ثقافة

في زمن الحرب المستمرة على “لغة الضاد” وتسويق مساعي طمس معالمها… د. محمود السيد يطلق شعار “اللغة العربية مسؤولية جماعية”

الدكتور محمود السيد أحد المبدعين المخلصين الذين تفتخر بهم سورية كرّمه الرئيس بشار الأسد ليكون رئيس لجنة تمكين اللغة العربية، وهذا ليس بغريب على الدكتور السيد الذي يحمل في قلبه كل المشاعر الوجدانية والنوازع الإنسانية، والذي كافح طوال حياته للحفاظ على لغتنا العربية والتمسك بثوابتنا القومية وأصالتنا ونشر روح أدبنا وشعرنا وتراثنا من خلال عمله أستاذاً جامعياً ووزيراً سابقاً لوزارتي التربية والثقافة وأحد أعضاء مجامع اللغة العربية في الوطن العربي ورئيس تحرير ثلاث مجلات محكّمة هي «مجلة جامعة دمشق في التربية وعلم النفس، مجلة مجمع اللغة العربية في دمشق، مجلة التعريب الصادرة عن المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم»، وباحثاً وكاتباً أصدر الكثير من الكتب، وما يزال د. السيد يردد أجمل أبيات الشعر كما كان يفعل حينما كنتُ أصغي إليه بشغف مع آخرين من طلاب الدراسات العليا ليقتحم أوراق محاضرته ثم يعود إليها من جديد ،والمفاجأة التي ستسعد كثيرين من محبيه وطلابه أنه يعكف حالياً على تأليف كتاب يضم مختارات من أجمل ما قيل في الشعر العربي من أبيات تذوي القلوب لمرارة العشق والنأي والهجران إضافة إلى الوصف والتصوف والوجدانيات من مختلف عصور الأدب، البعث خصصت الحوار مع الدكتور السيد حول المستجدات في الخطوات التي أنجزتها لجنة تمكين اللغة العربية على أرض الواقع وأحدث إصدارات الموسوعة وأهم النقاط التي يناقشها مجمع اللغة العربية ومشروع الاختبار الهام للكفاية اللغوية الذي يسلّط الأضواء عليه الدكتور السيّد.
معايير اختبار الكفاية اللغوية:
في المؤتمرات تتقاطع الأفكار وتفرد أوراق العمل وتناقش البحوث فبدأتُ الحوار مع د.السيد حول أهم النقاط التي نوقشت في المؤتمرين الأخيرين اللذين حضرهما في القاهرة ودبي حول قضايا اللغة العربية؟
يقول الدكتور السيد: حضرتُ المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية في القاهرة في شهر آذار الماضي، وكان عنوانه “التعريب” وتناول التعريب تاريخاً وقضايا إضافة إلى المشكلات التي تعترض التعريب، وقدمتُ بحثاً ضمن بحوث المؤتمر بعنوان “قضايا ملّحة في مسيرة التعريب” والأمر الذي استرعى انتباهي في المؤتمر أنه في ظل العولمة حدث اختراق لكثير من القضايا الأساسية والثوابت القومية التي نحرص على التمسك بها، إذ دعا بعض أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة ومنهم د.أحمد الجارم إلى تدريس الطب والعلوم باللغة الإنكليزية، كما دعا أحد أعضاء مجمع اللغة العربية من المغرب إلى التدريس باللغة الكونية ويقصد بها اللغة الفرنسية والإنجليزية، والأنكى من ذلك أنه لا يعد اللغة العربية من اللغات الكونية فكنتُ عنيفاً في الرد عليهما لاسيما في الكلمة الاختتامية التي كلفتُ بإلقائها لأتحدث باسم المؤتمر وطالبتُ فيها بأن يكون هناك ميثاق شرف لأعضاء مجامع اللغة العربية، ويجب أن يتحلى كل عضو بتطبيق الأهداف المرسومة لمجمع اللغة العربية والمتمثلة بحماية اللغة العربية والحفاظ عليها، وأن يتم تجميد عضو المجمع إذا كان في منأى عن هذا الميثاق، وإذا كان نغمة نشاز في هذا المجال، أما عن أعمال المؤتمر فهناك لجان متعددة تعمل كخلية النحل في جميع ميادين المعرفة والمؤتمر يناقش المصطلحات التي تضعها هذه اللجان عبْر جلسات العمل المغلقة التي تعقبها جلسات مفتوحة علنية تلقى فيها محاضرات على الحاضرين؛ وتناقش من الجمهور.
