ثقافة

(12 سنة عبداً) فاتحة اليوبيل الذهبي للمؤسسة العامة للسينما

بمناسبة العيد الذهبي لتأسيس المؤسسة العامة للسينما افتتحت مساء أول أمس في دار الأوبرا بدمشق فعاليات (مهرجان أفلام حديثة من الشركات العالمية) الجزء الثاني، حيث ستعرض المؤسسة (من أول أيلول حتى نهايته) 88 فيلماً تنتمي لمختلف المدارس السينمائية من العديد من البلدان بمعدل  ثلاثة أفلام يومياً.
وكانت المؤسسة العامة للسينما قد أطلقت في 2 آذار 2014، تظاهرة (أفلام حديثة من الشركات العالمية) الجزء الأول قدمت فيها على مدى 25 يوماً خمسة وسبعين فيلماً عالمياً حديثاً، ودرجت العادة خلال الأزمة السورية أن تقيم المؤسسة العامة للسينما تظاهرة سينمائية كل شهرين مرة منذ تعليق مهرجان دمشق السينمائي الدولي، والتي بدأت هذا العام بتظاهرة (فن وتجربة) تلتها تظاهرة (أفلام حديثة) الجزء الأول. وعدة تظاهرات أخرى.
حين دخلت صالة الدراما لمتابعة فيلم الافتتاح “12 عاماً في العبودية” تفاجأت بالجمهور حيث كانت الصالة شبه ممتلئة وغالبية الجمهور من الشباب، لذلك ربما يشكك من يحضر هذا المهرجان أن البلد يعيش حالة حرب وأزمة مستعصية، وكأن مؤسسة السينما تقول (الحياة مستمرة) مادام الفن عامة والسينما خاصة مستمرة كفن يكثف الجمال والمتعة ويغوص في زواريب الروح الإنسانية فهي (السينما) فن يحتفي بالإنسان وبحريته وبأنه القيمة الأعلى في الوجود البشري. ورغم كل الظروف الصعبة تراهن المؤسسة على الجمهور إن تحققت شروط مشاهدة صحيحة وصحية وسبق أن قال مدير عام مؤسسة السينما الناقد محمد الأحمد في افتتاح الجزء الأول من المهرجان في آذار الماضي: (لطالما كان رهاننا في المؤسسة العامة للسينما أن الجمهور السوري سيؤوب للصالات المعتمة فيما لو أتيح له ظرف مناسب وشرط لائق. مهرجان “أفلام حديثة من الشركات العالمية” (أعمال تُعرض للمرة الأولى في سورية) الذي انطلق بداية آذار الماضي (الجزء الأول)  ضم ستة وسبعين فيلماً من أشهر وأفضل ما يقدم في صالات السينما في العالم هذه الآونة، وبين جنباته العديد من الأفلام التي حازت الجوائز العالمية في مهرجانات السينما الهامة، وقد خططت المؤسسة لتقديم هذه الكوكبة من الأفلام عبر شرط سينمائي هو الأفضل، مكانياً وتقنياً، إذ وقع الخيار على صالة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حيث تتوافر شروط عرض تقني ممتاز، وكذلك هيأت المؤسسة آلة إعلامية متميزة لمواكبة الحدث، فكانت النتيجة تدفق المشاهدين بشكل فاق كل التوقعات.
12 عاماً من العبودية
افتتحت فعاليات المهرجان بفيلم  تاريخي ( 12 عاماً من العبودية) أنتج 2013 يعتمد على السيرة الذاتية للكاتب سولمون  نورثوب، يحكي عن شخص أسود حر يتم اختطافه في واشنطن العاصمة في سنة 1841 ويباع في سوق العبيد.
تبدأ قصة «سولومون»، حين يأتي إليه رجلان يزعمان أنهما فنانان، ويعرضان عليه إحياء حفلات موسيقيّة لمدة أسبوعين في العاصمة واشنطن. يُوافق سولومون على العرض ويُسافر معهما، لكن الرجلان يُوقعان به بعد أن قاما بدعوته للعشاء ودفعاه للإفراط في شرب الكحول حتى يفقد وعيه، ويستيقظ ليجد نفسه مرميّاً في قبو مظلم، ومكبّل بالسلاسل، يتم شحن «سولومون» إلى «نيو أورلينز»، ويعطونه اسم (بلات)، وهو اسم أحد العبيد الهاربين من جورجيا. ويتم بيعه لأحد الإقطاعيين في ولاية لويزيانا، حيث تنتشر مزارع القطن. ويُعاني «سولومون» من التعذيب والعمل الشاق والقسوة الفظيعة طوال أكثر من عقد، إلى أن تسنح له الفرصة للالتقاء بنجّار كندي، جاء لإنهاء عمل نجارة في مزرعة المالك. يُساعد «سولومون» النجار في إنجاز عمله ويجدها فرصة لن تُعوّض فقد سمعه يتحدث عن الإنسان والمساواة وبالظلم الذي يعانيه السود في أمريكا، لذلك ترجاه أن يُخبر أمره لأصدقائه الذين يجهلون سبب اختفائه! ويفي الرجل بوعده، ويُوصل رسالة “سولومون إليهم، ويتم تخليصه من العبوديّة، وتنتهي معاناته بعد اثنتي عشرة سنة من العمل الشاق والتعامل الوحشي..
نجح الفيلم في تصوير مدى وحشية الرجل الأبيض في تعامله مع كل صاحب بشرة داكنة ويعرض الإعدامات والوحشية التي يعامل بها الرجل الأبيض السود الأمريكان حيث كان مثلاً الإعدام مباحاً للبيض تجاه السود، وكذلك التعذيب فهم أشياء من أملاك الرجل الأبيض الخاصة. يقول النجّار المناهض لفكرة العبوديّة، والذي قام بأداء دوره الممثل المتميّز (براد بيت)، لصاحب المزرعة: «إن العبد بشر وليس ملكيّة خاصة، وإن هذه الممارسات التي تحدث، مرفوضة أخلاقيّاً ودينيّاً».
استقبل الفيلم بحفاوة من  النقاد وحصل على جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم دراما، وتلقى 9 ترشيحات لجائزة الأوسكار من ضمنها أفضل فيلم و‌أفضل مخرج لماكوين و‌أفضل ممثل لإيجيوفور و‌أفضل ممثل مساعد لفاسبندر و‌أفضل ممثلة مساعدة لنيونج….وبالنهاية حاز الفيلم على جائزة الأوسكار…
المخرج ستيف ماكوين- سيناريو جون ريدلي – مأخوذ عن رواية اثنا عشر عاما من العبودية لـ سولمون نورثوب- البطولة: يواتال إيجيوفور،مايكل فاسبندر، بنديكت كومبرباتش، بول دانو، بول جياماتي، سارة بولسون، براد بيت، الفري وودارد، لوبيتا نيونج- التصوير السينمائي شون بوبيت- الموسيقا هانز زيمر. إنتاج انكليزي بريطاني ….
أحمد خليل