القيادتان القطرية والقومية للحزب: نستلهم روح تشرين في المعركة ضد الإرهاب
> حرب تشرين أعلنت بداية عصر المقاومة فعلاً والتزاماً وثقافة ونهج حياة
تطل الذكرى الحادية والأربعون لحرب تشرين التحرير، ولا تزال دماء شهدائنا الطاهرة تعطر تراب الوطن كل يوم، مثبتة للعالم أجمع أن روح تشرين المتجلية بالمقاومة والوحدة والتلاحم بين الشعب والجيش والقيادة ستبقى لأنها تعطينا القدرة على دعم مواقفنا في المعركة ضد الإرهاب، لتكون نقطة مضيئة ومحطة مهمة كما كانت معركة تشرين.
وبهذه المناسبة قالت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في بيان صدر أمس: إن حرب تشرين كانت مفصلاً نوعياً في سيرورتها بقيادة القائد التاريخي حافظ الأسد، باني سورية المعاصرة وواضع أسس نهضتها، فلقد فتحت تلك الحرب آفاقاً رحبة لانتقال القوى الوطنية والقومية العربية إلى مرحلة الفعل وامتلاك القدرة على التعامل مع التطورات بروح كفاحية عالية، وهذه الروح واحدة من أهم شيم النفس العربية عبر مراحل التاريخ مذ كان للإنسان تاريخ في هذه المنطقة.
وأضافت القيادة القطرية: ليس من الممكن في هذه العجالة عرض معاني تلك الحرب ومعالمها وآثارها لا سيما أن ذلك معروف باعتباره ركناً من أركان الوعي الوطني والقومي لدى جميع أبناء الشعب العربي السوري وكل أبناء الأمة العربية المتمسكين بعروبتهم ومجد أمتهم، ومن أهم مفاعيل هذه الحرب ونتائجها إعلان بداية عصر المقاومة فعلاً والتزاماً وثقافة ونهج حياة، وهو ما أدى إلى انتصارات عام 2000 و 2006 و 2009 التي أكدت روح تشرين وإرادة العرب القوية في التحرير واستعادة الكرامة القومية التي كانت عنوانهم الناصع بين أمم الأرض في مراحل التاريخ المتعاقبة، وما يؤكد أهمية هذه الانتصارات وانطلاقها من الإرادة العربية الناجزة هو أنها جاءت في مرحلة القطب الواحد وفقدان التوازن الدولي ووقوع العالم كله فريسة خطط الهيمنة المنفلتة من عقالها، وهذا كله يشير إلى أن الإرادة الحرة للشعوب أكثر أهمية من التوازنات على الرغم من أن التوازن الدولي يعد بيئة أفضل لحركة الانعتاق والتحرر العربية والعالمية.
وتابعت القيادة القطرية: إن عصر تشرين وظهور المقاومة والإنجازات التي حققتها دفعت بأعداء الأمة إلى الشعور بأن العملاق العربي بدأ يستيقظ فرفعوا مستوى المواجهة مع قوى العروبة والمقاومة إلى الدرجة القصوى حيث أسقطوا مصر في شرك كامب ديفيد، وقاموا باحتلال العراق والقضاء على طاقاته وقدراته ثم جندوا الإرهاب والرجعية العميلة والأموال والإعلام والمرتزقة والمقاطعة وكل ضروب العدوان لضرب سورية باعتبارها الحصن الباقي ليقظة العرب المعاصرة..
وختمت القيادة بيانها قائلة: ثلاث سنوات ونصف مضت على عدوانهم متعدد الوسائل والقوى أكدت من جديد معدن الشعب العربي السوري وإرادته وطبيعته المستندة إلى تقاليد كفاحية وكرامة وعنفوان لا يمكن قهرهما، فعناصر القوة متكاملة في سورية حيث يتلاحم الشعب مع الجيش بقيادة رمز الكفاح العربي المعاصر القائد بشار الأسد، وقواتنا المسلحة الباسلة تخوض هذه المعركة الفاصلة التي لا يجوز فيها إلا النصر، ولا يمكن فيها إلا النصر.
وأضافت إن حزب البعث العربي الاشتراكي ، إذ يتوجه في هذه المناسبة بالتحية والإجلال إلى أرواح شهداء تشرين وما بعد تشرين يؤكد أن النصر آت، وقد بدت ملامحه تتعاظم في الأفق، فسورية العروبة انتصرت في معاركها ضد الاحتلال العثماني والفرنسي ومستمرة في مقاومتها للكيان الصهيوني، وهي لا شك منتصرة في حربها ضد الإرهاب وداعميه.
الى ذلك أكدت القيادة القومية للحزب أن حرب تشرين تمر هذا العام في الوقت الذي تخوض فيه سورية معركة حاسمة هي الأخطر منذ بداية القرن الحالي، ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة والإرهاب التكفيري ، الذي يستهدف سورية العربية بشعبها وكيانها ودورها، وإخراجها من دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني، ثم تصفية القضية الفلسطينية خدمة للمخطط الغربي والصهيوني الذي يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية بأرضها وإنسانها وثرواتها، كما يستهدف البعث كحركة قومية عربية تناضل من أجل مجتمع عربي حر وموحد تسوده العدالة والمساواة.
