ثقافة

سلوى سعيد نجمة بارقة بقيت أسيرة القدر

أيقونة من أيقونات الفنّ والإبداع ولّدت في القامشلي وانطلقت من مصر فتوهجت وأضاءت واستحوذت على إعجاب الناس فشغلت مكاناً هاماً على صعيد الدراما العربية (المصرية والأردنية) والدراما السورية ، ومما ساعدها حضورها القوي وإتقانها اللغة الفصحى واللهجة المصرية والبدوية إضافة إلى جمالها ، فامتلكت مقومات وأدوات مكّنتها من تقديم الأدوار التراجيدية والكوميدية.
تألقت في السبعينيات في مرحلة ازدهار السينما المصرية فشاركت في أحدعشرَ فيلماً من أشهر أفلام السينما –المصرية –السورية في بعضها جسدت دور البطولة المطلقة ، ارتبطت مع المخرج عاطف سالم بعدة أفلام، فمثلت مع كبار نجوم مصر مشكّلة معهم فريقاً فنياً مميزاً على صعيد العمل العربي المشترك ووقفت أمام ناهد شريف وزبيدة ثروت أشهر نجمات مصر آنذاك ، والأمر اللافت أنها مثلت دورالأم وهي شابة فكانت أم زبيدة ثروت في فيلم “الحبّ الحرام” وأم نور الشريف في فيلم “الراعية الحسناء”. تميّز أداؤها بالمزج مابين التراجيديا والكوميديا والجرأة في طرح إشكاليات اجتماعية بدت واضحة في خوضها بعض المشاهد الساخنة.
عادت من مصر إلى سورية لتتألق في مجال الدراما السورية التي حققت فيها حضوراً لافتاً، وقد وجد المخرجون في شخصيتها المميزة مساحة كبيرة لعكس رؤيتهم الإخراجية وتجسيد أفكارهم فعملت مع مؤسسي الدراما السورية المخرج علاء الدين كوكش –غسان جبري – هيثم حقي – محمد فردوس أتاسي، واستمرت بعطائها الفني رغم مرضها فعاصرت المخرجين الجدد وتعاونت مع المخرج حاتم علي ، لكن العمل الذي خلدها في ذاكرة الناس حتى الآن دورها في مسلسل “انتقام الزباء” الذي جسدت فيه دور الملكة زنوبيا، كما نجحت أيضاً في الدراما البدوية وكانت لها تجارب كوميدية أيضاً.
في تاريخ سلوى سعيد الكثير من المحطات الهامة التي ساندت الدراما السورية في طريقها إلى النجاح . وتبقى مثل أية أيقونة تمرّ بمراحل العمر وتدرجات الإبداع ثم التراجع بانتظار النهاية، وفي السنوات الأخيرة من حياتها اعتزلت وابتعدت عن الأضواء إثر إصابتها بمرض القلب في عام 1968 ومن ثمّ تدهورت صحتها إلى أن ماتت إثر مضاعفات عملية القلب المفتوح.
رحلت سلوى سعيد وطُويت صفحتها التي كُتبت بألوان الحبّ والنجاح والفراق والألم والانكساروالمرض لكنها باقية في ذاكرتنا وستبقى في ذاكرة الأجيال القادمة.
ملده شويكاني