الصفحة الاولىمن الاولى

انتفاضة عشائرية في الأنبار وحويجة ضد تنظيم "داعش"

تحرير 400 ضابط وعسكري في الفلوجة.. والجيش يبدأ عملية واسعة لتطهير تكريت من الإرهابيين
تتسارع وتيرة العمليات العسكرية في المدن والقرى العراقية، في ظل أجواء الثقة المستمرة عقب تشكيل الحكومة والانفراج السياسي الحاصل بين جميع مكوّنات الطيف السياسي العراقي، والذي انعكس اندفاعاً شعبياً كبيراً لصد هجمات التنظيم الإرهابي “داعش”، حيث أبدى شيوخ ووجهاء الأنبار استعدادهم التام لمقاتلة الإرهابيين والتصدي لمخططاتهم الإجرامية، التي تحاول النيل من وحدة العراق بشكل عام، والأنبار على وجه الخصوص.
يذكر أن تنظيم “داعش” يحاول فرض سلطته وأفكاره الظلامية بالقوة على السكان في المناطق التي يسيطر عليها، حيث عمدّ إلى هدم منازل كل من يعارضه، مما مهد لظهور ردة فعل رافضة لوجوده في المناطق التي تحت قبضته.
وأكد شيوخ ووجهاء الأنبار تطوّع المئات من أبناء العشائر للقتال إلى جنب القوات المسلحة، لاسيما عقب معرفتهم نوايا عصابات “داعش” التي قتلت الأبرياء وسرقت أموال المواطنين وممتلكاتهم ودمّرت منازلهم وخربت البنى التحتية في المحافظة، وحث وجهاء العشائر أبناء الأنبار على التصدي لزمر الإرهاب والضلالة والعمل سوية مع أجهزة الأمن على دحر عصابات “داعش” واجتثاث جذورها من المدينة بشكل كلي.
وفي الحويجة، وبعد 12 يوماً من سيطرته على 5 مناطق فيها، عمد التنظيم إلى قتل واختطاف كل شخص لا يتعاون معه أو يرفض مبايعته، بتهمة العمالة للجهات الحكومية، أو السعي لتشكيل فصائل مسلحة ضد المتشددين، وقاموا أخيراً باختطاف العشرات من منازلهم في القضاء، من بينهم أربع نساء، وأعدم امرأة في ناحية الزاب.
وولّدت هذه التصرفات حالة من الامتعاض والرفض للتنظيم من قبل بعض السكان المحليين، وقال أحمد العسكري رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك: إن العديد من المواطنين أجروا اتصالات مع القوات الأمنية في كركوك بهدف القضاء على المتشددين، وأكد وجود اتصالات بين الحكومة المركزية في بغداد ورؤساء العشائر لتشكيل قوات مسلحة منظّمة لمحاربة التنظيم الإرهابي وطرده من المناطق التي يسيطر عليها.
في الأثناء دعا رئيس البرلمان العراقي إلى إطلاق حملة من مراحل عدة للقضاء على تنظيم “داعش” الذي يسيطر على مناطق واسعة شمال وغرب البلاد، وقال سليم الجبوري في كلمة خلال احتفال بمناسبة يوم السلام العالمي: “إننا في العراق نواجه معركة وجود ومصير مع الإرهاب، الذي يباشر القتل العشوائي ضمن أجندات لإنهاء العراق وتقسيمه والقضاء على شيء اسمه دولة عراقية”، وأضاف: إن “تنظيم داعش الذي يتخذ من الإسلام ذريعة لأعماله أصبح خطراً حقيقياً على العراقيين كافة”، وتابع: “لا بد من منظومة عمل تتعدى الإجراءات الأمنية إلى حملة واسعة تشمل عدة مراحل بدءاً من تجفيف منابع الإرهاب، ومروراً بالتوعية من خطره وزرع الثقة بين المواطن والحكومة ليأتي بعدها الحلّ الأمني ليكون حصاداً لهذه الحملة”، ووصف “داعش والميليشيات المسلحة” بأنهما خطر يهددان السلم الأهلي في العراق.
في سياق متصل وبعد بيان مجلس الأمن الدولي الذي تبناه في الاجتماع الوزاري في الوقوف إلى جانب العراق ودعمه في حربه ضد عصابات داعش الإرهابية، انطلقت في مدينة ليستر البريطانية، أعمال المؤتمر الأول لإدراج التفجيرات الإرهابية وأعمال العنف في العراق على “لائحة جرائم الإبادة الجماعية”.
ميدانياً، واصلت القوات العراقية عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين في عدة مناطق وتمكنت قوات الجيش وسرايا الحشد الشعبي أمس من تحرير الجزء الأكبر من قرى الصدور ونوفل وبلور في محافظة ديالى شرق العراق، كما طهرت القوات الأمنية مناطق ناحية اليوسفية جنوب العاصمة بغداد، فيما تستعد قيادة عمليات الأنبار لتنفيذ عملية واسعة لدحر الإرهابيين في عدد من مناطق المحافظة.
وذكرت شبكة الإعلام العراقي أن اللواءين “20” و “19” في الفرقة الخامسة بالاشتراك مع قيادة فرقة ديالى قاما بالهجوم على ثلاثة محاور على القرى الثلاث المذكورة في ديالى، وتمّ تكبيد عصابات “داعش” الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مؤكدة استمرار العمليات حتى تحرير منطقة المنصورية.
في حين أعلن قائد عمليات الأنبار رشيد فليح، أمس، فك الحصار عن 400 ضابط وجندي حاصرتهم عناصر “داعش” بعد مواجهات عنيفة شمال الفلوجة غربي العراق، وأضاف: إن القوات الأمنية كبّدت عناصر التنظيم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وشهدت تكريت مركز محافظة صلاح الدين، الأحد، القصف الأعنف حتى الآن منذ بداية أحداث الموصل في حزيران الماضي، وأكد شهود عيان، أن المدينة قصفتها طائرات مقاتلة ويصحبها قصف بالهاونات والمدفعية من محوريها الشمالي والغربي.
كما قتل 32 عنصراً، بينهم عرب الجنسية وأجانب، من تنظيم “داعش” في قصف سلاح الجو العراقي لعدد من تجمعات التنظيم في منطقتي العويسات والعبد ويس التابعتين لناحية جرف الصخر، وأضاف: هذه العملية تأتي ضمن الخطط العسكرية لتطهير ناحية جرف الصخر من التنظيم الإرهابي.