الصفحة الاولىمن الاولى

"لجنة الاستخبارات البريطانية" تطالب بتشديد الخناق على مشيخة قطر: تلـعب عـلـى الـحبلين: تـدعـي مـحـاربة الإرهاب.. وتموّل التنظيمات الإرهابية

لاشك أننا متفقون على قتال داعش وأخواتها من التنظيمات التكفيرية التي تتغذى بالفكر الوهابي الأسود، وأيضاً متفقون على تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وبالتحديد ما يصدر عن مجلس الأمن، ومتفقون أيضاً أن مواجهة هذه الوحوش البشرية هو في النهاية لإنقاذ العالم أجمع من إرهابهم وجرائمهم، ولكننا مختلفون لغاية اللحظة في أن يقوم تحالف دولي تقوده دولة تريد التفرد بالعالم وزعامته باستخدام محاربة هذه التنظيمات وسيلة لاستباحة سيادة الدول والاعتداء عليها لتحقيق مآرب سياسية، فشلت طوال سنوات خلت من تنفيذ مشاريعهم في المنطقة، ومختلفون أيضاً في الازدواجية التي يسعى البعض إلى تعميمها علينا، فالذي كبّر هذا الوحش “داعش” وأطلق يديه في المنطقة هو ذاته الذي صنع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وجعله شوكة في خاصرة العرب وأمنهم، فكيف يمكن التصديق بأن هذه الدول تقاتل الإرهاب، وهي التي صنعته وموّلته، ولا تزال توفر له شروط الاستمرار والبقاء.
بالأمس، أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ضرورة العمل مع جميع الشركاء لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، وفي المقام الأول مع الحكومتين السورية والعراقية، مضيفاً: إن التنظيم والإرهاب في الشرق الأوسط بشكل عام يشكلان خطراً عاماً يتهدد المجتمع الدولي بأكمله، وعلينا بذل جهود متماسكة بهذا الشأن مع جميع شركائنا.
وأشار إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يشكل خطراً على روسيا أيضاً نظراً لحقيقة وجود مواطنين روس بين عناصره، وتابع: “إن مواطنين من العديد من الدول يقاتلون هناك، من سبعين أو ثمانين دولة، والجميع قلق من حقيقة أن هؤلاء الأشخاص يذهبون إلى هناك ومن ثم يعودون بعد أن يكونوا قد تلقوا التدريب وحصلوا على مهارات معينة ولذلك فهم يمثلون خطراً كبيراً على الأمن القومي في بلدانهم الأصلية”.
كلام بوغدانوف جاء متطابق إلى حد ما مع كلام رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني مالكوم ريفكند، الذي طالب بتشديد الخناق على مشيخة قطر وفرض عقوبات صارمة ضدها، وضد غيرها من مشيخات الخليج التي تسمح بدعم ومرور الأموال والأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية، وقال: إن مشيخة قطر تلعب على الحبلين، فهي تدعي محاربة الإرهاب وتشارك فيما يسمى التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش الإرهابي، لكنها تقوم في الوقت ذاته بتمويل التنظيمات الإرهابية.
وشدد ريفكند على ضرورة أن تقوم الحكومة البريطانية بإبلاغ مشيخة قطر بأن علاقاتها الاقتصادية برمتها مع بريطانيا، والتي تقدر بمليارات الجنيهات الإسترلينية سنوياً، ستصبح مستحيلة ما لم تتخذ إجراءات قوية من جانبها لوقف انتشار الإرهاب، وأشار إلى أن مشيخة قطر، وغيرها من دول الخليج بما فيها السعودية والإمارات، أعربت عن تأييدها لاتخاذ عمل عسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي لكنها تسمح في الوقت ذاته بتقديم الأموال والأسلحة لهذا التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات المتطرفة، وأكد أنه من الضروري أن تتبع بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى الولايات المتحدة وتفرض عقوبات على هؤلاء القطريين وغيرهم من الأفراد العرب الذين يمولون الإرهاب، مضيفاً: “إنه يجب إبلاغ الحكومة القطرية بشكل لا لبس فيه أن عليها اختيار أصدقائها أو التعامل مع العواقب”.
في الأثناء، أكد عدد من السياسيين والباحثين المصريين والعراقيين أن أهداف تنظيم “داعش” الإرهابي تلتقي مع أهداف “إسرائيل” التوسعية والاستيطانية، فيما أكد العلامة اللبناني الشيخ عفيف النابلسي أن أهداف التحالف الدولي بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً، لتوضح أنه يرتبط ارتباطاً مباشراً بموازين القوة وكيفية توزعها بين قوى مناوئة للتحالف مثل روسيا وإيران وقوى متعاونة معه مثل تركيا والسعودية، وأضاف: إن هذا التحالف الذي يتحدث الإعلام عن ضربه تجمعات ومقار ومواقع لداعش هو نفسه الذي كاد أن يضرب سورية المقاومة ومراكز الجيش السوري الاستراتيجية قبل سنة من الآن، وفشل بفعل تصميم الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد على الرد على أي عدوان خارجي يستهدف الأراضي السورية، وأشار إلى أن تضخيم خطر داعش إلى هذا الحد هو لتسهيل التدخل الأمريكي المباشر على خط الصراع الدائر في المنطقة، بين محور المقاومة، والمحور الذي ترعاه هي بنفسها بأدواتها من إسرائيل وتركيا إلى الممالك الخليجية وغيرها من الدول التابعة للركب الآمريكي.