نمطية الإجراءات وصورية الدراسات ينذران بتدهور الغطاء الحراجي
لم يعد ممكناً ولا مبرراً الاستمرار في التعاطي العشوائي النمطي السلبي مع الغطاء الحراجي بعقلية تقليدية تقضي بتجنّب التدخل في أعماق هذا الغطاء وأدغاله بداعي الحفاظ على الغابات من منعكسات النشاط البشري، وتبدو هذه النمطية عديمة الجدوى والصلاحية بعدما تكبّدت ثروتنا الحراجية آلاف الهكتارات خلال الأزمة وقبلها لئلا نحصر تقصيرنا الحراجي في الأزمة التي فتك نار إرهابها بآلاف الهكتارات يضاف إليها مساحات حراجية واسعة التهمتها الحرائق خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أتت النيران عليها وكان بالإمكان استثمار إنتاجها الخشبي بطرق علمية مدروسة وممنهجة تغطّي احتياجات السوق المحلية وتدعم قطاعات حرفية وصناعية واستخدامات منزلية، وأيضاً تأهيل الكثير من تلك المواقع والمناطق الحراجية سياحياً بمراكز تنشيط سياحي للسياحة والاستجمام والاصطياف بدل بقاء غاباتنا لوحات طبيعية صمّاء ننفق عليها الكثير للحفاظ عليها ووقايتها من الأخطار والحرائق والتعديات، ولو فعلنا بعضاً من ذلك لكنا أوجدنا تنمية بشرية في التجمعات السكنية المجاورة لحراجنا ببرامج ومشروعات التنمية الريفية ذات الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الريفية ولاسيما النائية واستقطاب الكثير من البرامج التنموية المولّدة لفرص العمل بتزويد الباحثين عن مصادر عيش بمهارات وخبرات تمكنهم من مزاولة مهن يدوية في التصنيع الزراعي ومختلف أشكال مشروعات التنمية الزراعية والصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية والتراثية.
ولن نبالغ إذا قلنا إن مناطق الحراج أحوج إلى برامج فاعلة تتشارك فيها جهات ومؤسسات بحثية وفنية تقنية وإنتاجية واستثمارية مثل مشروع حفظ التنوع الحيوي وإدارة المحميات الطبيعية الذي يمكن أن يساهم جدياً في تطوير السياحة البيئية من خلال التعاون بين وزارتي الدولة لشؤون البيئة والزراعة والمؤسسات الرسمية والأهلية وجمعيات حماية البيئة، فيكون الموقع الحراجي المدرج في حفظ التنوع الحيوي نواة حقيقيّة للسياحة البيئية كونه موقعاً متميزاً بالعديد من المكوّنات الحيوية الطبيعية الفريدة، ويتوّج برسم السياسات الوطنية الحديثة لإدارة كل أنماط المحميات في سورية.
اللاذقية- مروان حويجة