وهذا من الإسلام الحقيقي!.
أكرم شريم
أرجو، وفي شهر رمضان المبارك أن نتحدث عن هذا الدين القويم الإسلامي الحقيقي؛ فلو كان العالم اليوم يعرف ماهو الإسلام الحقيقي دون زيادة أو نقصان، ودون تشدّد أو تسلّط، ودون تفسيرات حاقدة أو متهاونة؛ لعرف العالم كله، أن الإسلام الحقيقي، وعلى حقيقته، إنما هو ثورة بل لربما أكبر ثورة إنسانية ديمقراطية وأصل كلمة الديمقراطية في اليونانية (ديموس كراتوس) – حكم الشعب وترجمة كلمة الديمقراطية إلى اللغة العربية بشكل صحيح وعلى مسؤوليتي هي: الحقوقية!.
إذن.. لو كان العالم يعرف ماهو الإسلام الحقيقي وعلى حقيقته لعرف أنه أكبر ثورة إنسانية وحقوقية، لكل إنسان على حدة، ولكل مجتمع على حدة أيضاً، بل للعالم كله وللعالمين أجمعين!.
ولكي لا أبدو متعجلاً في الحكم أو داعية للدين أو مبالغاً فيما أقول، تعالوا معاً وعلى الفور نشرح ماهي أسباب حكمنا هذا والمذكور أعلاه!.
أولاً: إن الإيمان بالله في الإسلام، هو حصراً بين العبد وربه ولا يجوز أن يوجد أي وسيط أو بديل أو مكان، أو مندوب أو وكيل مهما كانت صفته أو مكانته ومهما فعل أو قال أو بالغ أو لبس أو ألبسناه من الملابس الدينية، أو ادعى! فأنا الإنسان مؤمن بالله وهو وحده الذي يعرفني وأعرفه وأي إنسان يضع نفسه بيني وبين الله سبحانه وتعالى وبأية صفة كانت فهو بدعة! وكل بدعة في الإسلام ضلالة وكل ضلالة في النار! إذن فكل هؤلاء في الإسلام الحقيقي في النار!.
ثانياً: على كل مؤذن يؤذن في الناس، سواء على المئذنة أو في أي مكان آخر يمكن الصلاة فيه أن يؤذن لله وحده، ولا يجوز أن يأخذ أجراً إلا من الله وحده، وبالتالي فيجب بعد انتهائه من الآذان أن يذهب إلى عمله اليومي لكي يعمل ويصرف على نفسه من عمله الشخصي وتعبه الشخصي ويصرف كذلك على أسرته من عمله وتعبه. ولا يأخذ أجراً من أحد، لا من الدولة ولا من الأوقاف ولا من الأثرياء مقابل قيامه بعمل المؤذن، وإنما وكما قلنا يعمل ويصرف من عمله الشخصي وتعبه الشخصي على نفسه وأفراد أسرته!. وإلا فإن ما يفعله في الإسلام بدعة وكل بدعة ضلالة في الإسلام وكل ضلالة في النار!.
وكذلك الخطيب في المسجد أو الإذاعة أو التلفزيون أو أي جهاز آخر وفي أي مكان آخر!. ففي الإسلام الحقيقي إسلام الله سبحانه وتعالى، يخطب في الناس ثم يذهب إلى عمله. وظيفته أو متجره لكي يصرف على نفسه وأسرته من عمله الشخصي وتعبه الشخصي. ويضاف إليه الإمام الذي يؤم الناس. ويجب ألا تكون له وظيفة في الدولة أو الأوقاف أو المملكة أو الإمارة، لا منذ بداية الإسلام ولا الآن ولا إلى آخر الدنيا. فهو يؤم الناس في الصلاة ثم يذهب مباشرة إلى عمله الشخصي: وظيفته أو متجره أو أي عمل آخر!. فنحن في الإسلام الحقيقي ديننا الذي نعرفه جميعاً، لا نؤذن للصلاة ولا نخطب لهداية الناس وتوضيح أبعاد دينهم ولا نؤم الصلاة في المسجد أو في أي مكان إلا لوجه الله ولله وحده، وهكذا فيجب علينا أن نذهب مباشرة، بعد أدائنا الواجب الديني إلى عملنا لكي نعيش ونصرف على أنفسنا وأفراد أسرنا من عملنا الذي نعتاش منه، وإلا فإن كل ما نفعله من أداء لواجبنا الديني سيصبح من أجل الحاكم الذي يدفع لنا، وإن لم يكن بشكل مباشر فبشكل غير مباشر حتماً! وإن لم يكن كذلك أيضاً فخوفاً من أن يصبح كذلك وهذا هو السبب الذي نسمع فيه كثيراً من الخطب الدينية تختلط فيها مدائح الحكام مع توضيح دين الله! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نتحدث و ألا نمل من الحديث معهم: هؤلاء المؤمنين الحقيقيين بالله من المؤذن إلى الخطيب إلى الإمام فهو دينهم ولا يحب أحدهم، ونحن واثقون من ذلك أن يخرج عن دينه وهو يدعو في الوقت نفسه إلى هذا الدين.