الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

ألمانيا واليابان تدينان تصريحات ترامب بشأن الجولان الجعفري لـ غوتيريس: اعتداء على حق سورية في استعادة أراضيها المحتلة

تواصلت أمس ردود الفعل المحلية والعربية والدولية المنددة بالتصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي عبّر فيها عن عزمه الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على الجولان العربي السوري المحتل.

مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أبلغ أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقائه به في نيويورك بموقف الجمهورية العربية السورية الرافض والمندد بتصريحات ترامب، وأكد أن هذه التصريحات اعتداء على حق سورية في استعادة أرضها المحتلة وممارسة سيادتها عليها، وأنه عمل غير شرعي لا أثر له، وهو إخلال بالتزامات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي، فيما جدد غوتيريس التأكيد على أن موقف الأمم المتحدة ثابت لا يتغير وأن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها “إسرائيل”.

وفيما أكدت ألمانيا واليابان موقفهما بأن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل”، رأت أحزاب وشخصيات وطنية عربية أن تصريحات ترامب، تعد حلقة في سلسلة العدوان الأمريكي المزمن على سورية، وشددت على رفضها القاطع لمثل هذه القرارات اللامسؤولة، مطالبة المجتمع والرأي العام الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذا الانحياز السياسي الأمريكي الذي سيجلب مزيداً من الإرهاب.

وفي التفاصيل، أكد الجعفري خلال لقائه غوتيريس: أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان العربي السوري المحتل، وأن أي إجراء أمريكي ينطوي على الاعتداء على حق الجمهورية العربية السورية في استعادة تلك الأرض المحتلة وممارسة سيادتها عليها هو عمل غير شرعي لا أثر له، وهو إخلال بالتزامات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أحكام الميثاق ومبادئ القانون الدولي.

وأشار الجعفري في هذا السياق إلى أن الأمم المتحدة أكدت عبر مختلف قرارات الجمعية العامة ذات الصلة وقرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 على أن الجولان هو أرض سورية محتلة وأن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأراضي المحتلة لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني.

وطلب الجعفري من الأمين العام إصدار موقف رسمي لا لبس فيه يؤكد من خلاله على الموقف الراسخ للمنظمة الأممية تجاه قضية الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري، مشدداً على أن الشعب السوري مجمع اليوم وأكثر من أي وقت مضى على رفض الموقف الأمريكي وعلى التصدي للاحتلال الإسرائيلي للجولان المحتل بكل الوسائل الممكنة والتي يقرها القانون الدولي والشرعية الدولية.

من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن موقف الأمم المتحدة وموقفه هو شخصياً ثابت ومعروف، ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي نصت صراحة على أن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها “إسرائيل”.

وقال غوتيريس: إنه وعلى الرغم من سياسته المهنية القائمة على عدم التعليق على أي تصريحات يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن خطورة الموقف الذي صدر عن الرئيس الأمريكي دفعته إلى الطلب من الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة إصدار بيان يتضمن التأكيد على أن موقف الأمم المتحدة ثابت لا يتغير وأن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها “إسرائيل” تأكيداً لقرارات الشرعية الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي 497 الذي صدر في العام 1981، مؤكداً في هذا الصدد على أن تصريحات الناطق الرسمي باسمه تمثل موقفه هو كأمين عام للأمم المتحدة.

وفي القنيطرة “محمد غالب حسين” نظَّمت الفعاليات الأهلية والشعبية في المحافظة  وقفة احتجاجية في موقع عين التينة المقابل لبلدة مجدل شمس المحتلة، احتجاجاً على تصريحات ترامب، وأكد المشاركون في الوقفة رفضهم القاطع للتصريحات غير القانونية التي تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ مجلس الأمن الدولي، والاتفاقيات المنبثقة عنهما، مجددين تضامنهم مع أهلنا في الجولان المحتل بوجه الحملات الاستيطانية والعدوانية التي تحاول سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية فرضها بالقوة في الجولان السوري المحتل .

كما استنكر أهلنا في الجولان السوري المحتل الذين اعتصموا في قرية مجدل شمس السورية المحتلة تصريحات ترامب، مؤكدين أنها تشويه لعروبة الجولان، وتشجيع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في مخططاتها التوسعية والعدوانية بحق الجولان السوري المحتل، مشددين على انتمائهم لوطنهم الأم سورية، وتمسكهم بالهوية العربية السورية، موضحين أن الجولان أرضاً وشعباً وتاريخاً عربي سوري.

