ثقافة

رد على عبد الحليم قنديل: هل أعاد الدستور الجديد الطابع القومي العربي لمصر؟

الدكتور: عثمان سعدي <
أورد الكاتب المصري القومي عبد الحليم قنديل في مقال عنوانه: (عودة مصر العربية)، نشر في القدس العربي، عدد 18/5/2014، أن دستور 2014 أعاد الطابع القومي العربي لمصر الذي كان معدوماً في دستور 2012، ولنناقش هذا الرأي.
جوهر أية قومية في الدنيا هو هويتها، ومفتاح الهوية هو اللغة القومية، اللغة العربية هي وجود الأمة العربية، ورأيي أن اللغة العربية كانت حاضرة في دستور 2012، وغائبة في دستور 2014.
من المؤسف أن تلغى في دستور 2014 مادتان تتعلقان باللغة العربية، واردتان في دستور 2012.
نص المادتين: مادة12: تحمي الدولة المقومات الثقافية، والحضارية، واللغوية للمجتمع، وتعمل على تعريب التعليم، والعلوم، والمعارف.
مادة60: اللغة العربية مادة أساسية في مراحل التعليم المختلفة في كل المؤسسات التعليمية.
أولاً: هل إلغاء هاتين المادتين في دستور 2014 راجع إلى إسلاميتهما.. إنهما تركزان على اللغة العربية التي تعتبر جوهر القومية العربية، والتي تقول حركة السيسي إنها ترتكز عليها، وقد احتج على هذا الإلغاء الأساتذة الجامعيون، ونقيبا الأطباء، والصيادلة في مصر.
ثانياً: تعريب العلوم يعني تعريب كليات الطب، والتقانة التي تعلّم باللغة الانجليزية بمصر، علماً بأن المعاهد العلمية في عهد محمد علي الألباني كانت تعلّم باللغة العربية، وعندما وقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني أنجلزت هذه المعاهد تحت سيطرة اللورد كرومر على التعليم في مصر الذي دام ربع قرن.
ثالثاً: على حدود أرض الكنانة يوجد الكيان الصهيوني الذي اعتمد لغة كانت ميتة قبل 1948، وهي اللغة العبرية، حيث جعلها الأساس الجوهري لكيانه، مسيطرة على سائر قطاعات الدولة السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والصناعية.. إنه لمن العار أن يدرّس الطب في إسرائيل بالعبرية، ويدرّس بأرض الكنانة بالانجليزية!.
رابعاً: عندما عقد المؤتمر القومي العربي في دورته 24 بالقاهرة، في أول يونيو- حزيران 2013، أشاد بالمادة 12 المذكورة، وحث أرض الكنانة على تعريب تعليم الطب، والتقانة أسوة بسورية، والسودان، لأن العصر مطبوع بالطابع العلمي، وبقاء اللغة العربية خارج العصر يعني بقاء العرب خارجه، ولا يمكن لأمة أن تنهش إذا لم توطّن العلوم فيها، والتوطين لا يكون إلا باللغة القومية، وكل الأمم المتقدمة في عصرنا تقدمت بلغتها مثل: الصين، وكوريا، واليابان، وأندونيسيا.
خامساً: إن النظام المصري الحالي يقول إنه نظام قومي عربي، وليس نظاماً إسلامياً، ونحن نتساءل: كيف يكون نظاماً قومياً عربياً دون سيادة اللغة القومية التي هي العربية على سائر التعليم، بل وسائر مرافق الحياة؟!.
سادساً: نحن في الجزائر عرّبنا التعليم، ولكن عندما طرحنا تعريب تعليم الطب، أجابنا الفرنكفونيون: كيف تريدون أن يعرّب الطب في الجزائر، في الوقت الذي يعلّم بالانجليزية في مصر، وما أدراك ما مصر؟!.
وختاماً، أود أن أوضح للأخ عبد الحليم قنديل أنني قومي عربي، عضو بالمؤتمر القومي العربي، ولست إسلامياً، فأنا مسلم أمارس شعائر الإسلام، ولكنني عروبي، أومن بالوحدة العربية.
< رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية