مع بدء وضع الخطة الزراعية للموسم القادم.. سؤال برسم الجهات المعنية: هل يتم التركيز على المحاصيل الاستراتيجية ولحظها في المناطق الأكثر أمناً واستقراراً؟
بدأت منذ الآن وزارة الزراعة ممثلة بمديرياتها في المحافظات بدراسة ووضع الخطة الزراعية للموسم الزراعي 2014-2015 ومن هذا المنطلق وكي لا تقع وزارة الزراعة في الحفرة أو تُلدغ من الجحر مرتين لا فرق، فعليها منذ الآن التدقيق في المساحات المراد زراعتها وأماكنها وإمكانية الوصول إليها ونقل محاصيلها الإنتاجية إلى بر الأمان.
مقترح
على سبيل المثال، كأن يتمّ نقل العديد من المحاصيل التي تُزرع في المحافظات الشرقية كالرقة ودير الزور والحسكة إلى المحافظات الأكثر أمناً واستقراراً ولاسيما محصولي القمح والشوندر بحيث تتم تغطية حاجة القطر من الإنتاج ما يكفي حاجتنا من الحبوب ومعامل السكر من الشوندر.
سابقة تدعم
ومن نافل القول أن نشير هنا إلى أن التركيز هذا العام على زراعة البطاطا في مجال محافظة حماة كان له كبير الأثر، حيث أغرقت الأسواق بالإنتاج ما أدى إلى انخفاض أسعار البطاطا من 125 ليرة إلى 30-40 ليرة. وقد تكون هذه حسنة من حسنات وزارة الزراعة غير المقصودة إن كانت هي وراء ذلك، بل نعتقد أنها جاءت رغبة من المزارعين نظراً لتوفر الظروف الأمنية المستقرة التي ساهمت في زراعة عشرات الآلاف من الهكتارات فكان الإنتاج الوفير، وإذا أردنا أن نعزّز إنتاجنا من القمح للموسم الزراعي القادم فعلى الجهات المعنية في الشأن الزراعي أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار.
وعلى سبيل المثال.. زيادة الخطة الزراعية في مجال محافظة حماة بمحصول القمح والشوندر والإقلال من محصول القطن لاعتبارات عدة، كونه يحتاج إلى المزيد من المياه، ففي المنطقة الشرقية يحتاج إلى أكثر من 15 رية، في حين يحتاج في المنطقة الوسطى من 8-10 ريات، وبالتالي ارتفاع سعر التكلفة لجهة المحروقات، فضلاً عن أجور القطاف العالية جداً.
بالإمكان تعديلها
ولما كانت الخطة الزراعية توضع على ضوء الموازنة المائية، فيمكن تعديل هذه الخطة بترجيح كفة محصول على آخر.
في هذا الصدد طالبت مديرية الموارد المائية بحماة في اجتماع اللجنة الزراعية بضرورة أخذ الموازنة المائية بعين الاعتبار عند لحظ الخطة.
غير موفقة
إلى ذلك أكد لنا العديد من المزارعين أن خطة العام الماضي لجهة توزيعها جغرافياً لم تكن موفقة، حيث تركزت زراعة الشوندر والقمح في أماكن ساخنة ما حال دون تنفيذها وبالتالي قلة الإنتاج. وإذا كانت التبريرات أن الجفاف هو وراء تدني إنتاجنا الزراعي فلماذا لم تتعامل الحكومات الماضية والحالية مع هذه المسألة بجدية من خلال استصلاح الأراضي وتوسيعها وعودة النظر بالسدود بل تم تهميش كل هذه القضايا؟!.
الخلاصة يجب البحث عن المناطق الأكثر أمناً واستقراراً وزراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية، كالقمح والشوندر والشعير بما يكفي حاجة القطر من الإنتاج.
حماة– محمد فرحة