المؤتمر الثاني الذي حضرته مؤخراً في شهر أيار الماضي كان مؤتمر المجلس الدولي للغة العربية الذي عُقد في دبي بعنوان “الاستثمار في اللغة العربية على الصعيد العربي والإقليمي والدولي” ونعني بالاستثمار توظيف اللغة العربية في مجالات الحياة المتعددة، ومن هذه المجالات وضع برامج في الحاسوب وعلى الشابكة (الإنترنت) لتعليم اللغة العربية لمن يريد أن يتعلم قواعد اللغة العربية وأساسياتها من العرب والأجانب، والاستثمار في هذا المجال لا حصر له كبرامج تعليم النحو والصرف وبرامج البلاغة وعلم العروض وتنضوي هذه البرامج ضمن مستويات للمبتدئين والمتوسطين والأعلى للمتقدمين على غرار برامج تعليم اللغة الإنكليزية.
في الواقع نحن مقصرون جداً في برامج تعليم اللغة العربية والآن على الصعيد القومي ثمة اختبار “الكفاية اللغوية” على غرار اختبار “التوفل” باللغة الإنكليزية تنفذه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو) في إطار مشروع «النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة»، وهذا المشروع قدمته لجنة تمكين اللغة العربية في سورية إلى مؤتمر القمة العربي الذي عُقد في دمشق عام 2008، وقدّم المؤتمر الشكر لسورية على مبادرتها لإطلاق هذا المشروع الرائد. ومن بنود المشروع وضع اختبار لقياس الكفاية اللغوية ونحن في أمس الحاجة إلى تطبيق هذا المشروع على نطاق الساحة القومية.
وحينما كنتُ عميداً لكلية التربية في دمشق وضعتُ بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاختبارات للكفاية اللغوية على مستوى المرحلة الإعدادية في الوطن العربي بعد أن قمت بتحليل الكتب الدراسية في دول الوطن العربي ووضع الاختبار في ضوء التحليل ثم طبّق على عينات من الطلبة في سورية والكويت ومصر وتونس، وعدّل في ضوء التطبيق قبل تعميمه. أما المشروع الجديد لاختبار الكفاية اللغوية فيمكن أن يطبق على أبناء اللغة العربية في التقدم للدراسة الجامعية والتقدم للوظائف وفي مختلف المؤسسات الإعلامية وجميع الوزارات والمؤسسات لقياس القدر الأساسي الذي ينبغي أن يتوفر لدى المتقدم للمسابقة، كما يطبق أيضاً على الأجانب الذين تعلموا اللغة العربية في ضوء مستوياتهم.
هذا المشروع الهام ناقشه مؤتمر دبي، ولقد أسهمت في أعمال المؤتمر برئاسة جلسة رئيسية لرؤساء الجمعيات العاملة في حماية اللغة العربية في الوطن العربي، كما أسهمت في مناقشة عدد من البحوث والمحاضرات التي ألقيت في المؤتمر، وفي تقويم أعماله في الجلسة الختامية التي عقدت لهذه الغاية.

قطعنا خطوات رائدة
الحديث عن معايير الكفاية اللغوية قادني إلى سؤال د.السيد إلى أين وصلت خطوات العمل التي تقوم بها لجنة تمكين اللغة العربية؟
وهنا يعتبر رئيس لجنة تمكين اللغة العربية أن سورية متميزة على نطاق الوطن العربي في الحرص على لغتها القومية فمنذ سنة 1919 أنشئ أول مجمع لغوي فيها وكان اسمه المجمع العلمي العربي في دمشق، وكان قبل ذلك يتم التدريس في المعهد الطبي الذي آل إلى كلية الطب في جامعة دمشق باللغة التركية وكذلك كلية الحقوق وهما نواة الجامعة السورية بعد ذلك، وبعد أن تحررت سورية من الاحتلال العثماني أصبح التعليم باللغة العربية واستمر رغم وجود الاحتلال الفرنسي الذي حاول أن يفرض لغته، لكن سورية ظلت متمسكة بثوابتها القومية الحريصة على التدريس باللغة العربية في جميع ميادين المعرفة وفي مختلف الكليات الجامعية والمعاهد.
