رغم وقوعهم بين قنابل "داعش" المحرمة دولياً.. وفاشية أردوغان أهـالـي عـيـن الـعـرب يتمكنون من صـد هـجوم إرهابي جديد
تعد هزيمة تركيا في معركة مجلس الأمن للحصول على مقعد غير دائم بالمجلس “ضربة قاضية وصفعة جديدة” للنظام التركي وللطاغية الإخواني رجب طيب أردوغان، الذي يقود بلاده إلى عزلة دولية بسبب تدخله بشؤون الدول الأخرى ودعمه للإرهاب المتمثل بتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” و”الإخوان المسلمين”، إيواء وتسليحاً، لتخريب الدول العربية، و”رسالة تحذير” إلى مجرم الحرب أردوغان، مفادها أنه لن يستطيع الاستمرار في اللعبة المزدوجة، بأن يدعي الديمقراطية ثمّ يدعم أبرز الجماعات دموية.
موقف نظام أردوغان الفاشي من أحداث عين العرب السورية فضح سياسة تركيا، وحوّل خريف أردوغان، والذي حاول تأسيس زعامة وهمية في منطقة الشرق الأوسط على حساب أمن واستقرار دول المنطقة، إلى خريف السياسة التركية بأكملها، إذ إن أردوغان، والذي يعد من أهم أدوات أمريكا لتنفيذ مخططات داعش في المنطقة، حوّل قصور الحكم إلى “أوكار للدبابير” للتآمر على الأمة الإسلامية وشعوب المنطقة، وإغراقها في فوضى عارمة، خاصة سورية باعتبارها الدولة العربية الوحيدة المقاومة في المنطقة، ما أدى لتغيّر المزاج الدولي ضد سياسات أردوغان، ومثّل فشل تركيا في الحصول على عضوية مجلس الأمن الدولي ضربة قاصمة في عرش “الدولة العثمانية”، ليصبح هذا الفشل أول مسمار يدق في نعش أردوغان، وجرس إنذار بانهيار الدولة العثمانية.
بالأمس، عرضت قناة آر تي الروسية صوراً من داخل مدينة عين العرب تظهر جانباً من الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي، والذي تجسّد باستخدام القنابل المحرمة دولياً، ومنها الفوسفورية، في استهداف المدنيين.
ومن داخل المدينة عرض مراسل القناة الصور الحصرية التي حصلت عليها القناة، موثقاً جانباً من انتهاكات تنظيم “داعش” الإرهابي بالصور وبشهادات الأهالي، الذين عاشوا هذه المأساة، مؤكداً أن أثر القنابل المحرمة دولياً يظهر جلياً على أجساد الضحايا، ناهيك عن الإعدامات الميدانية وقصف المدنيين المسالمين، لافتاً إلى أن هذا جانب من جرائم عناصر هذا التنظيم الإرهابي بقوله: “وما خفي كان أعظم”.
وقال بارزان عيسو صحفي من عين العرب: إن أقل ما يمكن قوله عن أسلوب عناصر هذا التنظيم أنهم متوحشون بل أكثر من وحوش، مضيفاً: إن عناصر التنظيم عندما دخلوا إحدى القرى وجدوا فيها رجلاً عجوزاً لديه مشكلة عقلية لم تسعفه تقديراته بالهرب فلم يترددوا بذبحه ونشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم هذا الواقع الإنساني المؤلم، ورغم أنف أردوغان وتضييقه الخناق عليهم ودعمه الكبير للتنظيم في محاولاته للسيطرة على المدينة، استطاع أهالي عين العرب دحر تنظيم “داعش” إلى خلف أسوار المدينة الصامدة، وذكرت مصادر محلية أن الأهالي تمكنوا من صد هجوم جديد لعناصر التنظيم الإرهابي من الجهة الشرقية للوصول إلى المعبر الحدودي مع تركيا نفذوه من محورين في محاولة للالتفاف على مواقع المدافعين شمال المدينة، إلا أنه تمّ دحرهم والقضاء على عدد منهم في كمين محكم قرب مبنى البلدية، رغم التعزيزات التي استقدمها التنظيم الإرهابي.
وتمكن أهالي عين العرب من استعادة بعض المواقع من الجهة الشرقية لها، وذكرت مصادر محلية أن أهالي المدينة يقاومون بضراوة إرهابيي تنظيم داعش وخاضوا حرب شوارع عنيفة معهم وتمكنوا من القضاء على 16 إرهابياً منهم خلال الاشتباكات.
إلى ذلك نفذت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ثلاث غارات في عين العرب ومحيطها ما أدى إلى مقتل 15 إرهابياً.
في سياق متصل، تظاهر الآلاف من الطلاب في ساحة كاديكوي في اسطنبول، داعين إلى دعم المدينة، وحمل المتظاهرون لافتاتٍ كتب عليها: “إذا سقطت عين العرب اليوم فإسطنبول ستسقط غداً”.
إلى ذلك حذّرت صحيفة الوطن العمانية من أن هجوم تنظيم داعش الإرهابي على مدينة عين العرب بات مختبراً للمساومات الدولية والإقليمية، معتبرة أن هذا التنظيم هو من أساس اللعبة التي تحرّكها الولايات المتحدة وتتباهى بها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، ولفتت إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم الإرهابي هو أحد اللاعبين الأساسيين، حيث لا يرغب في القضاء على التنظيم بدون تركيا، رغم أنه قادر على ذلك إن أراد، وتركيا تحاول فرض شروطها من خلال ذلك، وهي لا تراقب فقط، كما يقال، بل تشارك من خلال معارك “داعش” وتريد حصتها في كل الحالات.
وأكدت صحيفة جمهوري إسلامي الإيرانية أن “التحالف الدولي”، الذي شكل تحت مسمى محاربة الإرهاب، قد اتضحت مبادئه وأهدافه المتناغمة مع الإرهابيين والداعمة لهم، حيث تعتبر الدول المنضوية تحت راية الائتلاف من أركان القواعد الرئيسية للإرهاب، ووصفت أردوغان بالخائن، ودعت شعوب المنطقة عامة، والشعب التركي خاصة، إلى ضرورة الوقوف في وجهه وتطهير قصر الرئاسة التركي، الذي أصبح وكراً للدبابير يهدد جميع دول المنطقة.
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تواصل الترويج لسياساتها حول حاجة التحالف الذي تقوده لمدة طويلة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي أكدت التقارير الاستخباراتية والوقائع الميدانية أنه صنيعة الاستخبارات الأمريكية والغربية والدول الإقليمية ويحظى بدعمها، وعلى رأسها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ومشيخات وممالك الخليج.