القوات العراقية تطهّر شمال اليوسفية بالكامل من الإرهابيين العبادي: المالكي سيبقى شريكاً أساسياً في العملية السياسية
تكثر التقارير والوثائق التي تثبت أن تنظيم ما يُسمى بـ”دولة العراق والشام” الإرهابي هو صنيعة صهيونية أمريكية، والتي كان آخرها تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في أن الهدف من التنظيم خلق الفوضى والخراب في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ بنية التقسيم التي فشل بترسيخها ما يُسمى “الربيع العربي”.
وفي هذا السياق، أكد ائتلاف دولة القانون أن تنظيم داعش صنيعة أميركية إسرائيلية ووجوده في العراق مخطط لتقسيم البلاد إلى دويلات، معتبراً الضربات الأميركية دفاعاً عن مصالح واشنطن في العراق، وأوضح النائب عن الائتلاف محمد الصيهود في حديث له أن الضربات الجوية الأميركية لا تستهدف تجمعات التنظيم داخل الموصل، وأكد أن المخطط الداعشي ليس على العراق وإنما على المنطقة بشكل عام، مشيراً إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تدّعي أنها ضد عصابات داعش، فقد كان الأولى بها الدفاع عن العراق منذ بداية الحرب على الإرهاب.
إلى ذلك، أكد الدكتور نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان جبرائيل تورط الولايات المتحدة الأمريكية بتحركات تنظيم داعش في الموصل بالعراق، مؤكداً أن أمريكا مطمئنة لتحركات داعش ضد الأقباط في الموصل، منتقداً غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن عما يحدث في العراق، لافتاً إلى أن أمريكا دعمت في وقت سابق جماعة الإخوان المسلمين التي هدمت الكنائس وقتلت الأقباط ومثّلت بجثثهم، داعياً الدول العربية للوقوف ضد ما يتعرض له المسيحيون.
ميدانياً، تمكنت القوات المسلحة العراقية في عملياتها العسكرية الرامية إلى تطهير البلاد من الإرهاب من تطهير مناطق وإلقاء القبض على خلية إرهابية في بغداد والقضاء على عشرات الإرهابيين في محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين والأنبار وبابل وتدمير سياراتهم وآلياتهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العميد سعد معن في حديث صحفي: إن القوات الأمنية حققت تقدّماً كبيراً في مناطق شمال اليوسفية وطهرتها بالكامل من بعض المجرمين الذين كانوا يختبئون بها، مؤكداً أن القوات الأمنية مسكت مواقع مهمة وقطعت خطوط الإمداد على العدو.
وفي سياق آخر، أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها للمسار القانوني الجاري فيما يخص انتخاب رئيس الوزراء العراقي الجديد، وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تصريح خلال الملتقى السنوي للسفراء ورؤساء الممثليات الخارجية للجمهورية الإسلامية في إيران في الخارج المنعقد بطهران: إن الأطر القانونية التي يتضمنها الدستور العراقي كميثاق وطني هي الأساس لانتخاب رئيس الوزراء من قبل كتلة الأغلبية في البرلمان العراقي، داعياً جميع المجموعات والتحالفات العراقية للوحدة ورعاية أطر الوحدة الوطنية لصون المصالح الوطنية والأخذ بنظر الاعتبار سيادة القانون والالتفات إلى الظروف الحساسة للعراق من أجل مواجهة التهديدات الخارجية.
وكان رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي دعا القوى السياسية إلى وضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية، وقال: إن العراق يواجه العديد من التحديات التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي ومكوّناته ما يتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهة خطر الإرهاب الذي يُعد من أولوياتنا باعتباره يستهدف العراق كدولة ويستهدف شعبنا بجميع فئاته وأطيافه، كما أشاد بالتحالف الوطني العراقي وحزب الدعوة الإسلامية الذي نهض بمسؤولياته الثقيلة في هذا الظرف الحساس، مشيداً بالجهود الهائلة التي بذلها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومجلس الوزراء على طريق مواجهة الإرهاب وبناء الدولة، وقال: إن المالكي سيبقى شريكاً أساسياً في العملية السياسية.
إلى ذلك دعا المالكي القادة والضباط في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية إلى الابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم لحماية البلاد، واعتبر أن العراقيين والمنطقة والعالم في خندق واحد لمواجهة الإرهاب، معتبراً أن القضاء كفيل بمعالجة الخرق الدستوري وتصحيح الخطأ وفقاً للسياقات الدستورية وحكم المحكمة الاتحادية، فيما شدد على ضرورة حماية الدستور ومنع التجاوز عليه.