وبقيت سورية ملتزمة بهذا المسار طيلة قرن كامل، وأثبتت الوقائع أن الطلبة السوريين المتخرجين في الجامعات السورية يتميزون على أقرانهم لأنهم درسوا بلغتهم الأم وها هم الآن يتبوؤن أعلى المراتب العلمية في الولايات المتحدة وأوروبا ولاسيما الأطباء منهم الذين يتفوقون على أقرانهم الذين درسوا بلغة أجنبية، لأن من يدرس بلغته الأم يتمثل أكثر ويستوعب أكثر من تعلمه بأية لغة أخرى، وعلى الرغم من هذه النتائج الباهرة ما يزال بعض الأشخاص يرون أن اللغة الإنكليزية هي اللغة التي ينبغي أن تعتمد، وشقّ هذا الأمر طريقه إلى الدراسة في الجامعات الخاصة السورية إذ كانت الدراسة في أغلب الفروع باللغة الإنكليزية في هذه الجامعات فطالبت لجنة التمكين عام 2008 و2009 السيد وزير التعليم العالي بأن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية بموجب الدستور والقانون إلى أن صدر قرار من مجلس التعليم العالي بأن يتم التدريس باللغة العربية ما عدا مقررين لا أكثر يدرسان بالأجنبية، وما كان لهذا القرار أن يصدر لولا المتابعة الحثيثة من لجنة التمكين للغة العربية.
ومن المعروف أن لجنة تمكين اللغة العربية شُكّلت بناءً على القرار الجمهوري رقم 4 لعام 2007 ومن مهامها وضع خطة عمل وطنية للتمكين للغة العربية ومتابعة التنفيذ، على أن تقدم تقاريرها إلى السيدة الدكتورة نجاح العطار نائب السيد الرئيس ورأت اللجنة في خطتها أن اللغة في التمكين لها مسؤولية جماعية ولا يمكن أن تُلقى على كاهل جهة معينة كأن تحمَّل وزارة التربية وحدها المسؤولية أو وزارة التعليم العالي أو وزارة الإعلام، وكل جهة تقذف الكرة على مرمى الجهة الأخرى فرأت اللجنة أن الارتقاء باللغة والنهوض بها مسؤولية جماعية، وكل مسؤول في مجاله، وتمّ تشكيل لجنة للتمكين في الوزارات المعنية (التربية، التعليم العالي، الثقافة، الإعلام، الأوقاف) إضافة إلى لجنة في كل محافظة من المحافظات وقطعنا خطوات في مجال التنفيذ.
