديدات التي تمثلها هذه المجموعات باستهداف الدول الغربية التي أسهمت في تصنيعهم ومن ثم تمويلهم وتسليحهم وتوفير الدعم السياسي واللوجستي من دول المنطقة الموالية لواشنطن لهم، حيث جدد أوباما أمس تأكيده على مواصلة إدارته مع الدول الغربية وأتباعهم في المنطقة دعم الإرهابيين في سورية تحت ستار دعم “المعارضة المعتدلة”..
وما يؤكد أن الغرب يريد استمرار دعم الإرهاب في سورية وفي الوقت ذاته لا يريد عودة الإرهابيين إلى بلادهم الأصلية بدأت أجهزة الاستخبارات البريطانية والأوروبية تشديد إجراءاتها الأمنية في محاولة لمنع هؤلاء من العودة، في حين أن إعلان وزارة العدل الأمريكية البدء بما يقارب من مئة تحقيق بشأن مواطنين أمريكيين سافروا إلى سورية والعراق من أجل القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية سيكون بمثابة تأكيد واضح وصريح على مشاعر الخوف التي بدأت تنتاب الولايات المتحدة وحلفاءها من عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلادهم الأصلية وانقلابهم على من صنعهم في المقام الأول.
وسط هذه الأجواء يواصل الجيش العربي السوري مهمته الوطنية في ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة ونفذ بالأمس سلسلة عمليات أحكم خلالها السيطرة على عدد من كتل الأبنية في حارة البدو والقسم الجنوبي من قرية أم شرشوح في ريف حمص، فيما أوقعت وحدات أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين بعضهم مما يسمى الجبهة الإسلامية وجيش الإسلام ودمرت أسلحة وذخيرة متنوعة كانت بحوزتهم في ريف دمشق، وأحبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من قرية المنصورة في ريف حلب باتجاه إحدى النقاط العسكرية، وقضت على مجموعتين إرهابيتين بكامل أفرادهما على طريق الكرك الشرقي المسيفرة في ريف درعا.
وفي التفاصيل، دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوكاراً للإرهابيين في مزارع ميدعا والنشابية ومرج السلطان في عمق الغوطة الشرقية وأوقعت العديد منهم قتلى مما يسمى الجبهة الإسلامية وجيش الإسلام منهم ياسر أبو عيشة وأبو قصي عبد العزيز، في حين تم القضاء على آخرين في محيط دوما بمزارع عالية ومن القتلى أحمد البرغوث وعبد الهادي معيكة.
كما تم تدمير وكر بما فيه من أسلحة وذخيرة وإرهابيين خلال عمليات مركزة لوحدة من جيشنا الباسل في بلدة وادي عين ترما، في حين واصلت وحدات من الجيش ملاحقتها لأفراد مجموعات إرهابية في مزارع المليحة الشمالية والشرقية وباتجاه شركة تاميكو لصناعة الأدوية وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم.
وفي حي جوبر دكت وحدات من الجيش أوكاراً للإرهابيين إلى الشرق من برج المعلمين وجنوب برج فتينة وقضت على العديد من الإرهابيين ودمرت أسلحة وعتاداً حربياً كان لديهم. إلى ذلك واصلت وحدات من الجيش عملياتها في جرود بلدة عسال الورد في منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية وأوقعت خسائر بين الإرهابيين في العديد والعتاد ودمرت لهم آليات كانوا يستخدمونها في اعتداءاتهم الإرهابية في المنطقة.
وفي حلب وريفها أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة إرهابيين بين قتيل ومصاب في أحياء ومناطق هنانو والشعار وحلب القديمة والأنصاري وبني زيد والليرمون والجندول والكاستيلو والحيدرية وساحة النعناعي وفي بلدات وقرى الزربة وخان العسل والشيخ لطفي وكشيش وحريتان ومارع وكفرناها والجبيلة وكفر داعل والمنصورة وحندرات ودارة عزة والعويجة وبيانون في ريف المحافظة، وأحبطت وحدات أخرى محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من قرية المنصورة باتجاه إحدى النقاط العسكرية وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفها ودمرت آليات للإرهابيين في الأتارب والشيخ سعيد وتل رفعت والشيخ أحمد وكويرس.
