مصر وتونس تلغيان رحلاتهما الجوية إلى ليبيا الاشتباكات تتجدد في طرابلس..وقوات حفتر تتقدّم وسط بنغازي

يعيش سكان العاصمة الليبية  حياتهم اليومية على وقع صدى الاشتباكات المتكررة للسيطرة على مطار طرابلس، وشغلهم الشاغل الصمود وسط انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
وضجيج المعارك بالأسلحة الثقيلة بين المتطرفين و”الوطنيين” يتصاعد أو يهدأ تبعاً للأيام، لكن المواجهات لا تتوقف البتة، وأثرها الوحيد الظاهر هو عمود الدخان الأسود، الذي يتصاعد باستمرار من مستودعات النفط المشتعلة في جنوب طرابلس منذ إصابتها بقذائف في أواخر تموز.
ناشطون ليبيون أطلقوا دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر والتجمع أمام مقر الأمم المتحدة للمطالبة بحماية المدنيين ووقف إطلاق النار الفوري في طرابلس، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء الاشتباكات المسلحة العنيفة، التي تشهدها كل من طرابلس وبنغازي منذ نحو شهر.
وكان مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق قرر الأسبوع الماضي الاستعانة بالمجتمع الدولي من أجل حماية المدنيين، وهو الأمر الذي أثار لغطاً حول تفسير طبيعة الاستعانة الدولية.
وفيما يشن الطيران الحربي التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر غارات على منطقتي قصر بن غشير والفروسية في طرابلس، وتندلع مناوشات في المطار الدولي، الذي تحاول فصائل متناحرة منذ أشهر السيطرة عليه، ألغت السلطات التونسية أمس الرحلات الجوية إلى ليبيا، بالتزامن مع توقف حركة الطيران من مصر إلى كافة مطارات ليبيا.
وقال مسؤول في ديوان الطيران المدني بتونس، أمس، قررنا غلق المجال الجوي مع ليبيا، لكنه لم يشر إلى سبب اتخاذ هذا القرار، فيما قالت مصادر ملاحية بمصر: إن “حركة الطيران بين مطار القاهرة والمطارات الليبية الإقليمية توقفت، بسبب غارات تشنها مقاتلات ليبية على مواقع الميليشيات في بعض المناطق”.
وعقب القرار ألغيت رحلات للطيران الليبي كانت مقررة من القاهرة إلى مطاري معيتيقة ومصراتة، حسبما أضافت المصادر المصرية.
وفي بنغازي تمكنت قوات حفتر من التقدّم باتجاه وسط مدينة بنغازي، وسط معارك ضارية مع جماعة أنصار الشريعة وحلفائهم في معركة “تحرير بنغازي”، وذكرت مصادر مقربة من اللواء حفتر أن الهدف من هذه المعركة هو “تحرير بنغازي من جميع عناصر الإرهاب وليست لاسترجاع المعسكرات فقط”، وأوضحت أن “الجيش الوطني” أحرز تقدماً في منطقة بوعطني ببنغازي، بعد يومين من المعارك مع مسلحي جماعة “أنصار الشريعة”، وذكرت قناة “ليبيا” الدولية أن قوات الصاعقة استعادت السيطرة على معسكرها الرئيسي في بنغازي.
وأكّد قائد ميداني أن “الجيش الوطني” استعاد أربعة مُعسكرات بمنطقة بوعطني.
وكانت مجموعات مرتبطة بتيارات إسلامية متطرفة هاجمت منذ أسابيع عدة مواقع للجيش الليبي، في محاولة للسيطرة على بنغازي وطرد الجيش والشرطة من المدينة.
كما أغلقت السلطات الليبية، محطتي تلفزيون تابعتين للدولة عبر الطلب من إدارة النايل سات وقف البث، إثر سيطرة جماعات متطرفة عليهما خلال الاشتباكات في طرابلس، بحسب ما أفاد مسؤول حكومي، وقال المسؤول، رافضاً ذكر اسمه، إن السلطات أغلقت التلفزيون الرسمي “ليبيا الوطنية”، الذي تديره الحكومة المؤقتة، وقناة “ليبيا الرسمية” التابعة للبرلمان.