ثقافة

“القلق” كرسي هزَّاز يحركك باستمرار

هل القلق حالة صحيَّة، حاجة يجب أن يمرَّ بها الفرد ليكتشف مدى قدرته النفسيَّة على تجاوز مشاكله، هل هو يزول عند الأشخاص الذين يؤمنون بالله إيماناً صادقاً، هل هو إرادي، يمكن أن يخضعه المرء إلى المحاكمة العقليَّة؟ حول هذه الأسئلة وغيرها كانت لنا متابعة هامة في نقطة (محارب الأحمد) الثقافيَّة في مدينة حمص، ضمن جلسة استماع حواريَّة تتمحور حول موضوع الدعم النفسي الذي تقيمه النقطة.
قامت مديرة النقطة الثقافيَّة (عفاف الخليل) بإدارة حوار مع الأستاذ الباحث (بسَّام شعبان) بالإضافة إلى مشاركة الآنسة (ديمة رمضان) اختصاصية في الإرشاد النفسي، والسيدة (وداد حسن) مديرة التثقيف الصحي وبمشاركة عدد من الشباب، حيث دار حوار حول موضوع هام عنوانه: (القلق) كل إنسان قلق هو ناجح، لأنه يخضع الكثير من الأمور إلى المحاكمة العقليَّة باستمرار، فهناك قلق سلبي قائم على العشوائيَّة في التصرُّفات، وآخر إيجابي يدفع بالمرء إلى موازنة الأمور والحث على العمل وبشكل مضاعف بالإضافة إلى وضع أهداف لا بدَّ من الوصول إليها. وهنا دار حوار هام مع طالبة عمرها أربع عشرة سنة سألها الأستاذ (بسَّام شعبان) هل شعرت بالقلق قبل الامتحان؟
ـ نعم في اليوم الأوَّل كثيراً، ولكن عندما تابعت في الأيام الأخرى كنت أشعر بزوال القلق بشكل تدريجي.
هل تشعرين بأن هناك من هو أفضل منك؟
ـ نعم صديقتي، هي مثقفة واعية، شخصيتها قويَّة، أتمنى أن أكون مثلها.
ماذا فعلت لتكوني مثلها؟
ـ أحاول عرض مشاكلي لها لأعرف كيف تحلَّها، هي تنصحني بأن آخذ قراراتي بنفسي.
أسئلة عدَّة طُرحت، كان منها: هل الإيمان بالله يزيل القلق؟ خلصنا إلى نتيجة مفادها أن الإيمان بالله يزيل القلق فعلاً فالقلق مصدره اللاوعي لا يمكن تقويم أسسه إلا بالاعتقاد السليم، فالفراغ الروحي هو الذي يسبب إشكاليَّة اللاوعي، وما دمت تحيا هناك ناقوس يدقُّ في داخلك بأنك ستموت مهما عمَّرت، فعلينا أن نعرف كيف نفجِّر الطاقة الإيجابيَّة في النفس لكي نتجاوز الكثير من المشاكل التي تعترضنا.
وقفنا على طرق علاج القلق، يكمن العلاج في تجنب الأمور التي تسبب لنا القلق،  والتعايش مع ما لا يمكن تغييره، كما يجب التنازل عن فكرة أن تكون حياتك مثاليَّة، عليك أن تكون متساهلاً، وتبحث عن أسباب غضبك، والتسليم أن ما مضى قد فات وانتهى، أهم عامل هو تعزيز الثقة بالنفس، هذا ما دفع بالأستاذ (باسل النيصافي) لمداخلة هامة مستشهداً من كتاب للدكتور (بارتون غولد سميث):
رفع المعلم لِتلاميذه ورقة من  فئة 100 دولار، وسأل : من يريدها ؟ فرفع الجميع أياديهم، ثم إنه جمعها بقوةٍ بيده، فسأل: من يريدها الآن؟ فرفع الجميع أياديهم، ثم رماها على الأرض،  وصار يسحقها بحذائه حتى اتسخت تماماً، وسأل: من يريدها الآن؟ فرفع الجميع أياديهم. قال لهم: هذا هو درسگم اليوم، مهما حاولت تغيير هيئة هذه الورقه تبقى قيمتها لم تتأثَر، مهما تعرَّضتم للتحقيِر والتعثّر والتقليِل والإهمال والتهميش، فيجب أن تؤمنوا أن قيمَتگم الحقيقة لم تُمَس، متى فقدتّم ثقتكم بأنفسكم وقيمتها  فقدتم كل شيء.
وأخيراً إن أهم شيء يمكن أن نمارسه لتبديد القلق هو ممارسة حالة الاسترخاء، أي إخضاع الجسد بشكل كامل إلى ملكيَّة العقل، عندها ستحصل على النتيجة المرضية لنفسك تماماً.
ليكن شعارنا مثل شعار (فولتير) اضحك..اضحك. والذي أطلقت عليه امبراطورة روسيا (كاترين) لقب إله السرور.
سريعة سليم  حديد