لافروف يؤكد لكيري ضرورة احترام سيادة سورية في الحرب ضد "داعش" طهران: الولايات المتحدة وحلفاؤها السبب الرئيسي في نمو وانتشار الإرهاب
لا يزال موضوع الائتلاف الدولي، الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم داعش، يأخذ الحيز الأكبر من النقاش على الساحة الدولية، وبالتحديد مشاركة الدول المعنية مباشرة في الأزمة “سورية- إيران”، وضرورة التنسيق معها للحصول على نتائج فاعلة.
وفي هذا السياق دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري أمس إلى ضرورة احترام سيادة سورية في الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية: إن الوزير لافروف أكد لنظيره الأمريكي ضرورة احترام المواثيق والعلاقات الدولية لدى قيام الولايات المتحدة بتشكيل التحالف الدولي إضافة للعمل العسكري، ولفت إلى أن لافروف شدد على ضرورة تنسيق التحركات الدولية لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي من دون ازدواجية المعايير.
وكان لافروف أكد خلال مؤتمر صحفي أن بلاده تؤيد سورية والعراق في نضالهما ضد المسلحين الإرهابيين، وتعتبر كل جهد عسكري لا يمكن أن يقدّم إلا بعد موافقة الدولة المعنية.
في إطار ذاته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن مكافحة الإرهاب بحاجة لاتخاذ إستراتيجية موحّدة وصياغة نهج جديد، مشدداً على أن التعامل المزدوج مع ظاهرة الإرهاب من العوامل المؤثرة في تعزيز ودعم التنظيمات الإرهابية، وقال خلال لقائه نظيرته الاسترالية جولي بيشاب في نيويورك: إن السياسات الخاطئة التي اتخذت خلال الأعوام الماضية عززت انتشار التنظيمات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة المعادية للبشرية نحن بحاجة اليوم إلى إستراتيجية موحّدة وصياغة أساليب ومناهج شاملة وجديدة، وأضاف: “من أجل البحث عن أي حل لمواجهة الإرهاب والتطرف يجب أخذ الحقائق الموجودة بعين الاعتبار بشكل جاد”.
إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس أن اهتمام أمريكا، بسجلها الأسود، البالغ بمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي يثير الضحك، لأن هيكلية الهيمنة الأمريكية مترابطة مع الإرهاب في سورية والعراق وأفغانستان وباكستان.
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الولايات المتحدة وحلفاءها هم المسببون الرئيسيون لنمو وانتشار الإرهاب في المنطقة والعالم، واعتبر خلال استقباله في طهران رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الكيني محمد يوسف حاجي أن الإرهاب بات يشكل تهديداً عالمياً، مشدداً على أن إيران وخلافاً لأميركا وحلفائها تعمل على مكافحة هذه الظاهرة بكل قوة.
وفي بيروت، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأكيده وجوب وضع حد لممارسات التنظيمات الإرهابية التكفيرية اللاإنسانية بعد سقوط المزيد من الشهداء في الجيش اللبناني، وقال في قداس الأحد في كنيسة السيدة بالصرح البطريركي في بكركي: “إن مأساتنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط التي تتآكلها الحروب والأزمات هي أن دولاً من الشرق ومن الغرب ما زالت توقد نار الحرب بمدّ المتحاربين، لاسيما التنظيمات الإرهابية التكفيرية، بالمال والسلاح والدعم السياسي، وإرسال مرتزقة واستخدامها لهذه الغاية.
أما النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة فأكد عدم جدية ما يسمى التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب، وقال: لسنا جزءاً من أي تحالف دولي، ولسنا مقتنعين بجدية هذا التحالف، ولكننا نحن أول من واجه هذه الوحوش المتمردة لأننا نعرف خطرها وأول من استشعر خطرها، وأنها تشكل خطراً على الدين والإنسان، ولذلك نحن نواجه هؤلاء قبل أن يفكر المستخدمون والمستثمرون الدوليون في خطة المواجهة، التي ستبدو قاصرة حين التنفيذ، مضيفاً: لا يمكن أن نركن أو نقتنع بأن من يواجه إرهاب التنظيمات الإرهابية على كافة أنواعه يقبل أن يكون ضمن تحالفه الدولي أو الإقليمي دول ترعى الإرهاب، فكيف إذا كان على رأس هذا التحالف دولة تمثل الإرهاب في هذا العالم المعاصر، وهي الولايات المتحدة وحلفاؤها.