عباس يدعو واشنطن لـ "تدخل سريع".. وأوروبا "تهدد" بلا إجراءات رادعة! 1000 وحدة استيطانية في القدس.. والاحتلال يضيّق الخناق على المقدسيين
في إطار سياساتها الاستيطانية الهادفة لتغيير معالم مدينة القدس المحتلة وفرض واقع ديمغرافي وطبوغرافي جديد أصدرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعليمات لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وبالتسريع في مشاريع البنى التحتية للمستوطنات المقامة في الضفة الغربية.
ويأتي ذلك في محاولة من نتنياهو لإرضاء زعماء المستوطنين للحفاظ على استقرار ائتلافه الحكومي.
وفي أول رد فعل على التعليمات الجديدة قال مصدر دبلوماسي أوروبي: “إن هذه الخطوة قد تسرع في اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين دون الحاجة إلى مفاوضات”.
وفي سياق متصل صعدت قوات الاحتلال إجراءاتها القمعية والتعسفية بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة، وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح الفلسطينية الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني: إن “الاحتلال الإسرائيلي يصعد بشكل منهجي إجراءاته الاستفزازية والقمعية في مدينة القدس المحتلة” معتبراً هذا التصعيد عدواناً جديداً يستهدف الإنسان الفلسطيني ومقدساته ومؤسساته.
وأضاف دلياني: “إن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يحرض قواته القمعية لارتكاب المزيد من الانتهاكات بحقوقنا لرفضنا الخضوع والتسليم بالظلم والاضطهاد الوطني والديني الذي نتعرض له”، موضحاً أن “إيعازه لنشر ألف شرطي وجندي إضافي وتشديد القوانين القمعية هو إمعان في سياسة التصعيد ضدنا رغم فشل هكذا سياسات وإجراءات في السابق”.
وحذر دلياني من أن النية المعلنة لوزير الاستيطان الإسرائيلي أوري ارئيل للسكن في إحدى البؤر الاستيطانية الاستعمارية غير الشرعية في سلوان بمحاذاة الحرم القدسي الشريف سوف تزيد من حدة الأوضاع في المدينة المحتلة، محمّلاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن انفجار الأوضاع في القدس، واحتمالية انتقالها لباقي أنحاء الضفة الغربية نتيجة سياسة الاستيطان الاستعماري ومحاولات تهويد الضفة الغربية وعلى رأسها القدس والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا في رسالة عاجلة وجهها الى الإدارة الأمريكية بالتدخل السريع لوقف التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس الشرقية، وخاصة اقتحامات المستوطنين والمتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، وحذر في رسالته من خطورة الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى التقسيم الزماني والمكاني للأماكن المقدسة، بحيث إن استمرار ذلك سيؤدي إلى انفجار أوسع لا يمكن السيطرة عليه، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير.
إلى ذلك حذر مسؤولون فلسطينيون من خطورة التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد مدينة القدس المحتلة وأهلها وأماكنها المقدسة على الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام، مؤكدين ضرورة مواجهة هذا التصعيد بمختلف السبل، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن “هذه الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة تجعل من قرار الذهاب إلى المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي قضية ضرورية وملحة وخلال وقت قريب جداً”.
إلى ذلك جدد المستوطنون، أمس، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة بمجموعات متتالية، وبحراسة من شرطة الاحتلال الخاصة، وأفادت مصادر محلية أن هذه المجموعات تنفذ جولات وسط حركات استفزازية في باحات ومرافق المسجد المبارك.