محليات

المتاجرة بتساهل “التربية”.. والمدارس ميدان للمجاكرة والوعيد؟!

لايمكن التعويل على مستوى وعي البعض في فهم واستيعاب بعض القرارات والتوجيهات، فتوظيف النص واستغلاله حسب المزاج والأهواء أصبح “موضة” استفحلت في حيّز من المجالات القابلة لإقحام أنف الذاتية والشخصنة والارتجال غير المبرّر، وهذا ما يتجسّد في آليات تطبيق توجيه وزارة التربية مع بدء العام الدراسي المتعلق بعدم التشديد في فرض اللباس المدرسي والدقة في طلب المستلزمات والقرطاسية من الطلاب.
فمن جهة يرى بعض الطلاب وذويهم أن في القرار فرصة لعدم الالتزام والإخلال بالقوانين المدرسية كافة، “فقط لأن الوزارة متساهلة”، وبالتالي تهديد مدراء المدارس بالشكوى للوزير عند مجرد التأكيد على اللباس الموحد لمن استطاع إليه سبيلاً، وتتكرر القصص عن صدامات على أبواب المدارس في اليومين الأولين لافتتاحها، وحجة المدرسين “أنهم لا يستطيعون ترك الطالب دون تدقيق وإلا لن ترى أحداً يرتدي مريوله أو بدلته والصفوف والباحات ستكون ميداناً للتشبه والمجاكرة”؟!.
أحد المدراء المتهمين بالتشدد قال: كيف لك أن تسمح لطالب يرتدي بنطلون جينز جديداً ثمنه 3000 ليرة بذريعة أن البدلة “غالية”، والوزارة متساهلة والدراسة الاجتماعية عنه تؤكد أن أسرته ميسورة الحال، ثم ما دخل الغلاء والقرار بقص الشعر وتقليم الأظافر والالتزام التعليمي وإدخال الكلب المدلل إلى الصف “وكلها ممنوعات ببلاش”؟!.
هنا لن نظلم من يسعى لأن يكون ولده ملتزماً حتى ولو كان الفقر وضيق اليد حاكماً، أما من يتاجر بالمواقف والقرارات فحريّ بوزارة التربية ألا تستقوي مع البعض على حرمة وآداب المدارس والمعلمين مستحقي التبجيل؟!.