15 ألف دونم من غابات مصياف والغاب تعرضت للاعتداء تدمير كامل للبيئة وقطع جائر لأشجارها واختلال في توازنها
بأسلوب درامي تراجيدي يماثل روايات الألغاز، تحوّلت غاباتنا إلى خبر كان في العديد من مواقعها، وما تمت زراعته قبل عشرين سنة أو في مطلع السبعينات غدا اليوم أثراً بعد عين على طول طريق مصياف -وادي العيون، وبات أكثر تصحراً من التصحر ذاته وتحديداً في الموقع المسمى (حير عباس)، وأصبح أشبه بالأرض التي يجري تحضيرها لزراعة البطيخ أو الشمندر.
في غفلة من الحراس ونواطير الغابة، أقدم اللصوص على حرق عشرات الآلاف من الأشجار، لتبدأ بعدها عملية الاحتطاب والقطع و الإقصاء من على وجه الأرض ومسحها تماماً.
ما جرى لغابات وحراج منطقة مصياف، تكرر بالسيناريو ذاته وبعرض مسرحي على حلقات في غابات منطقة الغاب، حيث لا يكاد عمال إطفاء الحرائق في “زراعة الغاب” يخمدون حريقاً هنا حتى يشتعل حريق جديد في موقع آخر، بل وصلت الأمور لدرجة لعبة القط والفأر، كما ذكر في حينها مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس غازي العزي، أي بين كر وفر؟!.
ولعلّ جولة واحدة إلى غابات وحراج هاتين المنطقتين، أي مصياف والغاب، تكفي لمشاهدة المأساة التي لحقت بغاباتنا وحجم الدمار البيئي والخراب الذي لحق بثروتنا الحراجية.
قد يكون ضبط حماية الغابات غاية في الصعوبة أحياناً، ولاسيما لجهة الحرائق، إذ لا يحتاج حريق آلاف الهكتارات سوى لعود ثقاب أو ولعة قداحة ومن ثم الفرار والهرب، أما الاحتطاب فقد دفعت الحاجة وارتفاع سعر المازوت المواطنين إلى قطع الأشجار للتدفئة حيناً والمتاجرة بها حيناً آخر. وكم المشهد محزن عندما تشاهد أكوام الحطب لتقدّر عمر الأشجار المقطوعة ولتدرك حجم التخريب لكل مكونات البيئة والإخلال بتوازنها، فالصيادون يلاحقون الطيور والحيوانات البرية لاصطيادها والحطابون يعتدون على الأشجار!.
في الوقت الذي تنصّ فيه القوانين على حماية الحياة البرية بكل مكوناتها الطبيعية، الحراجية والحيوانية، يعتبر مناصرو البيئة وما أكثرهم بأن من يعتدي على مقوماتها، جماعة قتلة، يعتدون على الطبيعة والجمال من أجل إشباع رغبات هنا ونزوات هناك.
وإذا أردنا أن نتحدث بلغة الأرقام، فلا بد من الإشارة إلى أن أكثر من 15 ألف دونم من الغابات قد تمّ الاعتداء عليها خلال العام الحالي في كل من مصياف والغاب.
حماة- محمد فرحة