التقى المشاركين في دورة الإعداد الحزبي" الكوادر القيادية" الهلال: خطة طموحة لتفعيل الجانب الثقافي
ريف دمشق- بسام عمار:
بيّن الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب أن قيادة الحزب تولي أهمية كبيرة لمسألة الإعداد والتأهيل الفكري لكوادر الحزب، وأنه تم وضع خطة ثقافية طموحة من قبل المكتب المختص لتفعيل الجانب الثقافي في الحزب من خلال التعاميم والنشرات الحزبية والملتقيات الحوارية التي تناولت مختلف القضايا والتساؤلات التي تهم الرفاق البعثيين للوصول إلى مستوى عال من الثقافة والتأهيل للرفاق ليكونوا قادرين على القيام بمهامهم على أحسن الوجوه.
وأكد الرفيق الأمين القطري المساعد خلال لقائه المشاركين في دورة الإعداد الحزبي المركزية الأولى “الكوادر القيادية” في مدرسة الإعداد الحزبي بمدينة التل أن الدورة حققت الهدف المراد منها وخلقت نوعاً من الحراك الثقافي في مختلف المجالات، موضحاً أن القيادة ستواصل إقامة هذه الدورات على مختلف المستويات القيادية وستطورها وتعالج الصعوبات التي تعيقها لتحقيق الهدف المرجو منها.
وأوضح الأمين القطري المساعد أن الوضع الحالي في سورية أفضل من السابق وفي تحسن مستمر وسبب هذا التحسن نجاح السياسة الخارجية وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد البلاد بكل حكمة وشجاعة والالتفاف الشعبي حول قيادته والتطورات الإيجابية على أرض الواقع والإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري.
وأكد أن لا أحد يستطيع فرض إرادته وإملاءاته وشروطه على الشعب السوري وقيادته التي تتخذ قراراتها وفق ما يريده الشعب، وبالشكل الذي يتناسب مع مصلحته الوطنية وما تم رفضه سابقاً لن نرضى به اليوم وما نبه إليه السيد الرئيس بشار الأسد حول المؤامرة التي تستهدف سورية ودول المنطقة، وأيضاً الإرهاب الذي سيطال الدول الداعمة مثل المستهدفة هو ما يؤكده الجميع اليوم والذين بدؤوا يرفعون أصواتهم خوفاً من الخطر الذي بدا يهدد دولهم، مشيراً إلى ضرورة أن يتسلح الرفاق البعثيون بالمعرفة بكل أشكالها ليستطيعوا مواجهة المشروع التكفيري الوهابي المتطرف ويكونوا قادرين على التواجد الثقافي في كل المناطق، وبمواجهة النهج التكفيري الذي فشل في تحقيق هدفه في بلدنا لأنه نهج بعيد عن ديننا وقيمنا وأخلاقنا مما يتيح لنا فرصة التواجد ونشر ثقافتنا الحقيقية التي هي ثقافة المجتمع، ولفت إلى أن حزب البعث حزب علماني وأفكاره تصلح لكل زمان ومكان.
وتطرق الأمين القطري المساعد إلى الواقع التنظيمي للحزب وذكر أن الواقع لم يكن خلال السنوات السابقة بالمستوى المطلوب منه وكان هناك ترهل كبير في صفوفه، لدرجة كاد الحزب فيها أن يفقد جماهيره، مشيراً إلى أنه تغير نحو الأفضل، وأصبح واقعاً جيداً وحقيقياً يعبر عن قوة الحزب وقدرته على الصمود والقيادة وما قام به خلال فترة الاستحقاق الدستوري خير دليل على ذلك، وهدفنا الوصول إلى كوادر حزبية تؤمن بأهدافه وتستعد للتضحية في سبيله، وأن يكون الانتساب فيه وفق الرغبة، ومن هنا ركزنا على التنسيب النوعي على حساب الكمي لأننا نريد أرقاماً حقيقية وليست وهمية وقرار تثبيت العضوية كان خطوة هامة في هذا الاتجاه، والأرقام الخاصة بعدد الذين ثبتوا عضويتهم وعدد الذين انتسبوا إلى صفوف الحزب خلال الأشهر الماضية جيدة وتبعث على التفاؤل، مبيناً أن طريقة اختيار الرفاق الذين سينالون شرف العضوية العاملة ستكون نموذجية ومنطقية.
