موسكو تعلن رفضها إضفاء غطاء قانوني على أعمال "التحالف" لاريجاني: مواجهة الإرهاب والصهيونية من أهم أولويات العالم الإسلامي
اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنه سيكون من الخطأ في المرحلة الراهنة اتخاذ مجلس الأمن الدولي قراراً يضفي “غطاء قانونياً دولياً” على أعمال الولايات المتحدة وحلفائها أحادية الجانب، بعد أن بدأتها ضد إرهابيي تنظيم داعش في سورية والعراق، منتقداً قيام الطيران الأمريكي بشن ضربات جوية على أراضي سورية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي أو موافقة الحكومة السورية.
وقال تشوركين في تصريح له أمس: إن الولايات المتحدة انتهكت سيادة سورية، دون أن تحصل على موافقة الحكومة السورية أو تفويض من مجلس الأمن على القيام بمثل هذه العملية، وهذا أمر غير طبيعي، وأضاف: إن واشنطن أبلغت دمشق قبل عدة ساعات من بدء الضربات الجوية عن نواياها ووعدت بعدم ضرب مواقع القوات الحكومية، ولكن سيكون من المستغرب أن تثق دمشق بالكامل بمثل هذه الوعود.
وأكد على أن الحديث عن قرار لمجلس الأمن حول القيام بعملية برية ضد داعش ليس مناسباً الآن نظراً لعدم وجود مثل هذه المخططات لدى واشنطن، ولموقفي حكومتي سورية والعراق السلبيين حيال ذلك الاحتمال، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقول الآن: إنها لا تعتزم تنفيذ عملية برية في سورية أو العراق، وتقول الحكومة العراقية: إنها لا تريد إدخال قوى أجنبية برية إلى أراضيها، ومن الطبيعي أن يكون موقف القيادة السورية سلبياً إزاء ذلك أيضاً، ولذلك فمن غير المناسب الحديث عن قرار لمجلس الأمن حول ذلك.
ولفت مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى عدم وجود دلائل على تدمير قدرات داعش من خلال الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرون في الأراضي السورية والعراقية.
وأكد أيغور ايفانوف رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية، في وقت سابق، أنه لا يمكن التخلص من التطرف والإرهاب الذي تدعى الولايات المتحدة محاربته في المنطقة دون مشاركة سورية وإيران وروسيا.
ويأتي حديث مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في وقت شدد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن مكافحة الإرهاب تقتضي احترام السيادة الوطنية للدول، مشدداً على أن القيام بأي إجراءات في دول من دون التنسيق معها يؤدي إلى “زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”، ودعا خلال اتصال هاتفي تلقاه من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني رؤساء وقادة الدول الإقليمية إلى التنسيق والتعاون عبر إجراءات إقليمية لمكافحة ظاهرة الإرهاب وجرائم الإرهابيين الوحشية، معرباً عن قلق بلاده العميق من ممارسات هؤلاء الإرهابيين وجرائمهم الوحشية المفرطة، قائلاً: يجب أن نبذل جهودنا لوقف إراقة الدماء بين المسلمين، وخاصة في الأشهر الحرم وفي مثل هذه الأيام المباركة، لأن المنطقة تمر بمرحلة حرجة، وينبغي على كل دول المنطقة اجتياز هذه المرحلة من خلال بذل الجهود لإعادة الأمن والاستقرار إلى شعوبها.
وكان الرئيس الإيراني أكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والستين أن الأخطاء الاستراتيجية للغرب تجاه الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز حوّلتها إلى ملاذ للإرهابيين والمتطرفين.
من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن مواجهة الإرهاب والصهيونية من أهم أولويات العالم الإسلامي، وقال في برقية تهنئة وجهها إلى نظرائه في دول العالم الإسلامي بمناسبة عيد الأضحى المبارك: إن الصهيونية والإرهاب يجسدان اليوم الشيطان والكراهية في العالم، مشدداً على أن مواجهة الصهيونية والإرهاب هي مواجهة الظلم، الذي يعتبر قضية العالم الإسلامي الأولى.
ودعا لاريجاني العالم الإسلامي إلى تعميق أواصر الوحدة والأخوة فيما بينهم من أجل القضاء على أعدائهم والوصول إلى المزيد من الرفعة والاقتدار، والذي يبشر بذلك هو الانتصار الأخير الذي سجله الشعب الفلسطيني خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وفي بيروت، أكد رئيس حركة الشعب اللبنانية نجاح واكيم أن سورية ستنتصر على الحرب التي تشنها عليها قوى عالمية وعربية، مشيراً إلى أن قطر وتركيا والسعودية ودولاً أخرى ترعى الإرهاب وتموّله وتدعمه في سورية والعراق بهدف إسقاط سورية والمقاومة، وأشار في حديث تلفزيوني إلى أن سورية تواجه الإرهابيين على الأرض السورية، وقال: إن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لن ينجح في مهمته إلا بالتنسيق والتعاون مع سورية صاحبة المصلحة الحقيقية في محاربة الإرهاب والقادرة على تقديم معلومات أمنية حول الكثير من السوريين في لبنان تستفيد منها البلاد في محاربة الإرهاب.
وأكد واكيم حصول تنسيق وتعاون بين سورية ولبنان في مجال محاربة الإرهاب، وخاصة أن الإرهابيين يتواجدون الآن في جرود عرسال القريبة من الحدود السورية، مشدداً على أنه من أبسط البديهيات أن يحصل تنسيق عسكري وسياسي بين السلطتين اللبنانية والسورية.