محليات

هذا ما قاله لمدير الأعلاف ورئيس الغرفة عندما تضغط وزارة الزراعة على مدرائه لسحب تصريحاتهم الصحفية.. والتلفيق تهمة جاهزة؟!

ثمّة ما يدعو للدهشة والاستغراب ويضع العديد من إشارات الاستفهام والتعجب حول ما تقوم به وزارة الزراعة، ففي الوقت الذي يجب أن تقدّر دور الصحافة والصحفيين ولاسيما الاستقصائي منه والبعيد عن التزلف والمدح القادم من المحافظات ومن قلب الحقول والإنتاج والمنتجين، نجدها تستنكر بشدة وتتذمر من كل ما نشير إليه حتى وإن كان بلغة الأرقام التي هي لغة الإقناع؟!. آخر ما أبدعت به وزارة الزراعة انشغالها في إحراج الصحافة الشفافة عبر الضغط على المدراء والمسؤولين لسحب تصريحاتهم المنشورة والادعاء بأنها ملفقة وليست مسندة، بدلاً من أن تقوم بعمل دؤوب لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة ومحروقات بالتعاون مع الجهات المعنية في المحافظات والسلطات الإدارية المحلية؟!
بتاريخ 10/4/2014 نشرنا مادة صحفية بعنوان: مغامرة تصدير العواس تفتح جبهة ساخنة بين المستهلك وصانع القرار ومجرد التلويح بالتصدير يرفع سعر الكيلو إلى 700 ليرة، حينها استقينا معلوماتنا من رئيس غرفة تجارة حماة ومن القصابين ومن مدير الأعلاف بحماة، ولما لم يرق الموضوع للسادة مسؤولي النسق الأول في وزارة الزراعة وجدوا ضالتهم عند مدير أعلاف حماة، فطلبوا منه تصدير كتاب ينفي فيه ما نُسب إليه في الجريدة فنفذ التوجيه؟، ولما كنّا نظن بأنّ من يعطي معلومة للصحافة هو مسؤول عنها لم نطلب منه حينئذ التوقيع على محضر الحوار، لأننا لسنا في مخفر شرطة بل نعمل سوية لما فيه الصالح العام، فأرسلت الوزارة الكتاب إلى الجريدة تدّعي فيه بأن الصحفي لم يلتق مدير الأعلاف، وأن ما نشرته “البعث” ليس صحيحاً رغم إن الحوار كان بحضور عدة شهود آنذاك والمدير نفسه اعتذر من الموقف لأنه محرج.. وفهمكم كفاية!!.
وتمضي الأيام ويتكرر السيناريو، حيث نشرت “البعث” يوم الخميس 28/7/2014 تقريراً إخبارياً أشارت فيه إلى أن الحكومة تخسر نحو 10 مليارات ليرة دعماً للمقنن العلفي الذي يذهب لحيازات وهمية غير موجودة، على لسان رئيس اتحاد الغرف الزراعية المهندس محمد كشتو وتكررت الحادثة والسابقة والفبركة ذاتها من قبل الوزارة، لكن يبدو أن كشتو إذاً وزارة الزراعة لا تتوانى عن الضغط على موظفيها الذين يزوّدون الصحفيين بالمعلومات، ولاسيما التي لا تروق لها أو لا تكون مدحاً وإطراء. ونحن نقول: لا يحقّ لأحد امتلاك المعلومة وحده فهي ملك الجميع وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصالح العام؟!.
حماة- محمد فرحة