"عنتريات" أردوغان عرّتها دماء الفلسطينيين حكومة "العدالة والتنمية" تزوّد طائرات الكيان الصهيوني بالوقود.. وتعتقل 55 مسؤولاً كبيراً في الشرطة التركية
أمر مثير للسخرية حقاً، “عنتريات” رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل تثمر حمماً تصب على شعبه والعرب حصراً، فحين غضب الرجل من بيريز رفع من سوية التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني ثلاثة أضعاف، وحين غضب من أجل سفينة مرمرة انتقم من السوريين والعراقيين، رغبته الجامحة أن يكون “خليفة” المسلمين لم تلغ عمالته للناتو، يريد الصلاة في المسجد الأموي، لكنه لا يريدها في الأقصى، لذا تحولت عنترية أردوغان في سورية لوداعة الحَمل في غزة.
رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو في لقاء مع جريدة الأخبار اللبنانية أمس، أكد أن العلاقات التركية التجارية والعسكرية مع إسرائيل شهدت تطوراً ملحوظاً في عهد حكومة أردوغان الذي يرفع صوته بتصريحات ضد إسرائيل ترمي إلى الاستهلاك الداخلي، مشدداً على أن أردوغان يلعب على حبلين، حيث يرفع صوته بالصراخ ولكنه من وراء الستار يواصل علاقاته مع إسرائيل، وأضاف: إنني تحديت أردوغان مؤخراً أن يؤكد وقوفه ضد إسرائيل بإغلاق قاعدة كورجيك التي تزوّدها عبر الرادارات مباشرة بكل المعلومات الأمنية التي تحتاج إليها، ونتحداه أيضاً أن يقطع العلاقات التجارية والسياسية معها إن كان صادقاً، وحول موقفه من الدور التركي مما يحصل في سورية قال كليتشدار أوغلو: إننا نريد أن نعيش بسلام مع كل دول وشعوب المنطقة، وكنا ولا نزال مع تحسين العلاقات بين سورية وتركيا اللتين تربط شعبيهما علاقات وصلات رحم.
هذا وكشفت معطيات مؤسسة الإحصاء التركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قامت بتصدير 124 طناً من وقود الطائرات إلى الكيان الصهيوني خلال شهري آذار ونيسان الماضيين، كما أن العلاقات التجارية بين الجانبين مستمرة وبوتيرة عالية.
من جهتها، وجهت الصحافة التركية أوسع حملة انتقادات لرئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بسبب سياساته تجاه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أنه يستغل مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي لحسابات داخلية بهدف كسب التعاطف الشعبي عشية الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في العاشر من آب المقبل، وأجمعت الصحف على أن أردوغان غير جدي في انتقاداته لإسرائيل، وتساءلت في معرض تشكيكها بالموقف الأردوغاني عن السبب الذي يجعله لا يقدم على أي خطوة مهما كانت صغيرة ضد إسرائيل تعكس الغضب الشعبي في الشارع التركي إزاء المجزرة الحاصلة في غزة.
أما في الداخل التركي، يستمر أردوغان بحملته لملاحقة معارضيه، حيث أوقفت حكومته أمس 55 مسؤولاً كبيراً في الشرطة ضمن تحقيق جنائي تجريه بشأن ادعاءات بقضايا فساد واستغلال مناصب، وذكرت وسائل إعلام تركية أن أربعين مسؤولاً حالياً وسابقاً أوقفوا في اسطنبول بما في ذلك الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في شرطة اسطنبول عمر كوسى، بينما اعتقل 15 آخرون في أماكن أخرى في إطار ما وصفته المصادر الإعلامية التركية بأنه تحرك جديد ضد حركة حليف أردوغان السابق فتح الله غولن في إطار فضيحة الفساد الواسعة التي تطال أردوغان والمقربين منه.
بدورها، أشارت صحيفة حرييت التركية إلى أن عمليات المداهمة والاعتقال كانت متزامنة وتمت في 22 مدينة في مختلف أنحاء تركيا، بينما تمت مداهمة قرابة 200 منزل في اسطنبول وحدها في وقت مبكر من صباح أمس، ووفقاً لادعاءات سلطات أردوغان يتهم المشتبه بهم بالتجسس والتنصت بشكل غير قانوني وتزوير وثائق رسمية وانتهاك السرية وتلفيق أدلة وانتهاك سرية التحقيق.
يُذكر أن حكومة أردوغان قامت منذ مطلع العام الحالي بإقالة وإبعاد عدد كبير من قادة وضباط الشرطة، وذلك في محاولة منها للتغطية على فضيحة الفساد الكبيرة التي هزتها وطالت عدداً من كبار مسؤوليها والمقربين من أردوغان شخصياً وبينهم نجله وأدت إلى استقالة العديد من الوزراء ونواب من البرلمان التركي.