أردوغان يحوّل تركيا إلى دولة بوليـسـية ويمنـح شـرطـتـه حـق قـتل المتظاهرين
أردوغان، حليف “داعش” السري، والذي يسعى إلى تحويل بلاده إلى “خلافة جمهورية”، يلعب دور “أمير حرب إبادة ضد الأكراد”، ومفجّر العنف البوليسي ضد الديمقراطية، لكنه ليس لاعباً بالمعنى الحقيقي، الذي تعنيه السياسة، ولذلك يدخل متاهة “لعبة الأمم” بكل ما أوتي من “عنجهية عثمانية”، لكنه ينسى أنه يدخل تركيا في حقل ألغام، سيدفع ثمنه الشعب التركي أمنياً واقتصادياً وسياسياً.
فسياسات أردوغان، فيما يتعلق بالإرهاب والهجمات الإرهابية التي تتعرض لها مدينة عين العرب السورية، تهدد بتقسيم تركيا، وجرها إلى “حرب طائفية”، وفق ما يؤكد مراقبون، وأضافوا: إن مواقف أردوغان تهدد بإقحام بلاده في أزمة، ودفن مبادرته الأولى بتحقيق السلام مع الأقلية الكردية في تركيا إلى الأبد.
وفيما تتواصل المظاهرات الشعبية في مختلف المدن التركية، احتجاجاً على دعم حكومة أردوغان لتنظيم “داعش” الإرهابي، تقدّمت حكومته بمشروع قانون بوليسي إلى البرلمان، يجيز لها الإمعان في قتل المتظاهرين، بعد أن قتلت أكثر من 30 متظاهراً خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وقال نائب رئيس الوزراء بولنت ارينج: إن القانون الجديد “سيمنح مزيداً من الصلاحيات للشرطة”، كما سيمنحها “مزيداً من الحرية لاستخدام أدوات وإجراءات جديدة”!.
وانتقد أعضاء البرلمان المعارضون الإجراءات الجديدة، وقالوا: إنها ستحوّل تركيا إلى دولة بوليسية، وصرح إدريس بالوكن، من حزب الشعب الديمقراطي، “إن هذا يشبه صب البنزين على النار.. في الوقت الذي تقتل فيه الشرطة أعداداً كبيرة من الأطفال في الشوارع”، وأضاف: “من الآن فصاعداً ستستخدم الشرطة ليس فقط الدروع ولكن كذلك البنادق بعد منحها تخويلاً بالقتل”.
وقال أوزكان ينجيري النائب في حزب العمل الوطني: إن “الشرطة ستفعل ما يحلو لها كما لو كانت حالة الطوارئ قد فرضت على البلاد. وستصبح تركيا دولة بوليسية”.
يأتي ذلك فيما اعتقلت شرطة نظام أردوغان أمس 23 شخصاً بعد مداهمات لمنازل المواطنين في أربع مدن تركية، على خلفية المظاهرات الاحتجاجية التي نظمت للتنديد بدعم الحكومة التركية لتنظيم “داعش” الإرهابي والتستر على جرائمه في مدينة عين العرب، فيما استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق الشباب المتظاهرين في بلدة يوكسك أوفا.
في الأثناء، دعت الرئاسة المشتركة للجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني في تركيا الشعب إلى النزول للشوارع والتمرد بعد انتهاء المدة التي أمهلها عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني لحكومة حزب العدالة والتنمية لاتخاذ الخطوات اللازمة في إطار عملية الحل، وللتنديد بالتعديلات القانونية التي تستعد حكومة حزب العدالة والتنمية لإجرائها ضد أحداث العنف التي ترتكبها الشرطة التركية ضد المتظاهرين المنددين بدعم أردوغان لتنظيم “داعش” والتستر على جرائمه.
وشددت المنظومة في دعوتها على ضرورة احتجاج جميع شرائح المجتمع التركي وعلى رأسها القوى السياسية الديمقراطية ضد التعديل القانوني الجديد ومقاومة حملات الاعتقال التي ستنفذها الدولة التركية بقرار حكومة حزب العدالة والتنمية والتصدي لها والرد على كل حملة اعتقال عبر تصعيد الانتفاضة.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة يورت التركية أن السلطات التركية تقوم بترحيل سكان مدينة عين العرب الذين نزحوا جراء اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا بذريعة انتمائهم إلى قوات الدفاع الشعبية الكردية، وأضافت: إن السلطات التركية أبعدت 63 شخصاً وأرسلتهم إلى مدينة عين العرب، بينما مازالت تحتجز 182 شخصاً بذريعة انتمائهم إلى قوات الدفاع الشعبية الكردية.
وقال فيصل ساري يلدز النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض: إن 245 شخصاً من سكان مدينة عين العرب هربوا من اعتداءات داعش، يُحتجزون في صالة رياضية ببلدة سروج التابعة لمحافظة أورفا منذ 8 أيام بذريعة انتمائهم إلى قوات الدفاع الشعبية، مبيناً أن هؤلاء المحتجزين مدنيون هربوا من اعتداءات داعش الوحشية، وبينهم الأطفال والشيوخ، ولا علاقة لهم بقوات الدفاع الشعبية، ولفت إلى وجود مصابين بين المحتجزين، حيث تعاملهم السلطات التركية بوحشية، مشيراً إلى أن غالبية المتجزين أضربوا عن الطعام للتعبير عن ردة فعلهم ضد احتجازهم وتوقيفهم.
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي يتلقى مساعدات وتسهيلات كبيرة من حكومة حزب العدالة والتنمية، التي حوّلت أراضي تركيا إلى مقر وممر لعبور التنظيمات الإرهابية المسلحة إلى سورية، وقدّمت لهم الدعم العسكري واللوجستي، الأمر الذي تسبب بمظاهرات عارمة في الشارع التركي قابلتها قوات أمن أردوغان بالقمع الوحشي الذي أسفر عن مقتل عشرات المتظاهرين.