تعثر مشروعات السكن.. وعود تتكرر ومتاهة البحث عن الأراضي تحرم المكتتبين من الحلم الموعود
أدى التعثر الحاصل في مشروعات السكن الاجتماعي والتعاوني في محافظة اللاذقية إلى زحف غير مسبوق للمخالفات السكنية التي تتمدد في كل الاتجاهات بسبب تعذّر تأمين الأراضي والمساحات اللازمة للإقلاع بمشروعات السكن التعاونية التي ينتظرها آلاف المكتتبين منذ نحو عشرين عاماً، ورغم مرور كل هذه السنوات فإن ساكناً لم يتحرك. أما الكلام فما أكثره دون أي فعل ولايزال السكن التعاوني والشعبي في اللاذقية أقرب إلى الحلم في ظل عدم وجود البوصلة التخطيطية التنموية الأساسية التي توفّر هذه المساحات من خلال المخطط التنظيمي لمدينة اللاذقية المتعثر بامتياز.
هذا الواقع حرم اللاذقية من مشروعات تنموية عديدة في مقدمتها السكن بمختلف أنماطه وأشكاله وفي نفس الوقت فرض التعثر التخطيطي تحديات حقيقية باتت تواجه التنمية الزراعية والواجهة السياحية والشاطئية بعد تأخر إنجاز مخطط المدينة لـ (6) سنوات دون أن يبصر النور لغاية اليوم مع تجدّد الوعود المستنسخة بقرب الانفراج التخطيطي ولكن دونما أي مؤشر يوحي بهذا الانفراج على أرض الواقع، فكان لهذا التعثّر التخطيطي غير المفهوم منعكسات اقتصادية واجتماعية ليس أقلها جنون أسعار العقارات ومواد البناء وزحف سكني عقاري باتجاه الرقعة الزراعية التي تشكّل ركيزة الإنتاج الاقتصادي لمحافظة اللاذقية، ولا يخفى على أحد تحديات التوسع العمراني على التنمية الزراعية بكل المقاييس والاعتبارات، إذ بات الحفاظ على الرقعة الزراعية من الزحف السكني والإسمنتي غير المنضبط أمراً متعذراً في ظل تزايد الطلب على السكن وعدم لحظ احتياجاته من الأراضي ما يجعل حماية الرقعة الخضراء أولوية مطلقة للحفاظ على المساحات الباقية من الزحف الاستثماري الآخذ في التوسع والامتداد في كل الاتجاهات على حساب الطابع الزراعي المميز للمحافظة وعلى إنتاجها من المحاصيل، ولذلك يمكن تأمين أراضي السكن من خلال البحث عن مواقع بديلة عن الأراضي الزراعية قد تكون أكثر جدوى وقد تحقق الأهداف المنشودة منها دون المساس بالرقعة الزراعية واستخدامها بالشكل الأمثل، وصولاً إلى وضع خارطة زراعية متكاملة تساعد بشكل كبير على منع أي تطاول أو تعديات على الأراضي الزراعية مستقبلاً، ووضع مخططات لمواقع هذه الأراضي ما يحدّ كثيراً من التأثيرات السلبية المباشرة على الإنتاجية الزراعية ومؤشراتها وأصنافها ومواردها الطبيعية ومصادرها المائية.
اللاذقية- مروان حويجة