الإرهاب لا يبعد سوى كيلومترات عن بيروت.. و"النأي بالنفس" تثبت فشلها لبنان يحصد ما زرعه "المستقبل".. خلايا نائمة تؤسس لـ"إمارة تكفيرية" في عرسال
تتحرّك خلايا إرهابية في لبنان، بالتنسيق مع الخارج لإغراق البلد في شلال دم، وبين الحين والآخر ترد الأخبار عن مداهمات يقوم بها الجيش اللبناني في عدة مناطق من لبنان، وتوقيف أعداد كبيرة من المشتبه بهم، لكن الإرهاب تغلغل إلى الداخل اللبناني، بعد التراخي المقصود والتواطؤ أيضاً من قبل جهات لبنانية تنتمي إلى تيار “المستقبل” أو محسوبة عليه، تحت شعار “النأي بالنفس”، ليبقى على عاتق الجيش اللبناني مهمة تنظيف البلاد من البؤر التي أدخلها عديمو الوطنية إلى البلاد لتنفيذ غايات دنيئة.
والمعطيات عن تحركات للخلايا الإرهابية كثيرة، من عكار إلى جرود عرسال وصولاً إلى البقاع الغربي، بالإضافة إلى وجود خلايا نائمة في عدد من مخيمات النازحين السوريين، وكذلك ما كشفته التحقيقات مع العناصر الإرهابية الموقوفة.
وكانت مصادر كشفت قبل شهر أن التحقيقات مع العناصر الإرهابية التي جرى توقيفها خلال اعتدائها على عرسال وما بعدها، وبالأخص التحقيقات مع الإرهابي عماد جمعة، أشارت إلى خطة جهنمية كانت تريد التنظيمات الإرهابية تنفيذها في منطقة البقاع الشمالي، بحيث جرى وضع تفاصيل هذه الخطة بين هذه التنظيمات المتطرفة، وتحديداً بين “داعش” و”جبهة النصرة”، وتقضي هذه الخطة بالدخول عسكرياً إلى حدود عشر قرى، بينها رأس بعلبك والفاكهة والجديدة واللبوة والنبي عثمان وقرى أخرى عبر بلدة عرسال.
ولطرابلس حصتها مع الإرهاب، حيث كشفت المصادر حينها أن الموقوف عمر بكري فستق اعترف في التحقيقات معه، أنه كان يعد لإقامة “إمارة تكفيرية” في طرابلس، وأنه كان أنجز الكثير من الاستعدادات مع الخلايا المسلحة الإرهابية استعداداً لساعة الصفر، وأنه كان أيضاً على تواصل في سبيل تحقيق هذا الأمر مع رؤوس إرهابية كبيرة في مخيم عين الحلوة وغيره.
وأمس لفت عضو كتلة “التنمية والتحرير”، النائب ياسين جابر إلى أن “الإرهاب بات لا يبعد سوى كيلومترات عن بيروت، وهو يحاول أن يؤسس لإمارة تكفيرية في عرسال، على غرار ما جرى في الرقة والموصل، لذا نضم صوتنا إلى كل الأصوات التي دقت ناقوس الخطر، وعلى رأس هؤلاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وحول الاعتداء الإسرائيلي على موقع للجيش اللبناني رأى جابر أن “إسرائيل ومن خلال اعتدائها على نقطة للجيش اللبناني في السدانة في خراج شبعا وجرحها جنديين للجيش، إنما يؤكد أن العدو الإسرائيلي لا يزال يضع لبنان في دائرة عدوانه المستمر على وطننا بكافة الأشكال والأساليب البرية والجوية وانتهاك السيادة اللبنانية”.
وأشار جابر إلى أن “هذا ما يدعونا مرة أخرى للتأكيد على دور الجيش الوطني في حماية الحدود الجنوبية، ما يستدعي من الجميع الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، وعدم التصويب عليها أو النيل منها أو التشكيك بها، لأنها صمام الأمان لهذا الوطن”.
من جهته حذر رئيس التجمع الشعبى العكاري، النائب السابق وجيه البعريني، من الخلايا النائمة التي تتحرك من حين إلى آخر، وخصوصاً في ظل التطورات التي تشهدها الجهة الشرقية للحدود مع سورية، وشدد على أن الواقع الحالي يضع سائر المسؤولين الرسميين والقوى السياسية أمام وقائع تملي التعامل معها بواقع استنفار سياسي وأمني وعسكري، تحسباً لكل احتمالات تجدد المواجهات أو تمددها، لأن كل ما يجري على الساحة اللبنانية مرتبط بغليان الوقائع العسكرية الجارية مع سورية والعراق، وكل ذلك من ضمن مخطط أميركي-صهيوني لتقسيم المنطقة، وخلق منطقة شرق أوسط جديد في ظل وجود أطماع لتركيا وإسرائيل في التمدد داخل الأراضي السورية وإيجاد منطقة عازلة.
وحذّر من أن ما جرى من اعتداء على مواقع حزب الله في بريتال، قد يتكرر من الإرهابيين، وذلك مع إحكام إجراءات الجيش بالفصل بين بلدة عرسال والمنطقة الجبلية، وسد منافذ التموين الغذائي والاستشفائي مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكد النائب اللبناني حسن فضل الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، أن المقاومة المتيقظة في الليل والنهار أحبطت مخطط الجماعات التكفيرية، باستهداف قرى وبلدات البقاع شمال شرق لبنان، وأثبتت مرة أخرى أنها درع الوطن وجاهزة دائماً لإلحاق الهزيمة بأي معتدٍ يحاول استهداف لبنان، سواء كان على الحدود الجنوبية أو الحدود الشمالية، وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة تبنين الجنوبية: إن الاعتداء على بعض النقاط في الجرود البقاعية هو جزء من العدوان التكفيري على لبنان، والذي يتخذ أشكالاً متنوعة من إرسال السيارات المفخخة وزرع العبوات واستهداف الجيش وخطف العسكريين، وذلك كله من أجل ضرب دعائم الدولة وتفكيك جغرافية الوطن، ليسهل على الجماعات التكفيرية إقامة إماراتها على الأراضي اللبنانية.