ونبه الهلال إلى أهمية الاجتماع الحزبي في حياة الرفيق البعثي والذي يجب أن ينال الاهتمام الذي يستحقه وأن يبتعد في عقده عن النمطية والروتين وأن تكون الموضوعات المطروحة تهم الحضور وتتناول المجالات الخدمية والاجتماعية،ولقد أصبحت الطريقة المتبعة في عقده عديمة الفائدة، وبالوقت ذاته يجب التركيز على اختيار كوادر لقيادة حلقات الأنصار ويفضل أن يكونوا من أعضاء قيادة الفرق.
وفيما يتعلق بواقع عمل المنظمات والنقابات قال الرفيق الهلال إن واقعها خلال الأعوام السابقة لم يكن جيداً وأصابها الترهل وكانت شبه غائبة عن الساحة، إلا أن واقعها اليوم أفضل من السابق بكثير ونريد أن تكون منظماتنا ونقاباتنا الذراع الضارب للحزب من حيث المبادرات والتواجد وتحقيق الأهداف وخدمة الأعضاء ولا نريدها أن تكون لمجرد التواجد، لافتاً إلى أن القيادة القطرية ستقيّم أداء قياداتها عن الفترة السابقة وستسعى باستمرار لأن تكون قياداتها من الرفاق البعثيين أصحاب الكفاءة والخبرة العالية، كما سيتم تقييم أداء قيادات فروع الحزب وسيجري تغيير فيها، وقد تم البدء بفرع الحسكة وهذا التغيير سيكون أحد بنود سياسة الحزب الداخلية أي التغيير كلما اقتضت الحاجة، وكل من يعتقد أن العمل في صفوف الحزب هو عمل وظيفي فهو مخطئ لأنه عمل قيادي وهو شرف للرفيق القيادي وليست ميزة لتحقيق المزايا الشخصية ومؤخراً أحدثت القيادة القطرية مكتباً خاصاً بالمتابعة للتواصل مع الفروع والنقابات والمنظمات ومتابعة الشكاوى المتعلقة بها وبالرفاق، مشدداً على موضوع محاربة الفساد والتصدي لكل أشكاله ودور الجهاز الحزبي في الإشارة إليه، ومساعدة القيادة التي وضعت هذا الموضوع على سلم أولوياتها وعدم الاكتفاء بالقول والإشارة دون دليل، موضحاً أنه من مهام الرفيق الحزبي المراقبة والمتابعة.
وتحدث الأمين القطري المساعد عن موضوع إعادة الإعمار والذي سيكون بأيد وخبرات وطنية والكل مدعو للمشاركة فيها كل وفق موقعه ولن يكون هناك أي دور لمن أكل من خيرات البلاد وتركها عند المحن، مضيفاً سيكون للقطاع العام بشركاته الدور الأكبر في هذه المرحلة لأن هذا القطاع بنى سورية الحديثة وهو اليوم قادر على إعادة بنائها، وستظل القيادتان الحزبية والسياسية تدعمان هذا القطاع الذي أمن حاجاتنا وصمودنا ولن نسمح لأحد بالتفريط به وبالوقت ذاته سيكون للقطاع الوطني الخاص الذي ظل يعمل ويدعم الاقتصاد الوطني طيلة الأعوام الماضية من العدوان علينا دور في هذه المرحلة.
وعن دور كتائب البعث ذكر الرفيق الهلال أنها تقوم اليوم بعمل جيد وتتواجد في ستة عشر فرعاً وقريباً ستكون في كل الفروع وتقوم بالحماية والدفاع وقدمت المئات من الشهداء والجرحى والقيادة حريصة على نجاحها وستحاسب كل رفيق يخالف التعليمات.
وحول موضوع أتمتة العمل في القيادة أوضح الرفيق الهلال أن الدراسة الخاصة بالربط الشبكي بين القيادة والفروع أصبحت جاهزة وأدوات العمل كذلك وقريباً سيتم إطلاق هذا المشروع الهام الذي سيوفر الجهد والوقت ويقدم الدقة في الأرقام وتم الطلب من فروع الحزب إحداث قسم للمعلوماتية فيها.
وحول دور الحزب على الصعيد القومي كشف الرفيق الهلال أنه تم وضع دراسة خاصة بهذا الموضوع وتم رفعها إلى السيد الرئيس بشار الأسد.
وشهد اللقاء الذي حضره الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام والدكتور علي دياب مدير المدرسة، تقديم المشاركين للرفيق الهلال وثيقة عهد ووفاء كتبوها بالدم للأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.