النظام الأردني بين الضغط الأمريكي والابتزاز السعودي محاولة لكبح أنصار "القاعدة" في الداخل.. أبو قتادة بريء!
كتب نائب أردني على صفحته في “فيسبوك”: هل أميركا بحاجة لسلاح الجو الأردني والبحريني والإماراتي، وو.. حتى تدخل حربها؟، أم نحن عبارة عن وسيلة لحماية مصالح العم سام، وكيف نحارب مع أميركا من صنعته هي؟.
بدا الارتياب الأردني واضحاً، خاصة من الشارع المعتدل، عقب إعلان القوات الأردنية المسلحة شنّ هجمات على تنظيم “داعش”، خارج أراضي المملكة، وطرحوا تساؤلات حول التوقيت الذي اختارته الحكومة لبدء الحرب على الإرهاب، وعن استعداد الأردن لحرب طويلة الأمد، كما طُرح تساؤل آخر يقول: إذا اكتشفت خلايا لـ”داعش” في الأردن هل يحق لهذا التحالف قصفها؟!.
الخطوة الأردنية بضرب “داعش”، أتبعتها بخطوة أخرى، في محاولة لتحييد “السلفيين” الأردنيين عن اللعبة، عبر تبرئة الداعية الأردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم “أبو قتادة”، من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح عام 2000 في الأردن، حيث أمرت محكمة أمن الدولة أمس، بإطلاق سراحه فوراً، حسبما أفاد مصدر قضائي أردني.
ويعتقد النظام الأردني أن قرار البراءة يمكن أن يساهم في الوقوف أمام مد تنظيم “داعش”، الذي يزحف إلى الأردن، خاصة أن أبا قتادة، وقبل أيام انتقد خلال جلسة محاكمته، إعدام الصحافيين الأميركيين على يد التنظيم، كما يعتقد النظام أن الداعية المتشدد المتهم بانتمائه لتنظيم “القاعدة”، يمكن أن يساهم في تهدئة الجماعات المتطرفة في الداخل الأردني، التي تتحين الفرصة، لتبرير الحرب التي قد تعلنها في أي لحظة ضد النظام الأردني.
وكان الداعية المتشدد أبو محمد المقدسي، وجه رسالة إلى “داعش” عقب هجوم قوات التحالف، دعا لهم فيها “بالنصر وهزيمة” التحالف الأمريكي، كما قال قيادي آخر في “التيار السلفي الأردني”، وهو محمد الشلبي الملقب بـأبي سياف، إن التيار عبر عن موقفه منذ البداية “بحرمة الاشتراك في الحرب ضد داعش وبأي شكل من الأشكال، حقناً لدماء المسلمين المستباحة من دول الغرب”.
وبالنتيجة يتضح الاتفاق في الداخل الأردني، من قبل المناهضين لـ “داعش” والمؤيدين له، على عدم صوابية دخول الأردن في التحالف الأمريكي، ورفض الانضواء تحت المظلة الأمريكية، وخوض حربها بدلاً منها، والنظام الأردني، وهو نظام لا حول ولا قوة، واقع بين نارين: نار الضغط الأمريكي ونار الرفض الداخلي، ولا يملك أي قرار سيادي في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، نابع من المصلحة الوطنية الأردنية.
وكان المكتب التنفيذي لاتحاد الشيوعيين الأردنيين أكد أن ما سمي بإستراتيجية مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، التي أطلقتها الولايات المتحدة، ليست سوى محاولة “لئيمة” ومخادعة للالتفاف على عقبات وعوائق الشرعية الدولية، التي حالت حتى الآن دون تمكين الإمبريالية الأميركية من العدوان بشكل مباشر على سورية، وقال في بيان صحفي: إن بعض الأنظمة العربية تنساق دوماً خلف الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين دونما اتعاظ من عبر الماضي القريب والبعيد، حيث شاعت الفوضى العارمة من تفكيك لمؤسسات الدولة الوطنية في عدد من البلدان العربية، وانفجار للعصبيات الطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة، وانتعاش غير مسبوق لأفكار التطرف والتعصب والتكفير، وتناسل سرطاني لمنظماته وجماعاته، وجدد رفض الشعب الأردني وإدانته لانضواء الأردن تحت راية التحالف الدولي، لكونه يتعارض مع مصالحه الوطنية، ويعبر عن الخضوع لإملاءات واشنطن، والانسياق لخدمة مصالحها، والاستجابة لابتزاز بعض الدول العربية التابعة، وبخاصة السعودية، التي عملت وتعمل كل ما بوسعها لتدمير الدولة السورية.
من جانبه أكد ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في الأردن أن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الاستعمارية التي تدور في فلكها، على تشكيل تحالف جديد بدعوى مكافحة الإرهاب يندرج في إطار الاستراتيجية الأمريكية، التي تستهدف تقسيم وتفتيت المنطقة العربية إلى دويلات أثنية وطائفية وعرقية متناحرة والهيمنة على مقدرات الشعوب وإذكاء نار الفتنة وحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للأمة، كما تسعى لتشويه الوعي العربي وضرب ثقافة المقاومة واستهداف محورها، في ظل تآمر رسمي عربي.