ثقافةصحيفة البعث

“بابا مونه”.. للأطفال بلغة العصافير

“لأن البقاء الحقيقي هو الاستمرار، ولأن الأقوياء يخلقون من الألم حلماً، ثم حقيقة ولإيماننا المطلق بقدرات الشباب السوري على العطاء المستمر وتحت أي ظرف جاءت رسوم الفنان فادي كيوان ترجمة لحب الحياة”.

هذه العبارات تضمنتها الدعوة التي وجهتها صالة أدونيا لحضور توقيع قصة الأطفال “بابا مونه” للكاتب محمد منذر زريق ورسوم الفنان فادي كيوان حيث يعود ريع الحفل لصالح جرحى الجيش العربي السوري. وإيماناً من إذاعة “شام أف أم” بحماة الديار قدمت الدعم الإعلامي الكامل لقصة “بابا مونه” حيث قامت الإعلامية هيام حموي بتسجيلها لتصبح قصة محكية تُسمع من خلال الإذاعة وأخرجها حسام العاتكي بطريقة مميزة ورائعة.

مستقبلنا المشرق

وعن قصة الأطفال قال كاتبها محمد منذر زريق في تصريحه لـ “البعث”:

“بابا مونه” قصة موجهة للأطفال كتبتها عام 2012 تدور أحداثها على ألسنة العصافير وتحكي عن الحالة التي تتعرض لها سورية من الدفاع عن الأرض ومقاومة العدو الغريب، وتتناول قضايا حساسة جداً بالنسبة للطفل مثل استشهاد  الأب والتعرض للعدوان والعنف والتهجير، إلا أنني قدمتها بلغة لطيفة لكي لا تزعج أرواح الأطفال التي نحرص عليها كثيراً، وخاصة بعد كل ما يسمعوه ويشاهدوه من دمار وحرب وظلم، والشيء الجميل في هذه المجموعة  أن صالة “أدونيا” تبنت العمل وجعلت أحد أبطال جرحى الجيش العربي السوري وهو الرسام فادي كيوان يرسم القصة، فتحولت بفضله إلى شكل جميل جداً ولوحاته في غاية الروعة والجمال تناسبت مع النص بشكل جيد.

وعن التوجه للأطفال قال زريق: أطفال اليوم هم مستقبل سورية، وهم الشريحة الأكثر أهمية والتي يجب مخاطبتها، والتأكيد بأن الغد هو أجمل بوجودهم، و”إذا كان أطفالنا بخير فمستقبلنا بخير”.

وعن جديده قال كاتب “بابا مونه”: سيكون هناك ثلاث قصص للأطفال هي قيد الطباعة وتقوم السيدة سناء خوري برسم اللوحات، وهي من الفنانات الجميلات ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وستصدر قريباً.

سلاح جديد

ورغم إصابته بشلل نصفي في عام 2015 أثناء قيامه بواجبه تجاه وطنه والذود عنه،  بقي فادي كيوان مصراً على الحياة من خلال موهبته في الرسم، فقدم القصة بطريقة مميزة، حيث عُرض في صالة المعارض في المركز الثقافي لوحات القصة بحجم كبير ويمكن للزوار قراءتها ومشاهدة الرسومات بسهولة، وعن لوحاته التي قدمها للقصة وكيف قرأها قال:

تحكي “بابا مونه” عن الواقع الذي نعيشه، والمؤامرة التي تمر ببلدنا، وتترجم هذه الرسومات الفصول الظلامية التي نعيشها، وأنا بدوري اخترت الألوان المحببة للأطفال كالألوان الفاتحة، وأتمنى من كل قلبي انتهاء هذا السواد في بلدي الحبيب سورية، كما انتهت القصة بطريقة مفرحة، ونحن في ظل هذه الظروف السيئة علينا الاهتمام بالأطفال فهم المستقبل والغد الجميل، ولكي نبنيهم وننشئهم تنشئة تليق بمستقبلهم وبالوطن، يجب أن نعلمهم أولاً حب الوطن.

وعن رسالته من خلال حفل التوقيع أضاف: أكثر سبب دفعني لهذه المساهمة أن ريع الحفل يعود إلى جرحى الجيش العربي السوري، وأنا بدوري أوجه رسالة إليهم وأقول لهم “يجب أن لا يقف أحد عند إعاقته فالحياة إذا أغلقت باباً تفتح أبواباً أخرى”، فأنا أثناء تواجدي في عملي الميداني لخدمة وطني كنت قادراً على الوقوف في مواجهة هذه الغيمة الظلامية وأحمل السلاح لأدافع عن أهلي وبلدي ضد الإرهابيين، واليوم لن أتوقف عن تقديم أي دعم للبلد وأهله، وأنا قادر اليوم رغم إصابتي على الاستمرار بالدفاع عنه، مع فارق وحيد هو تغيير السلاح، فأنا أساهم اليوم بريشتي وألواني.

وعن خططه المستقبلية قال كيوان: أنا لست بفنان وإنما هاوي رسم، وقد شاركت بعدة لوحات في معارض الفن التشكيلي استعملت فيها الألوان الزيتية، وهذه أول مشاركة لي في قصص الأطفال، واليوم أعمل على تحضير معرض جديد بلوحات مميزة تحكي عن التفاؤل والفرح.

جمان بركات