وفي ريف حمص أحكمت وحدات من الجيش سيطرتها على عدد من كتل الأبنية في حارة البدو والقسم الجنوبي من قرية أم شرشوح ، في حين أردت وحدات أخرى إرهابيين قتلى في قرى وبلدات الغنطو وأبو حواديت وسلام غربي والهبرة وعنق الهوى ودمرت سيارات للإرهابيين مزودة برشاشات ثقيلة في قرية عرشونة. إلى ذلك قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على إرهابيين في قصر الشركسي بالرستن والسمعليل في الحولة وخربة المقاطير في حسياء.
وفي درعا وريفها أردت وحدات من جيشنا الباسل إرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت لهم مدفعاً رشاشاً خلال استهداف تجمعاتهم في الحارة الغربية لبلدة عتمان وعلى طريق عتمان اليادودة وطريق اليادودة _ خربة الشحم وفي بلدة اليادودة، ودمرت وحدات أخرى وكراً بمن فيه من الإرهابيين في بلدة انخل، كما أوقعت قتلى ومصابين بين الإرهابيين ودمرت لهم مدفعاً رشاشاً خلال استهداف تجمعاتهم في محيط كل من المعهد الفني ومعمل الأحذية وجامع الأردن بحي المنشية والجمرك القديم وخزان أم الدرج وجنوب معمل اللبن في حارة البجابجة بدرعا البلد.
وفي ريف القنيطرة أوقعت وحدة من الجيش أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين خلال استهداف تجمعهم على طريق أم باطنة غرب بلدة جبا.
وفي ريف إدلب استهدفت وحدات من بواسل جيشنا تجمعات الإرهابيين في بلدات مرعيان وكفر لاتا وكفرومة ومفرق الترمبة وقميناس ومجدليا وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين.
278 مطلوباً يسلّمون أنفسهم
من جهة أخرى سلم 278 مطلوباً في دمشق وريفها وحمص وإدلب ودير الزور واللاذقية وحماة والقامشلي أنفسهم إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.
أوباما يؤكد مواصلة دعمه للإرهابيين
في هذه الأثناء جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأكيده على مواصلة إدارته مع الدول الغربية وأتباعهم في المنطقة دعم الإرهابيين في سورية تحت ستار دعم “المعارضة المعتدلة” زاعماً في الوقت ذاته العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية التي تسببت بأزمة إنسانية وعدم استقرار في المنطقة.
وقال أوباما في حديث لصحيفة هآرتس الإسرائيلية نشر أمس سنواصل العمل مع شركائنا في أوروبا والعالم العربي لدعم المعارضة المعتدلة في سورية والعمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تسببت بأزمة إنسانية وعدم استقرار المنطقة، متعامياً عن أن دعم إدارته للإرهاب وتعطيلها لإمكانية الحل السياسي للأزمة في سورية والمنطقة هو ما تسبب بعدم استقرارها وخلّف أزمة إنسانية. أوباما جدد في الحديث التأكيد على التزام الولايات المتحدة بما أسماه بأمن إسرائيل مشيراً إلى أن التزام الإدارة الأمريكية بأمن إسرائيل يتجلى في كل نشاطاتها بالشرق الأوسط.
من جهة ثانية كشف وزير العدل الأمريكي ايريك هولدر أمس أن الوزارة بدأت نحو مئة تحقيق بشأن أمريكيين سافروا إلى سورية أو العراق من أجل القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك في اعتراف جديد وواضح من قبل الإدارة الأمريكية بتزايد مخاطر الإرهابيين الأمريكيين والأجانب الذين قدمت لهم واشنطن الدعم اللوجستي والمالي والغطاء السياسي لتنفيذ مخططاتها والمؤامرات التي حاكتها مع جهات إقليمية وغربية ضد سورية.