كما تمر هذه الذكرى في وقت تمضي فيه سورية بكل حزم بحربها ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله، معلنة وقوفها إلى جانب أي جهد دولي صادق يصب في مكافحة الإرهاب ومحاربته، على أن يتم ذلك في إطار الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء، واحترام السيادة الوطنية، ووفقاً للمواثيق الدولية، والقرارات الأممية بشأن تجفيف منابع الإرهاب، ووقف دعمه وتمويله، ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى سورية والعراق.
وقالت القيادة القومية في بيانها: لقد أدرك الجميع حقيقة ما أكدته سورية منذ بداية الأزمة قبل ثلاث سنوات ونصف من أن الإرهاب سيرتد على مموليه وداعميه وسينتشر خارج حدودها … وهاهو العالم كله اليوم يؤكد أن مايحصل في سورية هو إرهاب وليس ثورة شعبية كما كان يسوق لها مروجوها عبر إعلامهم المضلل وألاعيبهم وترويجهم للأكاذيب خدمة لمصالح الكيان الصهيوني وهيمنته على المنطقة، وأصبحت الصورة أكثر وضوحاً لدى كثير من الدول العربية والإقليمية والدولية لما تتعرض له سورية والعراق، الأمر الذي يتطلب ضرورة التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه وتعزيز العلاقات بين الدول لمواجهة هذه الآفة الخطيرة.
وتابع البيان: إن مكافحة الإرهاب اليوم تقتضي التوقف مباشرة عن دعم وتمويل وتسليح وتدريب التنظيمات الإرهابية وتهريبها إلى داخل الأراضي السورية، والتنسيق والتعاون مع الدول المعنية، ومنها الدولة السورية، لا مع من يطلقون عليهم «معارضة معتدلة مسلحة» تمارس القتل بحق السوريين… الأمر الذي يثير الشكوك حول نواياهم ورغباتهم بالحل السياسي في سورية، فكيف يمكن قبول انخراط التحالف المذكور في محاربة الإرهاب ودعوته في الوقت نفسه إلى تدريب مجموعات مسلحة تمهيداً لإدخالها إلى سورية لمواصلة قتال الجيش العربي السوري، وهل يعني ذلك الفعل غير استمرار الأزمة ونسف الحل السياسي من جذوره.
وتابعت القيادة القومية: إن حزب البعث، إذ يؤكد على أهمية التعاون والتنسيق بين الدول لمواجهة ما يتعرض له البلدان الشقيقان سورية والعراق من أعمال إرهابية، إنما يدعو إلى العمل على تجفيف منابع الدعم للإرهابيين بالمال والسلاح… دون مساومة على أمن سورية ومصالح شعبها وأمتها… كما يؤكد على الإرادة الصلبة لشعبنا وتمسكه بالثوابت الوطنية والقومية وعدم التنازل أو التفريط بالأرض والحقوق… وإذكاء روح تشرين وعدم التخلي عنها…
وأضاف البيان :مثلما سجل الجيش العربي السوري بطولات وانتصارات بدمائه الزكية في حرب تشرين التحريرية، ها هو اليوم يسطر بطولات وملاحم وانتصارات جديدة تشكل امتداداً لانتصاراته في حرب تشرين على العدو الصهيوني بفضل وعي الشعب السوري وتماسكه وتلاحمه مع قيادته الحكيمة والشجاعة في معارك ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة، فالانتصار الحقيقي يبدأ كما يقول الرفيق الأمين القطري للحزب رئيس الجمهورية : “من خلال توحيد المجتمع … لأن وحدة هذا المجتمع هي التي ستعطي القوات المسلحة العامل الأكبر لتحقيق الانتصار بأسرع وقت ممكن..”
وختمت بيانها بالقول: سيبقى جيش تشرين …جيش سورية شامخاً في وجه أعدائه… شريكاً في مقاومة كل احتلال ومواجهة كل عدوان… وستبقى روح تشرين متجلية في المقاومة والتضامن والوحدة والتلاحم بين الجيش والشعب… وستبقى روح تشرين النضالية، ولن نتخلى عنها لأنها تعطينا القدرة على دعم موقفنا في خوض معركة محاربة الإرهاب، كما خضنا معركة تشرين التحريرية التي شكلت نقطة مضيئة ومحطة مهمة من محطات المجد في تاريخ الشعوب المناضلة المناهضة للاستعمار.
أهلنا في الجولان يجددون عهد الوفاء للوطن:
فجر النصر وتحرير الجولان آت لا محالة
جدد أهلنا في الجولان المحتل عهد الوفاء للوطن الأم سورية، والوقوف في خندق الدفاع عن الوطن في مواجهة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير كامل تراب أرض الجولان المحتل.
وأعرب أبناء الجولان السوري المحتل في بيان لهم بمناسبة عيد الأضحى وذكرى حرب تشرين التحريرية عن الثقة بأن فجر النصر وتحرير الجولان آت لا محالة بهمة الجيش العربي السوري وقيادته الحكيمة، مجددين الوقوف خلف القيادة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد، وجاء في البيان: قريباً سيرفرف العلم العربي السوري فوق كل ذرة تراب من تراب الجولان الطاهر.