أحلام الشباب وطموحاتهم في نتاجٍ درامي متميز.. فادي حسين: أسعى لتقديم أعمال تنهل من معين الواقع السوري لا من مخيلة مضطربة عنه
كثيرة هي الانتقادات التي تقول إن الكاتب لا يستطيع أن يكون ممثلاً، إلا أن للشباب وحماسه رأياً آخر، فاليوم يدخل الفنان الشاب فادي حسين عالم الفن من أوسع أبوابه عبر مشاركته ككاتب لعملين، بالإضافة إلى مشاركات عديدة كممثل، ومشاركات بسيطة في المسرح، وعن أعماله التي قدمها الفنان الشاب، يقول لـ “البعث”:
في البداية، قدمت عملاً يحمل فكراً مختلفاً يطرح لأول مرة في الدراما العربية بعنوان: “ضحايا المحارم”، وهو بعهدة شركة الخيام للمخرج تامر اسحق، ومن المنتظر الإعلان عن بدء تصويره بعد تأجيله لعدة مرات بسبب ظروف إنتاجية، وأتمنى أن يرى النور في الوقت القريب نظراً لما يعوّل عليه.
يغوص العمل في العالم الليلي للمجتمع الذي أحيا فيه بحكم عملي، وعادة في المسلسلات يتم التطرق للملهى الليلي من خلال مشاهد قليلة، ولكن في “ضحايا المحارم”، المشاهد الليلية في الملهى تحتل 70% من العمل، فهو يشكّل حالة إسقاط لعالم يشبه عالمنا العادي، ولكنه مصغر بكل تفاصيله.
في الواقع لم تأت تجربة “حسين” من فراغ، فقد عمل مدة 3 سنوات في ملهى كـ (DG)، وهو يتحدث في عمله هذا عن وقائع عاش تفاصيلها، وخاض في شؤونها للدرجة التي وجد نفسه منهمكاً بنقل خفايا ذلك العمل إلى الشاشة الفضية.
يتابع “فادي”: يتألف العمل من مشاهد أغلبها واقعية رأيتها من خلال عملي في تلك الفترة، مع وجود خط وحيد افتراضي عملت على تحويله إلى قصة درامية، حيث يمكن أن يقدم الواقع كما هو.
“خيانة مؤجلة”
أما العمل الآخر فسيدخل مرحلة التصوير قريباً، ويحمل عنوان “خيانة مؤجلة”، وقد تم توجيه الكثير من الانتقادات بسبب الاسم خوفاً من تقديم المرأة السورية بشكل خاطئ، وعلاقتها بالخيانة، “كما رأينا في الموسمين الماضيين”، ولكن أنا في عملي لم أقصد الخيانة الزوجية، فالعمل يتألف من 4 سباعيات، وكل واحدة منها ستحمل عنواناً، لكن ليس بالضرورة عن الخيانة الزوجية باستثناء السباعية التي تحمل عنوان “العطر”، لها جانب بسيط من هذه الخيانة، فقد طرحتها بطريقة لا تسيء إلى المرأة السورية التي أحب أن أقدمها الإنسانة الناضجة، والواعية، والمثقفة، والتي ساهمت في تشكيل الوعي الوطني لدى الشباب على كل المستويات، وفي كل سباعية موضوع جديد، ومختلف، وبعض السباعيات تتناول خيانة الوطن كأعلى درجات الخيانة، هذه الأفكار أطرحها بطريقة درامية محكمة لا تخدش ذوق المشاهد، فكما يعلم الجميع أن التلفاز أصبح الزائر الدائم لدى كل بيت، وأنا شخصياً لا أستطيع مشاهدة أي عمل متعلق بالخيانة أمام والدتي، أو أختي بسبب الجرأة المبالغ فيها، وأود أن أنوه هنا إلى أن “خيانة مؤجلة”، الاسم جدلي وليس «مستقصداً»، وهو من إخراج طارق خربوطلي، وإنتاج شركة آرت ويندز، ومشغول بطريقة صحيحة من جهة الممثلين، والإنتاج، لكنه يفتقد للدعم الإعلامي، ويمكن أن يمر مرور الكرام دون أن يشاهده أحد، وبالمقابل هناك أعمال لا معايير مهنية تحكمها، لا من جهة المضمون، ولا الطرح، ولكن تحقق نجاحاً نتيجة الدعاية المتكررة لها، وهنا أشكر جريدة البعث لاهتمامها، ودعمها لأحلام الشباب، وطموحاتهم، وأؤكد أن “خيانة مؤجلة” ليس فقط للدعاية، وإنما فعلاً للكشف بأن هناك خيانة مؤجلة، كخيانة الصديق مثلاً.
في الواقع لو كان لي حرية الاختيار، لا أفكر أبداً في طرح فكرة الخيانة، وإنما سأختار أفكاراً لها علاقة بالشباب، وقضايا تخصنا نحن، ولكن للأسف الواقع السوري يفرض غير ذلك، وهذا النوع من الأعمال مطلوب في قنوات أخرى، وأنا ابتعدت عن الخيانات الزوجية.
ممثل أو كاتب؟
ويلفت “حسين” إلى الانتقادات التي تقول إن الكاتب لا يمكن أن يمثل في عمله، ومع أني أحب التمثيل وأحترفه، ولكن لم تأت الفرصة المناسبة لأظهر إمكانياتي، فاغتنمت فرصة أن أقدم أفكاري ككاتب، وهذا ما كان.
شارك “فادي حسين” في عدة أعمال بسيطة، منها عام 2009 مع المخرج عمار رضوان في “قلوب صغيرة”، والكاتب مروان قاووق في إحدى خماسيات “رقص الأفاعي” مع تامر اسحق، والعملان لم يعرضا إلا على القناة الأرضية، وشارك أيضاً في “بحلم ولا بعلم” الذي أنتجته شركة آرت ويندز، وعرض على أكثر من قناة سورية، ومع أن العمل لم يكن بالمستوى المطلوب، إلا أن ما قدمناه عبره افتقدته الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية “بنجومها الكبار”، وهناك أعمال قدمت هذه السنة دون أي طرح، أو موضوع للمجتمع السوري، فكانت بالتالي أعمالاً تجارية فقط.
“بحلم ولا بعلم” إمكانياته ضعيفة كإنتاج، لكنه بفضل الشباب، وتوظيفهم للإمكانيات المتاحة استطعنا أن نبعده إلى حد ما عن الابتذال، وبرأيي الشخصي أن مستوى النص هو مقارب لـ “بقعة ضوء”، وهناك من قدم لنا التشجيع الذي نحتاجه كشباب، وهذا ما قدمه لنا مدير قناة سورية دراما تميم ضويحي من خلال دعمه للشباب، خاصة أن الدراما الشبابية اليوم تحتاج إلى حماية بعد أن أثبتت قدرتها على إدارة الدفة الدرامية، والسير بها.
ويؤكد فادي حسين أنه يكتب ليحقق لنفسه فرصة عمل كممثل في ظل عدم تكافؤ الفرص، فأنا أحب التمثيل، ولكن لا أفضل ممارسته من خلال أعمالي لكي لا يقول أحد إنني فرضت شخصية من خلال كتابتي، وإن لم أكن قادراً على تأديتها، أرشّح غيري لتقديم الدور، وأرشّح الأفضل مني حتى لو كنت أعرف تفاصيل هذه الشخصية، وأنا في المقام الأول ممثل، ولكن حاولت طرح أفكاري عبر الكتابة.
جمان بركات