هولدر الذي أدلى بتصريحات نقلتها رويترز بعد اجتماعه بنظيره النرويجي اندرش انوندسن لبحث قضية “التشدد” أعرب عن قلق الولايات المتحدة العميق من خطر المواطنين الأمريكيين الذين يغادرون الولايات المتحدة إلى سورية والعراق من أجل المشاركة في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة لكن القلق الحقيقي الذي تشعر به إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما والذي تجسد بشكل واضح في تصريحات هولدر لا يتعلق بتدفق هؤلاء الإرهابيين إلى سورية من أجل نشر الفوضى والدمار فيها، بل يتمثل حسبما قال باحتمال عودتهم إلى الولايات المتحدة لارتكاب الجرائم والهجمات الإرهابية فيها.
في غضون ذلك أحالت السلطات البريطانية امرأة متهمة بتقديم دعم مالي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى محكمة اولد بيلى في لندن أمس. وأوضح مدعون عامون بريطانيون أن نوال مسعد البالغة من العمر 26 عاماً من شمال لندن أحيلت إلى محكمة اولد بيلي لتواجه اتهامات بتقديم دعم مالي وتهريب مبلغ يتجاوز 27 ألف دولار إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية .
من جهة ثانية أقر رجلان بريطانيان انضما إلى القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بذنبهما في محاولة الإعداد لأعمال إرهابية وذلك خلال جلسة لمحاكمتهما أمس. وأوضح القاضي البريطاني مايكل توبولسكى أن الرجلين وهما محمد ناهين أحمد و يوسف زبير ساروار اللذان يبلغان من العمر 22 عاماً خططا بعناية لرحلة من بريطانيا إلى تركيا ومنها إلى سورية للانضمام إلى المسلحين وسوف يصدر الحكم بحقهما في وقت لاحق.
ألمانيا تشدد إجراءاتها الأمنية
وفي سياق متصل شددت ألمانيا إجراءاتها الأمنية في المطارات وذلك بعد أيام من إطلاق الولايات المتحدة تحذيرات من قيام إرهابيين من مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية واليمن بتصنيع قنابل يمكن تهريبها على متن الطائرات . ونقلت رويترز عن وزارة الداخلية الألمانية قولها في بيان أمس أن السلطات الألمانية اتخذت تدابير أمنية مكثفة بناء على طلب من الولايات المتحدة، وأوضح أن السلطات المختصة في المطارات الألمانية قامت بتطبيق مستويات أعلى من إجراءات التفتيش الأمني سواء للركاب أو الأمتعة مضيفاً أنه سيكون على الركاب المتجهين مباشرة من ألمانيا إلى الولايات المتحدة إزالة الأغطية الواقية للمعدات التقنية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وتشغيلها للتأكد من أنها تعمل.
الغرب سيدفع ثمن دعمه للإرهاب
إلى ذلك أكد عضو مجلس الشيوخ التشيكي ياروسلاف دوبرافا أن الدعم الأمريكي والأوروبي لما يسمى بالمعارضة السورية يعد سياسة غبية وقصيرة النظر محذراً من أن أوروبا ستدفع ثمناً كبيراً للانتشار القائم للتطرف والإرهاب . وقال دوبرافا في مقال له نشره أمس في صحيفة هالو نوفيني التشيكية أن روسيا حذرت من أن سورية ليست كغيرها من دول المنطقة ولكن لم يؤخذ هذا التحذير على محمل الجد حيث اعتبره الغربيون ثرثرة سياسية اعتاد السياسيون عليها في الأحاديث الأمريكية والأوروبية. معتبراً أن روسيا باتت بشكل مؤكد عامل استقرار في العالم حيث لا نجد في سياستها الرغبة بالتوسع وإنما المحافظة على الواقع فيما تحاول بطرق متعددة إيقاف النزاعات العدوانية لدى الدول الأخرى.