قضى على أكثر من 50 إرهابياً ومتزعميهم الجيش اللبناني يحكم الطوق على كل المنافذ البرية المؤدية إلى جرود عرسال
يواجه الجيش اللبناني من جديد مؤامرات تحاك ضده، سواء من الخارج أو الداخل، الذي لا ينفك بعض المتنفذين في لبنان يعرقلون تحرّكاته، ويكبحون اندفاعه نحو مهاجمة الإرهابيين الذين يعتدون عليه، وخطفوا وقتلوا عدداً من جنوده، ليبقى الجيش رهن غطاءٍ سياسي، تحول جماعة “14 آذار” دون منحه، ومنع تزويده بالسلاح اللازم، والحجج كثيرة وباتت معروفة، والتطاول على المؤسسة العسكرية من قبل سياسيين ونواب في التيار التابع للسعودية، ومن خلفها الولايات المتحدة وفرنسا، والضغط عليه معنوياً وميدانياً، إضافة إلى إقحامه في أبسط المشكلات، باتت أكثر من مكشوفة.
ولكن ورغم ذلك يتولى الجيش اللبناني معالجة كلّ الأوضاع والتطورات، إذ إنه لا يتولى فقط المهمات العسكرية العسيرة، بل حتى أبسط مشكلة تحصل في أيّ منطقة.
وفي جرود عرسال شمال شرق لبنان، قضى الجيش اللبناني على أكثر من 50 إرهابياً ومتزعميهم، خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي شنها خلال الـ 72 ساعة الماضية، كما أوقف نحو 140 شخصاً، بينهم 35 اعترفوا بمشاركتهم في أعمال قتالية ضد الجيش أو بتحضيرهم للقيام بأعمال إرهابية جديدة ضد وحداته في المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة أمس: “إن ثمة صوراً جوية تؤكد حجم الضربة التي تلقاها الإرهابيون في الساعات الـ 72 الأخيرة”، وأضافت: “إن الجيش اللبناني واصل تنفيذ خطة عسكرية اقتضت حشد أكثر من خمسة آلاف عسكري في منطقة البقاع الشمالي، تمّ تدعيمهم بمدفعية ثقيلة بعيدة المدى وبطائرات مروحية هجومية، استخدمت للمرة الأولى صواريخ جو أرض من طراز هيلفاير، كان الأمريكيون قد زوّدوا الجيش بها في الأسابيع الأخيرة، ووعدوا بشحن كميات إضافية منها في الأيام القليلة المقبلة”.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش اللبناني قرر إحكام الطوق على كل المنافذ البرية المؤدية إلى جرود عرسال بما يمنع وصول المواد الغذائية والمؤن على أنواعها، وخصوصاً مادة المازوت، موضحةً أن إجراءات الجيش جعلت المجموعات الإرهابية تلجأ إلى أسلوب العبوات الناسفة وإطلاق المزيد من التهديدات في اليومين الماضيين، وأشارت إلى أن هذا المعطى تمّ وضعه في الحسبان وستتخذ إجراءات وقائية إضافية على قاعدة أن الجيش يخوض مواجهة مفتوحة، وهو غير معني بما يجري من وساطات أو مفاوضات ولن يخضع لأي ابتزاز.
سياسياً، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أهمية إدراك جميع اللبنانيين خطر الفتنة، محذّراً من أن الخطف والخطف المضاد هو ما يريده إرهابيو تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين، لإيقاع الفتنة بين جميع اللبنانيين، منوهاً في تصريح بالجهود التي بذلت لمنع استفحال عمليات الخطف، التي حصلت إثر إعلان استشهاد الجندي محمد معروف حمية على يد تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي.
وفي السياق، حذّر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب وليد سكرية من تمدد الإرهابيين الموجودين في جرود عرسال إلى شمال لبنان، ما قد يؤدي إلى خروج المنطقة عن سلطة الدولة اللبنانية بحيث لن تتمكن من بسط سيطرتها ما ينذر بإضعاف الجيش اللبناني، وقال: إن المطلوب اليوم قطع كل الإمدادات اللوجستية عن الإرهابيين المسلحين في جرود عرسال، ودخول الجيش إلى مخيمات عرسال وضواحيها وتطهيرها من المسلحين الإرهابيين، الذين هاجموا الجيش واعتدوا على عناصره وقاموا باستخدامهم ورقة ضغط لتحرير الإرهابيين الموجودين في سجن رومية، وطالب “باقتلاع الإرهاب، انطلاقاً من عرسال، من كل لبنان، والعمل بكل قوة للإفراج عن العسكريين الأسرى، لمنع قتلهم تباعاً على يد الإرهاب، بينما تقوم الدولة بالبكاء لقطر وتركيا، كي تتدخل من أجل الإفراج عن أسرى الجيش وقوى الأمن”.
إلى ذلك، أكدت عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمين أن لبنان يواجه خطراً على طول الحدود من عدو واحد هو الإرهاب التكفيري، مشددة على ضرورة دعم الجيش اللبناني عملياً، وعدم الاكتفاء بالكلام، فلا يجب كسر هيبة الجيش المنتشر على الحدود وفي المناطق الساخنة.