السعوديات يجاهرن بـالثورة على هيئة الأمر بالمعروف
سياسة التضييق التي تتبعها ما تسمى “هيئة الأمر بالمعروف” انفجرت غضباً لدى سيدة أعمال سعودية، والتي ردت على دخول دورية للهيئة إلى مقهى تملكه المرأة مباشرة، بزعم “مخالفات تمّ رصدها على عمال المقهى، بالقول “أنتم كذابون”، إضافة إلى عبارة “أنتم جهلة خربتم البلد”.
وأيدت محكمة الاستئناف الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزائية في جدة بالسجن لمدة شهر والجلد 50 جلدة على سيدة الأعمال بعد إدانتها بإهانة أعضاء في الهيئة، ويقول مراقبون: إن التهمة إذا جاز تصديقها ولم تكن ملفقة، فهي تكشف حجم الرفض الشعبي لهذه الهيئة، التي تعد على الناس أنفاسهم بشكل لم يعد يطاق، ويضيفون: نشهد بداية حقيقية لـ “ثورة اجتماعية” ضد الهيئة.
وكانت وقائع تتعلق بالتعامل الصارم من جانب الهيئة أثارت انتقادات متزايدة في وسائل التواصل الاجتماعي داخل مملكة الرمال في السنوات الأخيرة، ووترت العلاقات بين المواطنين السعوديين والهيئة.
يذكر أن صحفية فرنسية، كلارينس رودريغز، روت في كتاب تحت عنوان “ثورة تحت الحجاب” نضال نساء سعوديات للحصول على أبسط حقوق المرأة في مجتمع محافظ تحكمه التقاليد والأعراف الجامعة بين مفاهيم دينية متشددة وممارسات اجتماعية يطغى عليها الجمود، وقالت: “أن تبوح المرأة بمكنونات صدرها ليس أمراً سهلاً في مجتمع محافظ ومتشدد مع النساء مثل السعودية”، وتضيف: “التقيت العديد من النساء اللواتي أبدين تحفظات حيال أسئلتي في بادئ الأمر، لذلك كان من الضروري التصرف بطريقة تمكنني من نيل ثقتهن، فقد شعرت بفضول شديد لمعرفة ماذا يوجد تحت العباءة أو الحجاب”.
وكانت رودريغز قد وصلت إلى الرياض صيف عام 2005، ومنذ أن وطأت قدماها أرض السعودية وهي تبحث عما يدور تحت الحجاب، وتقول: “إنها المرة الأولى التي تقدم فيها ثماني نساء شهاداتهن بقلب منفتح، إنه أمر لا سابق له”.
ولا تزال المرأة السعودية في حاجة إلى ولي أمر أو محرم لإتمام كل معاملاتها، بما في ذلك الحصول على جواز سفر، وتعتبر السعودية الدولة الوحيدة في العالم حيث لا تزال المرأة ممنوعة من قيادة السيارات.