كما استنكر طلبة الجامعات والمعاهد السورية تصريحات ترامب، مؤكدين أن الجولان المحتل كان وسيبقى أرضاً عربية سورية والاحتلال الإسرائيلي زائل لا محالة.

ففي محافظة حمص أكد طلبة جامعة البعث أن تصريحات ترامب ترمي إلى تثبيت احتلال الكيان الإسرائيلي للجولان المحتل، مؤكدين أن الجولان كان وسيبقى أرضاً عربية سورية والاحتلال زائل لا محالة.

وفي محافظة حلب أكد طلبة الجامعة رفضهم واستنكارهم لتصريحات ترامب التي تتنافى مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية التي دعت لعودته إلى سورية وضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منه.

وفي محافظة الحسكة أكد طلبة الكليات الجامعية أن انشغال الشعب السوري في مقارعة الإرهاب وتطهير البلاد من رجسه لن يثنيه بأي شكل من الأشكال عن المضي قدماً في مسيرة المقاومة لتطهير الجولان المحتل من رجس الصهاينة.

إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس موقف بلاده الذي يؤكد أن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل” منتقداً تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل، وقال: إن موقفنا لم يتغير بهذه القضية، ونحن لا نعترف بقرار ضم “إسرائيل” للجولان، وذلك بناء على قرارات مجلس الأمن، لافتاً إلى أن الجولان جزء من سورية.

وكانت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر أكدت الجمعة الماضي أن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل” وأن حكومتها ترفض الخطوات الأحادية فيه.

في السياق ذاته أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني وزير الحكومة يوشيهيدا سوغا أن موقف بلاده ثابت تجاه الجولان السوري المحتل ولم يتغير بعد تصريحات ترامب المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وقال: نؤكد بقوة أن سياسة الحكومة لم تتغير أبداً والموقف الياباني يقضي بعدم الاعتراف بضم (إسرائيل) للجولان السوري المحتل.

من جانبه، استنكر الحزب الشيوعي السوري الموحد التصريحات اللامسؤولة للرئيس الأمريكي، معتبراً أن الإدارة الأمريكية تؤكد يوماً إثر يوم عداءها لسورية ونضالها المشروع من أجل استعادة أراضيها المحتلة وفي مقدمتها الجولان.

وأكد الحزب في بيان أن إعلان ترامب يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والقرارات العديدة التي أقرتها هيئتها العامة ومجلس الأمن الدولي بهذا الشأن والتي طالبت “إسرائيل” بعدم المساس بالوضع الجغرافي والسكاني للجولان والانسحاب إلى خطوط ما قبل الخامس من حزيران 1967، كما يتجاهل النضال الوطني المشروع لأهلنا في الجولان ومواجهتهم للاحتلال الصهيوني والحفاظ على هويته السورية رغم القمع العنيف الذي يتعرضون له تحت سلطة الاحتلال، وتساءل الحزب عن دور منظمة الأمم المتحدة وقراراتها التي يفترض أن تحافظ على سيادة الدول والأمن والاستقرار العالميين في وقت تستهدف فيه دولة عظمى حقوق الشعوب، وتسعى إلى وضع منطقة الشرق الأوسط والعالم على حافة البركان. وفي ختام بيانه دعا الحزب إلى توحيد الجهود الوطنية السورية من أجل مواجهة العدوان الأمريكي والاحتلال الصهيوني والتركي لكل جزء من الأرض السورية، مؤكداً أن الجولان سيعود إلى وطنه الأم سورية رغم إرادة الامبريالية والصهيونية.

بدوره أدان حزب سورية الوطن بأشد العبارات تصريحات ترامب، معتبراً أنها تؤكد مجدداً انحياز الولايات المتحدة لكيان الاحتلال الصهيوني ودعمها اللامحدود لسلوكه العدواني والاستيطاني، وأكد الحزب أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية واستعادته من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي أولوية للشعب السوري وحق أبدي لن يخضع للمساومة أو التنازل، ولا يمكن أن يسقط بالتقادم.

من جهته رأى اتحاد الكتّاب العرب أن تصريح ترامب الذي يتعارض مع التاريخ والجغرافيا يعد حلقة في سلسلة العدوان الأمريكي المزمن على سورية، ويعرض السلام والأمن الدوليين للخطر، ويشجع سياسة الكيان الصهيوني المغتصب التوسعية في منطقتنا العربية، مؤكداً أن الجولان السوري المحتل كان وسيبقى عربياً سورياً.

