الصفحة الاولىمن الاولى

في مواجهة عملية الخداع والتضليل الممنهج للإدارة الأميركية روسيا: مكافحة الإرهاب على أساس ميثاق عمل الأمم المتحدة بعيداً عن ازدواجية المعايير..إيـــــران: الـتــحــالـف الأمـريــكـــي لـمـحــاربــــــة إرهـــابـيــي "داعــش" كــذبــــة كــبــرى

بعدما انكشف المشهد تماماً وتبين لكل ذي عقل وبصيرة أن الخطة الأمريكية في مكافحة الإرهاب هي خداع ونفاق والغاية منها إعطاء مزيد من الوقت للتنظيمات الإرهابية لاستكمال مخططها التدميري في المنطقة واستنزاف ثروات شعوبها وتحقيق أهداف الغرب في الميدان، بات لزاماً على الدول التي تناهض المشروع الصهيوأميركي وتسعى إلى القضاء على آفة الإرهاب بصدق وجدية لإعلان موقفها مما يجري في هذه المرحلة ووضع النقاط على الحروف لإيقاف المخطط الأمريكي الساعي إلى جر المنطقة نحو سيناريوهات كارثية.
وبرزت بالأمس جملة مواقف دولية تفنّد المزاعم الأمريكية وتحدد موقفها في مكافحة الإرهاب، ففيما أكدت روسيا أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب يجب أن يُبنى على أساس ميثاق عمل الأمم المتحدة بعيداً عن الازدواجية في المعايير، أعلنت إيران أنها ستكون في مقدمة مكافحي الإرهاب الذي أدى لانتشار الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة، معتبرة أن التحالف الذي شكلته أمريكا لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي كذبة كبرى، في حين أكد المطران عطا الله حنا أن الدفاع عن سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات هو دفاع عن فلسطين، بينما اعتبر كتّاب وإعلاميون مصريون أن أمريكا هي من صنع ورعى تنظيم “داعش” الإرهابي ضمن مخطط يهدف للضغط على جيوش الدول العربية وجعل المنطقة مهددة بالانفجار في أية لحظة.
فقد بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي سبل التعاون مع الشركاء في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في أعقاب الاجتماع: إن أعضاء المجلس تبادلوا الآراء حول الأشكال الممكنة للتعاون مع الشركاء الآخرين فيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في إطار القانون الدولي.
من جانبه أكد سفير روسيا في لبنان الكسندر زاسبيكين أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب يجب أن يُبنى على أساس ميثاق عمل الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن واحترام سيادة الدول بعيداً عن الازدواجية في المعايير وهذا ما يتعلق بالدرجة الأولى بسورية.
وفي طهران أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستكون في مقدمة مكافحي الإرهاب الذي أدى لانتشار الفوضى وانعدام الأمن في المنطقة وستستمر بمساعدة المظلومين وردع الإرهابيين أينما كانوا، موضحاً أن المنطقة كلها تحاول التصدي للإرهاب الذي يشاهده الجميع في سورية والعراق ولبنان وفلسطين، مشيراً إلى أن شعوب المنطقة ستتصدى بكل حزم للإرهاب وأن الحكومة والقوات الإيرانية ستقف معها في صف واحد ضد الإرهابيين.
وفي تصريح له أمس قبيل مغادرته طهران متوجهاً إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة دعا الرئيس الإيراني إلى معالجة قضايا المنطقة من قبل دولها وشعوبها وحكوماتها دون تدخل خارجي، مشيراً إلى أن من يريد إعادة السيطرة على المنطقة يرتكب خطأ كبيراً،  وشدد روحاني على أن شعوب المنطقة عازمة على مكافحة الإرهاب وستنجح في ذلك، داعياً الدول الغربية إلى اتخاذ القرار الحقيقي لمكافحة الإرهاب والاتعاظ من أعمالها الماضية.
إلى ذلك وصف مسؤولون إيرانيون التحالف الذي شكلته أمريكا لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي بأنه كذبة كبرى، معتبرين أن أمريكا والغرب غير صادقين في مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في المنطقة لأنها هي التي أوجدتها وتشعر الآن بأنها لا تستطيع التحكم بها.
وقال مساعد الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي: إن إيران كانت سباقة على الدوام في مكافحة الإرهاب، لكنها لن تنضوي تحت لواء أمريكا في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات تم إيجادها للإساءة إلى سمعة وصورة الإسلام.