فسألته هل أنتم راضون عن التنفيذ؟
ليجيب: قطعنا خطوات وما تزال ثمة خطوات عديدة، وطبعاً لا يمكن للبنيان أن يرتفع إلا بتكامل جميع الأعمدة ولابد من جميع القطاعات في المجتمع بما فيها القطاع الخاص أن تتمثل أهداف هذه الخطة وتعمل على تنفيذها، أما إذا كنّا نضع لبنة من طرف ويتعرض البناء للهدم من طرف آخر فلا يمكن أن يرتفع البنيان وكما يقول الشاعر:
وهل يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنتَ تبنيه وغيرك يهدمُ
فإذا كنّا نستخدم العامية والهجين اللغوي وبعض المعلمين يستخدمون العامية أثناء شرح دروسهم، وإذا كانت مربيات رياض الأطفال يتحدثن مع الأطفال بالعامية فذلك كله يحول دون الارتقاء بالفصيحة، وفي واقع التنفيذ قطعت وزارة التربية شوطاً من خلال إجراء دورات تدريبية لمربيات رياض الأطفال لدورهن الهام في إكساب الأطفال اللغة السهلة الميسرة والسليمة. ووضعت وزارة التربية خطة عمل للضبط اللغوي (التشكيل) بالتنسيق مع مجمع اللغة العربية على أن تكون كتب مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى مضبوطة بالشكل وفي الحلقة الثانية يضبط ما يخشى منه اللبس، كما أقامت دورات تدريبية للمعلمين غير المتخصصين باللغة العربية لتمكينهم من مهارات التواصل باللغة العربية السليمة إضافة إلى ذلك وجهت وزارة التربية القناة الفضائية التربوية نحو أن تكون البرامج الموجهة للأطفال باللغة العربية السليمة، كما عملت وزارة التربية على تفعيل المسرح المدرسي والإكثار من الأناشيد المؤداة بالفصيحة في رياض الأطفال والمرحلة الأولى من التعليم الأساسي وتفعيل المكتبة المدرسية وإسنادها إلى المتخصصين بالمكتبات، أما فيما يتعلق بوزارة الإعلام فقد وجهت بأن تنشر الصحف أعمدة للتوعية اللغوية وتصويب الأخطاء الشائعة وأقامت دورات تدريبية للمذيعين وركزت على التدقيق اللغوي في كل مناحي وسائل الإعلام، وبذلت وزارة الثقافة مجهوداً بتدقيق جميع الكتب التي تصدرها ووجهت إلى إلقاء محاضرات في المراكز الثقافية تُعنى بتمكين اللغة العربية وبيان خصائصها والتوعية بها، ورفعت نسبة وتيرة ما يوجه إلى الأطفال من كتب وقصص، ووجهت وزارة الأوقاف إلى أن يكون التدريس والخطاب في المدارس الشرعية باللغة العربية، ووجهت جميع المساجد إلى أن تكون الخطب باللغة العربية حتى ترتقي بلغة الجمهور بدلاً من التقرب من الجمهور بالحديث باللهجة العامية، وتمّ بالتعاون مع وزارة التربية وعدة وزارات واتحاد الكتّاب العرب لإقامة مسابقات وتكريم المتفوقين، كما أصدرت رئاسة مجلس الوزراء تعميماً بأن تكون جميع الكتب الصادرة عن جميع الوزارات والمؤسسات مدققة لغوياً، وأصدرت قراراً بأن تتم المناقشات داخل الاجتماعات الرسمية باللغة العربية وعلى أن تُكتب محاضر الاجتماعات باللغة العربية السليمة، وأصدر رئيس مجلس الوزراء مشكوراً تعميماً يتضمن أن يكون من شرط النجاح في المسابقات النجاح باللغة العربية إضافة إلى اللغة الإنكليزية والمعلوماتية، أما فيما يتعلق بالحياة العامة فقد طلبت رئاسة مجلس الوزراء من الوزارات والمؤسسات واللجان الفرعية في المحافظات إرسال المصطلحات الأجنبية في مجالات عملها إلى مجمع اللغة العربية لإيجاد البديل عنها باللغة العربية، وهناك مسح للشوارع من قبل لجان لتغيير أسماء المقاهي والمحال المكتوبة باللغة الإنكليزية إلى العربية باستثناء فروع الشركات العالمية مثل الشيراتون وتويوتا، هذه نماذج عامة من الإنجازات التي قامت بها لجنة تمكين اللغة العربية وكنتُ ألتقي مع رؤساء اللجان في المحافظات في وزارة الإدارة المحلية لمناقشة الصعوبات التي تعترض عملهم وتذليلها، ولكن الأوضاع الصعبة التي نعيشها بسبب الأحداث الراهنة حالت دون اجتماعاتنا لذلك اكتفينا بأن ترسل اللجان الفرعية محاضر اجتماعاتها عن طريق وزارة الإدارة المحلية، إلى اللجنة العليا للتمكين فتدرسها اللجنة وترفع تقاريرها إلى الدكتورة نجاح العطار نائب السيد الرئيس.

