تظاهرات الغضب ضد سياسة أردوغان الداعمـــة للإرهاب تصــل بيـروت
دعوات مكافحة الإرهاب لم تشفع لأهالي عين العرب بعد أن تمّت محاصرتهم منذ ثلاثة أسابيع من كل الجهات باستثناء طريق واحد، هو الطريق المؤدي إلى تركيا، التي تحوّلت إلى راعٍ رسمي للإرهاب في المنطقة باعتراف العديد من المهتمين بمن فيهم “أصدقاء” تركيا نفسها، واعتذارات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن المتخبط برؤاه وتصوراته والمتضارب في توجهاته واهتماماته مع رؤى “السلطان” رجب طيب أردوغان في مفاصل مهمة، لا يمكن لها أن تنفي عن تركيا صفة الداعم الإقليمي للإرهاب.
العلاقات الوطيدة التي جمعت بين “الدواعش” وسلطانهم في أنقرة، جعل العالم كله يغص بالمظاهرات تنديداً بأعمال “الدواعش” المدعومين من حكومة العدالة والتنمية في عين العرب، حيث شهدت العاصمة اللبنانية بيروت أمس تظاهرة حاشدة لمواطنين أكراد، وقال مصدر أمني لبناني: إن التظاهرة انطلقت من أمام الكولا في الشطر الغربي للعاصمة اللبنانية باتجاه مقر الإسكوا وسط بيروت.
وأمام المقر تلي بيان جاء فيه: منذ 15 أيلول وحتى هذه اللحظة، يشن تنظيم داعش هجوماً على عين العرب من دون انقطاع، بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة التي حصل عليها من الحكومة التركية، وتمّ فرض حصار شديد من ثلاث جهات على المدينة أمام أنظار كل العالم والدول، حيث تمّ تشريد الشعب وتهجيره من المدينة والقرى التابعة لها، وتمّ حرق ممتلكات الشعب ونهبها، وما زالت حياة الآلاف من المدنيين في المدينة، بخطر محدق، فاحتمالات حدوث مجزرة بحق الإنسانية قائمة، ورغم ذلك المدينة تقاوم الإرهاب الذي لا مثيل له في المنطقة والعالم، وبالإمكانات الضئيلة.
وأشار البيان إلى أن الدولة التركية قد لعبت دوراً سلبياً، حيث تدعم الجماعات الإرهابية من أجل حماية مصالحها وتستخدم الإرهابيين، وتسهّل عملية تواجد “داعش” في تركيا وتأمين معسكرات تدريبية، بالإضافة إلى معالجة جرحاهم في مستشفياتها وشراء النفط منهم، وأوضح أن الحصار والهجوم على عين العرب ليس مجرد حصار وهجوم على مدينة، بل سيؤدي بتركيا أيضاً إلى مرحلة اضطرابية جديدة طويلة الأمد.
وأوضح البيان أنه يمكن إفشال المخططات والهجمات الإرهابية على المدينة بدعم ومساندة من كل القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم، والضغط على الحكومة التركية من أجل أن تكف يدها عن اعتقال الصحافيين والمدنيين والشباب الذين يريدون الدفاع عن عين العرب، وختم بالقول: “لم يعد أمامنا سوى أن نرفع من وتيرة المقاومة ونحوّل كل مدينة في المنطقة والعالم إلى عين العرب ونسخّر كامل طاقاتنا في سبيل كسر شوكة الإرهاب العالمي داعش، وعلينا أن ندرك حجم الخطر الذي يحيط بنا، لأن الإرهاب يدمر كل شيء، وعلينا أن نتكاتف لضرب هذا الوضع الذي لم يعد السكوت عليه ممكناً وتوحيد جهودنا على مستوى منطقة الشرق الأوسط للتصدي للإرهاب.
هذا وكان عشرات المدنيين في مدن تركية عديدة، منها ديار بكر وماردين وسيرت وباتمان وموش، قتلوا وأصيب العديد بجروح، ولحقت أضرار جسيمة بالممتلكات، نتيجة استخدام قوات أردوغان القوة المفرطة في قمع المحتجين الأكراد ضد سياساته المتماهية مع “الدواعش”، كما وقعت مواجهات في أكبر مدن البلاد خصوصاً اسطنبول وأنقرة، وتدخلت الشرطة مستخدمة قنابل مسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المؤيدين للأكراد.
في الأثناء، أكد مسؤولون أتراك أن الحكومة التركية وافقت على تدريب نحو ألفي إرهابي على الأراضي التركية في إطار البرنامج الأمريكي لتدريب وتسليح ما يسمى “المعارضة المعتدلة”، وقال مسؤول تركي: “إن جهاز الاستخبارات التركي إم إي تي سوف يستخدم قواعد بيانات خاصة به لاختيار نحو ألفي مقاتل لتدريبهم في تركيا، حيث سيتم تقسيمهم إلى مجموعات تضم كل منها 400 شخص”.
وبحسب مراقبين فإن ما سمي بضغوط أمريكية على تركيا للمساهمة في دعم التحالف الذي تقوده واشنطن تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي لم تكن سوى لعبة إعلامية تمخضت فقط عن مباركة أمريكية لما قامت به تركيا عبر نحو أربع سنوات لدعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية وتقديم الدعم والتدريب والتسليح والتمويل لها.