العراق يدعو إلى تضافر جميع الجهود للقضاء على تنظيم "داعش" القوات الأمنية تحبط هجوماً على مصفاة بيجي.. وتحرر 4 قرى في جلولاء
واصل الجيش العراقي عملياته العسكرية، بمساندة أبناء العشائر والمتطوعين من الحشد الشعبي، ضد جماعة تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابية، وأحرز تقدماً ميدانياً في محافظة ديالى، فيما تمكن من إحباط هجوم للسيطرة على مصفاة بيجي في صلاح الدين.
وكشف جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية أن القوات الأمنية قضت على 30 إرهابياً خلال الاشتباكات مع إرهابيي داعش وتمكنت من صد هجوم استهدف مصفاة بيجي شمالي تكريت من أربعة محاور، موضحاً أن سبعة انتحاريين فجروا أنفسهم خلال محاولة الهجوم على المصفاة، فيما أعلنت القوات العراقية مقتل المسؤول العسكري لداعش في ديالى المدعو مصعب السنجري ومساعده خالد الدليمي.
وقتلت القوات العراقية قائد داعش في منطقة البعاج شمالي مدينة الموصل المدعو صهيب التونسي في كمين أمني نصب له بمحافظة نينوى، فيما قتل 11 مسلحاً بينهم قائد داعش في قضاء الكرمة أبو ثابت الجميلي جراء اشتباكات مسلحة مع ما يسمى “جيش المجاهدين” في الأنبار.
وفي ديالى أيضاً، تمكنت القوات العراقية من تحرير 4 قرى شرق ناحية جلولاء، إضافة إلى السيطرة على مفرق طرق استراتيجي شمال شرق مدينة بعقوبة، فيما أعلن المحافظ عامر المجمعي عن تشكيل سرايا الدفاع الوطني، والتي من شأنها أن تدافع عن المناطق التي تكون خارج سيطرة القوات الأمنية، وكذلك المناطق التي تشهد تواجد الميليشيات ومجاميع مسلحة.
سياسياً، حذّر رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي من مخاطر عديدة تحدق بالمنطقة لوجود عصابات داعش الإرهابية، داعياً إلى تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية للقضاء على هذا التنظيم، فيما أكد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حرص العراق على إدامة العلاقة مع الجارة إيران على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وكان ظريف أكد، لدى وصوله مطار بغداد، أن مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب مشاركة جميع دول العالم باعتباره خطراً يهدد جميع شعوب المنطقة، وبين أن الشعب العراقي يمتلك القدرة على مكافحة الإرهاب والدفاع عن حدوده عبر وحدته وتكاتفه، وعبر عن ارتياح بلاده لتحقيق الديمقراطية في العراق، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد يحظى بتأييد جميع الكتل السياسية العراقية الأمر الذي يجعله قادراً على صنع مستقبل العراق السياسي.
وحذّر ظريف من أن تنظيم داعش الإرهابي لا يهدد أمن سورية والعراق اللذين يواجهانه فحسب بل أمن المنطقة كلها، وهو بحاجة لرد منسجم ووطني ومتناسق، مبيناً أن هذا التنظيم الإرهابي مناهض للدين والإسلام والإنسانية والمنطقة والسلام والأمن الدوليين ويجب أن يقف الشعب العراقي بقوة ضده، وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري عقب مباحثات أجراها الجانبان بالعاصمة العراقية: إن هناك حاجة لجهود حثيثة ومنسقة من أجل مكافحة التنظيمات الإرهابية، والتي أتت بالفوضى إلى سورية، والآن إلى العراق، وتقوم بمجازر وحشية ومروعة وترتكب جرائم ضد الإنسانية، مؤكداً دعم بلاده لسيادة العراق ووحدة ترابه ووحدته الوطنية واستتباب الأمن فيه وأنها تعتبر ذلك أولوية في سياستها الخارجية.
وأضاف ظريف: جئنا للتعبير عن دعم القيادة والحكومة والشعب الإيراني للعراق في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، نافياً صحة الأنباء عن وجود جنود إيرانيين داخل العراق، ومؤكداً في الوقت ذاته أن العراق بكافة مكوناته ليس بحاجة إلى جنود إيرانيين.
وعبر ظريف عن ارتياح بلاده للعملية السياسية والديمقراطية القائمة في العراق ولتكليف العبادي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، مؤكداً أن إيران ستواصل وقوفها بكل إمكانياتها إلى جانب العراق، ولفت إلى أن البلدين الصديقين تربطهما علاقات عميقة وتاريخية ودينية واقتصادية وثقافية وشعبية تصب في صالح شعوب المنطقة، وهما متفقان على التعاون المشترك والاستراتيجي بعيد الأمد، معرباً عن أمله في مواصلة تطويرها من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي أن ما يتعرض له العراق من هجمة إرهابية تتمثل بتنظيم داعش الإرهابي يتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً بهدف دحر هذه المجموعات الضالة التي تريد أن تختطف قيم ومبادئ الإسلام وتوظفها في غايات شريرة، وأوضح أن واقعاً جديداً تشكل في العالم والمنطقة نتيجة استشعار الأسرة الدولية خطورة الفكر الإرهابي والنهج والتهديد لتنظيم داعش، الذي يمثل الكراهية والحقد لكل ما يمت للإنسانية والخير على وجه الأرض، معرباً عن تقديره وارتياحه للتعاون الدولي والإقليمي والمساعدات المقدمة والدعم الإيراني للعراق في محاربة الإرهاب، ومشدداً على أن مواجهة الإرهاب تتطلب مساعدة ودعماً من كل الدول والقوى التي تحارب فكر التطرف والكراهية.
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية أكد زيباري أن الشعب العراقي وسياسييه هم من يشكلون الحكومة في العراق دون أي تدخل خارجي.
وكان ظريف وصل إلى بغداد تلبية لدعوة وجهها له نظيره العراقي في زيارة تستغرق يومين لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين وبحث العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في العراق والقضايا الإقليمية المهمة.