ثقافة

“الثمرة المحرمة” التميز بقصيدة الومضة

صدر حديثاً عن دار بعل المجموعة الشعرية “الثمرة المحرمة” للشاعرة فدوى عبد الله المحمود، قدم للمجموعة الأديب فؤاد حسن حسن. كانت البداية بقصيدة باللغة المحكية فجاءت بعيدة عن المناخ العام للمجموعة التي كتبت باللغة الفصحى وقد تعمدت الشاعرة إدخال قصيدة محكية أخرى في منتصف المجموعة في إشارة لانجذابها لهذا النوع من الكتابة.
تبدأ مجموعة “الثمرة المحرمة” بقصائد طويلة  يأخذها السرد وضعف الصورة الشعرية المكررة أحياناً حيث تفتقر القصيدة لحالة الإبداع الصوري، إضافة للسعي وراء حرف الروي الذي يتخم القصيدة بالحشو مما يؤدي إلى الضياع في متاهة الأجناس الأدبية مع استسهال اللغة والمراوحة في حقل مفردات واحد. نقرأ لها في قصيدتها الأولى “اليوم زفافي”: \اليوم زفافي \ لحبيبي….\القدر كتبه لي\ خيراً من السماء\وابلاً من الأمطار\اليوم زفافي\يا إلهي\فرحتي ..دموعي..حلمي\ كيف أخفيهم\ اليوم زفافي\ .
لكن فدوى المحمود تميزت بقصيدة الومضة بشكل ملفت أكثر من القصيدة الطويلة، فعملت على الإدهاش والتكثيف والإيحاء بأسلوب جميل تباين تماماً مع أسلوب القصائد الأخرى تقول في قصيدة “العيد”: \العيد للأطفال\لحظة…؟!\سأخبركم شيئاً\إنني نسيت\أن\أكبر\. وفي قصيدة “عطر”: \أجراس عطري…؟!\كلما رنت\أيقظت\حبيبي\من سباته العميق\. تعمل فدوى المحمود على عدة مواضيع ضمن مجموعتها فنرى الخطاب إلى الرجل والحبيب كما نرى عبق الأنوثة يتراقص بين سطور القصائد تقول في قصيدة “رقصة”: \ضم خصري \بلباقة..\أنثاك تحب الرقص\تحت\ ضوء عينيك\.
وقد شغفت الشاعرة بوطنها وعبرت عن تعلقها به بعدة قصائد، لكن المقام لم يوافق المقال فقد كانت القصائد سردية ضعيفة الصورة متخمة بالروي: \وطني\يا حروف الغزل\يا هدايا العيد \يا شقاوة طفل بين ثناياك\وضحكة عاشق سعيد.\
وقعت الشاعرة في مطبات لغوية مما يؤكد على ضرورة وجود مدقق لغوي قبل النشر لتفاديها، منها في قصيدة “كبرياء”: \شعرك المجنون المتناثر\وشياطين الشعر\في عينيك تتحدثان ببهاء\. كما أن علامات الترقيم لا تقل أهمية في اللغة عن أبجديتها فلها دلالاتها واستخداماتها خاصة في الشعر، لكن الشاعرة  استخدمتها  بطريقة غير صحيحة كأدوات تجميلية في غير مكانها فخلقت اللبس في القصيدة. \قلدني الوقت\سيفه\حتى أقطعه\إذا مرّ…؟!\وطرق باب\قصائدك\.
“الثمرة المحرمة” مجموعة شعرية صادرة عن دار بعل 2014، تقع في 110 صفحة، الغلاف من تصميم دار بعل .