محليات

بين قوسين تسويق المنتجات الزراعية

رغم جميع الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الجهات المعنية، واستهدفت التقليل من حجم مشكلة تسويق المنتجات الزراعية، إلا أن هذا القلق السنوي المتكرر بالنسبة للفلاح المنتج لم يزل يمثل أهم المشكلات للزراعة السورية بشكل عام، حيث يتكرر هذا الهم السنوي، ويحمّل آلاف الأسر العاملة في الزراعة أعباء مادية إضافية تزيد من أعباء تكاليف العمل والإنتاج، وذلك في ظل غياب آليات تسويق صحيحة، وقنوات تصريف مناسبة!.
قالوا: إن الجهات الحكومية المعنية عملت على نظام تسويق زراعي متكامل يعزز القدرة التنافسية للمنتجات، وأشاروا إلى إعداد مشروع خاص لتطوير الإرشاد التسويقي الزراعي، وأكدوا أن هذه الجهات قد تكون وضعت اللبنة الأولى نحو حل المشكلة، والتأسيس لخطط وآليات عمل مناسبة لدعم تسويق ناجح، وخلق فرص تسويقية حقيقية، واستهداف أسواق جديدة لتصريف المنتج الزراعي السوري.
وإذا أخذنا محصول الحمضيات (مثالاً)، الذي وصل إنتاجه هذا الموسم إلى أكثر من مليون طن، فإننا نلحظ أن مشهد الواقع التسويقي المتردّي لهذا المحصول لم يزل دون المطلوب، وهذا يؤكد أننا لم نزل ندور في فلك الارتجال في معالجاتنا لهذه المشكلة المتكررة سنوياً، التي تصطدم بها أحلام المزارعين، وآمالهم.
إذاً، لابد من التأكيد مجدداً على ضرورة العمل السريع والجاد لتوفير منافذ تسويقية مناسبة تتمتع بالمرونة الكافية، وتؤمّن دخولاً صحيحاً في إعادة التوازن المطلوب، وتوفر فرصاً أكبر لتصريف الإنتاج بالأسعار المناسبة للمنتج، والمستهلك معاً، بعيداً قدر الإمكان عن الحلقات الوسيطة  التي تعتبر أسّ المشاكل في هذا الموضوع، والعقبة الأولى في وجه أية حلول، ومعالجات لواقع التسويق، كما لابد من البحث عن أساليب مجدية وفعالة لترسيخ خطوات الوصول إلى النجاح المطلوب لواقع التسويق الزراعي.
ومع مجمل الإجراءات التي تعمل عليها الجهات المعنية، فإن أهمية هذه القضية توجب على الجميع بذل الجهود باتجاه الوصول إلى الحلول الميدانية المستندة إلى توصيف دقيق وعملي للحالة التسويقية لمنتجاتنا الزراعية، ومعالجة أي خلل فيها، ولا ننسى أهمية العمل وفق نظام معلوماتي متكامل، وتطوير القدرات الفنية للمزارعين، والأهم ترسيخ سياسة تسويقية تأخذ بالحسبان حاجة السوق المحلية، وأسعار المنتج، وملاءمته للقدرة الشرائية للمواطن المستهلك، ومن ثم التوجه إلى الأسواق الخارجية بمزيد من الثقة بمواصفات، وجودة المنتج الزراعي السوري.

محمد الآغا