شرعنة الأخطاء الشائعة:
ويتابع د.السيد عمله بالحفاظ على اللغة العربية ونشرها من خلال عمله نائباً لرئيس مجمع اللغة العربية وترؤسه عدة لجان منها لجنة علوم اللغة وأصولها، فسألته عن دورها الفعلي في ترسيخ جذور لغتنا؟
فيوضح: تُعنى هذه اللجنة بدراسة الألفاظ والأساليب والأخطاء الشائعة التي تتم دراستها وتعمل على شرعنة بعض الألفاظ الشائعة على ألسنة الناس إذا كان لها وجه صحة ومسوغات في تراثنا، وتكون الدراسة من خلال العودة إلى عصر الاحتجاج ونعني به العصر الجاهلي وصدر الإسلام حتى عام 150 للهجرة، ونستعرض هل ورد الاستخدام في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف؟ هل ورد في الشعر الجاهلي؟ في خطب البلغاء؟ هل ورد على لسان كبار الأدباء؟ كما نستشير المتخصصين باللهجات العروبية القديمة وبعد ذلك نجيز استخدام اللفظ أو رفضه. ومن المعروف أن اعتماد الألفاظ المدروسة يتم من خلال المؤتمر السنوي للمجمع بحضور مشاركة عربية، وقام المجمع بطباعة القرارات اللغوية في الألفاظ والأساليب التي أقرتها مؤتمرات المجمع من قبلُ، ومنذ عام 2011 لم يعقد المجمع مؤتمره السنوي بسبب الأزمة التي يمر بها الوطن وعدم تمكن رؤساء المجامع اللغوية العلمية في الوطن العربي من الحضور مع أن الدعوات وجهت إليهم للحضور، إلا أنهم اعتذروا، وقد وزعت القرارات على الجهات المعنية لتعميمها والإفادة منها، كما نعمل من خلال لجنة الإعلام على دراسة المصطلحات الموجودة باللغة الإنكليزية والفرنسية ونجد البديل عنها باللغة العربية.

موسوعات جديدة متخصصة:
وفي القسم الأخير من الحوار توقفنا عند الإنجازات الجديدة التي حققتها هيئة الموسوعة العربية لاسيما أن د.السيد يشغل منصب المدير العام لها فسألته عن التطور الذي يمضي به العمل خاصة في إطار الموسوعات المتخصصة؟
فيقول: من المعروف أن هيئة الموسوعة العربية أنجزت سابقاً الموسوعة العربية الشاملة وتقع في 24 مجلداً في مختلف ميادين المعرفة، وبعدها أنجزت موسوعات متخصصة في مجالات محددة مثلاً الموسوعة الطبية المتخصصة وصدر منها 12 مجلداً بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم حقي ويعمل فيها أطباء من جميع الاختصاصات وما تزال بقية المجلدات قيد الإنجاز، وصدر من موسوعة القانون سبعة مجلدات، الشيء الجديد أن المجلد الأول من موسوعة الآثار صدر مؤخراً (حرف الألف) ويبين نوع الأثر سواء أكان مسجداً أم كنيسة أم ضريحاً أم موقعاً… الخ. وثمة موسوعة متخصصة بالعلوم والتقانة من المتوقع أن تصل إلى 15 مجلداً ونعمل على الاستئناس بما ورد في الموسوعة الشاملة ونضيف الجديد حتى لا يحدث تكرار، ونطمح لإيجاد موسوعة متخصصة بالتربية وعلم النفس، وفي منحى آخر تتابع هيئة الموسوعة إصدار جملة من الكتب المعاصرة على غرار ما أنجزت سابقاً مثل الأمم المتحدة لماذا وأين؟ -المصارف الإسلامية – حلب المدينة القديمة الخالدة…الخ ونرجو الله أن يزيل هذه الغمة عن صدر هذه الأمة ويزيل الكرب عن الشعب السوري حتى نتمكن من تحقيق الكثير من المشروعات الرائدة التي نتطلع إليها ..
وبكلمة أخيرة نشكر د.السيد على كل الجهود التي يبذلها مع كثيرين لخدمة اللغة العربية التي تمثل أحد الأوجه الحضارية لسورية.
مِلده شويكاني