عشائر نينوى تعلن براءتها من كل شخص ينتمي لـ "داعش" أو يتعاطف معه المالكي: العراق يخوض معركة مصيرية للحفاظ على وحدته وسيادته
تطوّرات متسارعة على الساحة العراقية من شأنها أن تبدد الأجواء السياسية الملبدة بين الكتل البرلمانية، وخصوصاً بعد ورود معلومات عن اتجاه التحالف الوطني عن نيته ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية دستورية ثالثة، مع الإعلان أيضاً أن النائب سليم الجبوري سيكون المرشح لرئاسة البرلمان، فيما يبقى المرشح لمنصب رئيس الجمهورية مرهوناً بإعلان البرزاني عن اسمه كونه سيكون من التحالف الكردستاني في الجلسة المقبلة للبرلمان يوم الأحد القادم.
في الأثناء أعلنت الحكومة العراقية وعبر مندوبها في الأمم المتحدة أن تنظيم داعش سيطر على منشأة سابقة للأسلحة الكيميائية بعد هجوم مجموعات إرهابية مسلحة عليها.
وأوضحت أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية لتدمير المواد السامة هناك، فيما كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن نزوح أكثر من 15 ألف طفل من محافظة نينوى خلال الأسابيع الماضية، مؤكدة أنهم يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة في مخيمات النازحين.
وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية في بغداد: إن السفير العراقي محمد علي الحكيم أبلغ في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن منشأة المثنى شمالي بغداد سقطت بيد المجموعات الإرهابية المسلحة في الحادي عشر من حزيران الماضي، مؤكداً أن بقايا برنامج سابق للأسلحة الكيميائية موجودة في غرفتين محصنتين تحت الأرض هناك، وأن إدارة المشروع رصدت، ومن خلال كاميرات المراقبة، في فجر الثلاثاء الثاني عشر من حزيران نهب بعض معدات وأجهزة المشروع قبل أن يعطل الإرهابيون نظام المراقبة.
يأتي ذلك، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق يخوض معركة مصيرية للحفاظ على وحدته، التي لا يمكن التنازل عنها، وسيادته، التي لا يمكن أن تدنس، مشيراً إلى أن المعركة تحوّلت من عملية صد وإيقاف للهجوم البربري الوحشي لتنظيم القاعدة الإرهابي إلى عملية تقّدم للجيش العراقي باتجاه التحرير والتطهير، وأشار في كلمة له إلى أن استعادة الشعب العراقي لوعيه سريعاً وتشخيصه مكامن الخلل دليل على حيوية هذا الشعب الذي كان رده قوياً وحاسماً في التطوع والإقبال على المواجهة، مبيناً في الوقت ذاته أن المحافظات التي دخلتها المجموعات الإرهابية تطهر الواحدة تلو الأخرى ولن نقف إلّا عند آخر نقطة من العراق، موضحاً أن الموقف الدولي متماسك في الوقوف وراء العراق ومساندته إلّا ما ندر من الدول التي سميناها دول شر وعدوان وطائفية التي وقفت إلى جانب الإرهاب في سورية وفي العراق واليمن وليبيا وستقف إلى جانبه في دول أخرى مرشحة أن تكون مساحات للنفوذ وعمليات للإرهاب.
ميدانياً أشارت المعلومات الواردة من مدن عراقية عدة إلى تنامي حجم الخلافات بشكل لافت بين العناصر الإرهابية في عموم مدن العراق والناجمة بشكل أساس عن رفض العديد من الفصائل المسلحة مبايعة ما يُسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة فضلاً عن التناحر الحاصل بين الإرهابيين على تقاسم الأموال التي تمت سرقتها من المصارف الحكومية في بعض المدن، الأمر الذي ولّد انشقاقات كبيرة بين صفوفهم.
وأعلن شيوخ عشائر نينوى براءتهم من كل شخص ينتمي أو يتعاطف مع العصابات الإرهابية، وقال الشيخ محمد البوعاج أحد شيوخ العشائر في المحافظة: إن عشائر الموصل اتفقت على البراءة من كل عائلة ينتمي أحد أبنائها إلى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي، فيما واصلت قوات الأمن العراقية عملياتها الأمنية والعسكرية الواسعة في مدن الموصل وتكريت وبابل والرمادي والفلوجة وسامراء والشرقاط وديالى إلى جانب مناطق أخرى.
وفي هذا السياق أعلنت القوات العراقية أنها أحكمت سيطرتها أمس على كامل محيط مدينة تكريت شمال العاصمة بغداد تحضيراً لتطهيرها، كما نفذت عدة عمليات أدت إلى مقتل العشرات من الإرهابيين وتدمير آلياتهم ومعداتهم.