"المشروع الصهيوني وأزمته الراهنة" في ندوة على مدرج "البعث": تعزيز خيار المقاومـة وإحـيـاء الـفـكـر الوحدوي لمواجهة الصهيونية والتطرف
دمشق-فراس بديوي-فراس شهاب:
بالتعاون بين اللجنة العربية السورية لدعم الشعب العربي الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، والمركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي، واتحاد شبيبة الثورة، أقيمت على مدرج دار البعث في دمشق أمس ندوة حوارية بعنوان “المشروع الصهيوني وأزمته الراهنة”، حضرها الرفيق الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والإعلام والثقافة، وحشد من الكتاب والباحثين، وشخصيات سياسية واجتماعية.
وناقشت الندوة، التي أدارها الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث، مرتكزات المشروع الصهيوني وأسسه الدينية وأدواته ومراحل تنفيذه وماهيته وواقعه والأزمات السياسية والاجتماعية التي يعيشها هذا المشروع منذ تأسيسه وحتى الآن، وشدد الرفيق عمران على أن هناك نقاط تقاطع تجمع بين المشروعين الصهيوني والإسلاموي، فكلاهما ينطلقان من التزوير الديني، ويعتبران نفسيهما كيانين بلا حدود، كذلك المشروعان يقومان على أساس سلفي وإرهابي، وكلاهما أيضاً ينهلان من الدعم الأمريكي والبترودولار.
وأكد الرفيق المفتاح في مداخلة له ضرورة تعزيز خيار المقاومة بعد أن أثبت صوابيته على أرض الواقع وإحياء فكرة الوحدة العربية باعتبارهما أساساً لقيام مشروع عربي مضاد للمشروع الصهيوني في المنطقة، لافتاً إلى ضرورة الانتهاء من مرحلة التشخيص والاستعراض لهذا المشروع الاستيطاني الدخيل والانطلاق نحو البحث عن الحلول وطرق المعالجة، وقال: إن المشروع الصهيوني، الذي تعمل عليه إسرائيل اليوم، هو توسعي واستعماري، واستيطاني واحتلالي، لكن علينا ألا ننسى أنه مشروع استطاع الاستثمار في العلم والإعلام وأن يخترقنا من نقاط ضعفنا نحن العرب.
وتعاقب على التحدّث كل من الكاتب العربي الفلسطيني كمال الحصان وأمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة أبو فاخر وأمين فرع القنيطرة لاتحاد شبيبة الثورة باسل حسن ورئيس مكتب الإعداد في فرع دمشق لاتحاد شبيبة الثورة بلال ديب، والذين شددوا على أن العدو الصهيوني هو المستفيد الأكبر من الأزمات المتتالية التي تمر بها المنطقة العربية في ظل التنصل الرسمي العربي من القضية الفلسطينية وحق شعبها بالعودة إلى ديارهم والانخراط في تحالفات وأحلاف تآمرية على الأمة العربية، لافتين إلى دور الجامعة العربية في التغطية على الجرائم الغربية والأمريكية في ليبيا والعراق وتجاهلها المتعمّد لما يتعرض له الشعب السوري اليوم من إرهاب دولي منظم.
وأشاروا إلى العلاقة الوطيدة بين المشروع الإرهابي التكفيري الذي تتعرض له سورية، والمشروع الصهيوني، باعتبارهما أدوات للمشروع الغربي الأكبر في السيطرة على المنطقة العربية وتفتيتها وتقسيمها، وبيّنوا أن المشروع العربي المضاد والمقاوم للمشروع الصهيوني في المنطقة قائم منذ 70 عاماً أو يزيد، ممثلاً بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تبنى القضية الفلسطينية والوحدة العربية منذ التأسيس.