بدوره جدد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشؤون الثقافية العميد مسعود جزائري دعم ووقوف بلاده إلى جانب سورية والعراق في تصديهما للتنظيمات الإرهابية، وقال: إننا نفخر بوقوفنا إلى جانب الشعب السوري والعراقي والفلسطيني والمقاومة اللبنانية.
وأكد جزائري خلال مقابلة تلفزيونية أن التحالف الذي شكلته أمريكا لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي هو كذبة كبرى، متسائلاً أليس من المضحك أن تحارب أمريكا “داعش” عبر الجو وحسب، كما جدد جزائري رفض بلاده المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي رغم توجيه الدعوة إلى طهران، وقال: إن التحرك العسكري الأمريكي في العراق لم يكن له أي تأثير على تنظيم “داعش” الإرهابي وإن الذي أضعف التنظيم الإرهابي وحرر المناطق من سيطرته هو الشعب العراقي.
في غضون ذلك بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اجتماع في نيويورك الأخطار التي يشكلها تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي.
وفي سياق متصل أجرى كيري اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تباحثا خلاله حول كيفية توسيع النقاش الذي بدأه حول الدور الذي قد ترغب روسيا في أن تؤديه في التحالف ضد تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي.
بدوره أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن الدفاع عن سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات وعدوان إرهابي هو دفاع عن فلسطين ودفاع عن حريتنا وكرامتنا وإيماننا وتراثنا. وأشار المطران حنا في كلمة له خلال حفل تكريمي أقامته له مديرية الحزب السوري القومي الاجتماعي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى ما تتعرض له سورية وأبناؤها بمختلف شرائحهم من إرهاب وجرائم، داعياً رجال الدين في الولايات المتحدة إلى إعلاء الصوت بوجه الرئيس باراك أوباما لوقف دعم الإرهابيين الذين يعيثون فساداً وقتلاً وتدميراً في سورية.
وفي القاهرة أكد كتّاب وإعلاميون مصريون في مقالات نشرتها صحف محلية صدرت أمس أن أمريكا هي من صنع ورعى تنظيم “داعش” الإرهابي تمهيداً للتدخل في المنطقة.
وقال الكاتب محمد علي طه في مقال بصحيفة الأسبوع المصرية: إن قوى الشر في العالم تقودها الولايات المتحدة لم تفلح بالنيل من عزيمة سورية وتماسكها حتى بعد مرور أربع سنوات على الحرب ضدها، مشيراً إلى ثقة الشعب السوري بقيادته انطلاقاً من إدراكه لحجم المؤامرة الأمريكية التي تستهدف بلاده من خلال تنظيمات إرهابية مولها الغرب وسلّحها بأحدث الأسلحة وقدم لها معلومات استخباراتية.
وأكد الكاتب أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة هو من صنع الإرهاب في سورية والعراق وليبيا واليمن تمهيداً لتقسيمها إلى دويلات صغيرة متناحرة خدمة لمصلحة العدو الإسرائيلي، وتساءل طه كيف لعاقل أن يصدق أن الولايات المتحدة التي صنعت الإرهاب أن تدّعي محاربته خاصة وأن أهدافها بالنيل من قوة سورية تتلاقى مع أهداف تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي صحيفة الوفد أكدت الإعلامية سناء السعيد أن المنطقة تتعرض لعملية خداع وتضليل ممنهج تمارسها الإدارة الأميركية ويلتحق بها الغرب المريض ودول في المنطقة تتصدرها تركيا وقطر، وقالت السعيد: هناك ازدواجية في المواقف، ففي حين تعبئ أمريكا الجميع ضد “داعش” كتنظيم إرهابي تكفيري فإنها في الوقت نفسه تعمد إلى تبييض صفحة التنظيمات المسلحة الأخرى في سورية مثل “جبهة النصرة” أو “الجبهة الإسلامية” أو “الجيش الحر” من خلال تصنيفها على أنها معارضة معتدلة.
بدوره أكد الكاتب الصحفي عماد حجاب في صحيفة الأهرام أن أمريكا ومعها دول غربية في التحالف الدولي تخطط لغارات جوية شكلية لتدمير جزء من الآلات العسكرية التي سبق أن أعطتها لإرهابيي “داعش” مستعينة بحرب إعلامية شرسة تدّعي فيها مكافحة الإرهاب في المنطقة ضمن مخطط يهدف للضغط على جيوش الدول العربية وجعل المنطقة مهددة بالانفجار في أية لحظة.