بدوره أدان مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي تصريحات ترامب، معتبراً أنها تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بعد فشل ما يسمى “الربيع العربي” الذي هزم فيه كيان الاحتلال الصهيوني وأمريكا في تحويل المنطقة لهيمنتها وتنفيذ سياستها العنصرية.

كما أدان مجلس النواب المصري تصريحات ترامب، مؤكداً أنها تمثل انتهاكاً لكل المواثيق والقرارات الأممية.

وشدد رئيس المجلس علي عبد العال في كلمة ألقاها خلال جلسة أمس على رفض مجلس النواب المصري القاطع لمثل هذه القرارات اللامسؤولة، مطالباً المجتمع والرأي العام الدولي وكل محبي السلام دولاً وشعوباً ومنظمات بالتحرك الفوري لوقف هذا الانحياز السياسي الأمريكي الذي سيجلب مزيداً من الإرهاب، وعدم الاستقرار الى المنطقة والعالم، ومواجهة هذا الاعتداء الصارخ على الشرعية الدولية، وجدد عبد العال التأكيد على موقف مصر الثابت باعتبار الجولان أرضاً سورية محتلة وفقاً للقرارات الصادرة عن الشرعية الدولية.

كما أدان حزب المؤتمر المصري بشدة تصريحات ترامب واصفاً إياها بالمستفزة، وقال الحزب في بيان: إن هذه التصريحات مرفوضة من العالم كله الذي يعي جيداً أن الجولان أرض سورية احتلها الكيان الإسرائيلي، مشدداً على رفضه بشكل قاطع وحاسم أي قرارات أو تصريحات تتنافى مع القرارات الدولية الأممية بهذا الخصوص.

وأدانت الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا تصريحات الرئيس الأمريكي، وأشارت إلى أن هذه التصريحات غير المسؤولة لترامب تمثّل تدخلاً سافراً جديداً في شؤون دولة ذات سيادة هي سورية ومحاولة من الإدارة الأمريكية لدعم سياسة تهويد الأراضي العربية المحتلة وضمها إلى الكيان الإسرائيلي بحكم الأمر الواقع بالرغم من رفض المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

من جهتها أدانت الأمانة العامة لتنظيم التصحيح الشعبي الناصري اليمني تصريحات الرئيس الأمريكي، وقال بيان صادر عن التنظيم: إن تلك التصريحات المعادية لحقوق الشعب السوري الشقيق في تحرير أرضه المحتلة والمتناقضة مع القرارات الدولية تكشف أدلة جديدة على مدى ارتهان هذه الإدارة الهمجية مع المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، وجدد دعمه الكامل للشعب السوري وحقه بتحرير كامل أراضيه المحتلة وحق كل الشعوب العربية باستعادة اراضيها المحتلة.

في لبنان أدان وزير الشباب والرياضة محمد فنيش تصريحات ترامب، وشدد فنيش في كلمة له على خيار المقاومة، داعياً الشعوب إلى أن تدافع عن حقوقها بالمقاومة، ولا تنتظر دفاع مجلس الأمن لأنه يعطل بالفيتو الأمريكي.

كما أدان عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق تصريحات ترامب، مشيراً إلى أن الأخير يمكن أن يشرّع أيضاً الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا في جنوب لبنان.

بدوره أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن كل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية للقضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية فشلت، وأوضح أن كل وسائل وأساليب التحريض والتشويه والكذب والافتراء ضد حزب الله والمقاومة لم تكسبهم إلا الفشل والهزيمة.

من جانبه أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين في لبنان المرابطون العميد مصطفى حمدان أن تصريحات ترامب بشأن الجولان السوري المحتل تذكرنا بوعد بلفور وغيره من المؤامرات الغربية على منطقتنا العربية، وهي بالتالي مخالفة تماماً للشرعية الدولية.

من جهة ثانية أكد عضو المكتب السياسي في حركة أمل اللبنانية النائب هاني قبيسي أن من زرع الإرهاب والفوضى في المنطقة العربية على مدى السنوات الماضية يحاول اليوم فرض إملاءاته على شعوبها، ولكنها ترفض ذلك لأنها تؤمن بالمقاومة والدفاع عن الأرض وتحريرها.

وقال قبيسي في كلمة: إن الأمريكي الذي هزمت مخططاته في المنطقة بكل إرهابه وجيوشه لا يستطيع أن يفرض شروطاً على من قاوم ودافع وانتصر، مشدداً على أن لبنان مصر على الصمود في وجه كل الضغوط والتهديدات دفاعاً عن كرامته وسيادته وحقوقه.