التونسيون يطالبون بمقاضاة المرزوقي مرشـحو رئـاسـة يـتـعهدون بإعادة العلاقات مع سورية
أعرب مرشح حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات رئيس المجلس التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر عن خشيته من دخول البلاد في أزمات، إذا انتخب رئيس يتسبب في تفريق التونسيين، في إشارة إلى المرزوقي، وأكد أنه لم يكن راضياً عن قرار قطع العلاقات مع سورية، واصفاً القرار بالمتسرّع، وبأنه لم يقع فيه التشاور والحوار، وكان مسؤولية الحكومة والرئاسة التونسية.
وأشار بن جعفر في تصريح لإذاعة “جوهرة إف. إم” التونسية إلى أنه سيقوم بمراجعة هذا القرار إذا تم انتخابه رئيساً للجمهورية، بالانسجام التام مع الدبلوماسية التونسية.
من جهته أكد محمد فريخة المرشح أيضاً للرئاسة ضرورة إعادة العلاقات بين البلدين خدمة للشعبين السوري والتونسي.
وكان حمودة بن سلامة المرشح للرئاسة أعلن الجمعة في حديث لصحيفة الشروق التونسية أن قطع العلاقات مع سورية كان متسرعاً، لأن هناك جملة من القرارات التي تسبق هذا القرار، مشيراً إلى أن لتونس مصالح في سورية، وهذا يحتم إعادة العلاقات معها في أقرب وقت.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تونس في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وكان الطيب البكوش الأمين العام لحركة نداء تونس، الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، أكد أوائل الشهر الجاري أن حزبه سيعمل على إعادة العلاقات مع سورية فور تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن قطع العلاقات من الأخطاء الدبلوماسية والسياسية الفادحة.
يذكر أن حركة نداء تونس فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة بأغلبية مقاعد البرلمان، وحصلت على 85 مقعداً، متقدّمة على حركة النهضة الإخوانية.
في الأثناء، طالب المرشح للانتخابات الرئاسية مصطفى كمال النابلي بمقاضاة الرئيس المؤقت منصف المرزوقي، لتحريضه على العنف والقتل والفتنة، مشدداً على أن وصفه لمنافسيه بـ”الطواغيت” هي “كلمة ممنهجة وليست زلة لسان”، تهدف إلى استمالة “التكفيريين”، فيما شن رئيس الحركة الدستورية حامد القروي هجوماً لاذعاً على “المؤقت”، لافتاً إلى أن فوزه سيكون كارثة على تونس.
وقال النابلي: إن المرزوقي انتهج خلال حملته الانتخابية خطاباً تضمن فتنة وتحريضاً على العنف والقتل، من خلال وصفه لمنافسيه بأنهم “طواغيت” يمثلون “الإرهاب الذكي”، وشدد على أن “مفردات خطاب المرزوقي هي رسالة موجهة لـ”المجموعات التكفيرية” التي تسانده، مفادها أنه “يشاطرهم نفس الموقف من المرشحين الآخرين”، وطالب النيابة العمومية بضرورة التحرك لمقاضاة المرزوقي، كما طالب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالقيام بدورها لوقف الخطابات السياسية المحرضة على العنف والقتل، مشيراً إلى أن المرزوقي يستعمل مفردات خطاب المجموعات الإرهابية، التي تصف قوات الجيش والأمن بـ”الطاغوت”.
وتأتي المطالبة بمقاضاة المرزوقي، في وقت تصاعدت فيه حالة من السخط السياسي والشعبي على استفحال خطاب الكراهية وتغذية العنف السياسي من طرف مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يفترض أن يكون واعياً بخطورة هكذا خطاب على مشهد سياسي متنوع ومختلف.
وعلى خلاف المرشحين الآخرين، مثل النابلي ومنذر الزنايدي وأحمد نجيب الشابي، فإن المرزوقي استنجد بالجماعات السلفية وبروابط “حماية الثورة” الذراع الميداني لحركة النهضة، ليوهم التونسيين بأنه “محاط بطوق من الأنصار”، وأنه “يحظى بتأييد شعبي” في البلدات والقرى والمدن التي يزورها، رافعاً شعار حملته “ننتصر أو ننتصر”، وهو نفس الشعار الذي رفعه رئيس ساحل العاج، لوران غباغبو، الذي خسر الانتخابات في عام 2010، ورفض مغادرة الحكم إلا بعد تدخل القوة العامة.
وإزاء تصاعد حدة التوتر السياسي الناجمة عن خطاب الكراهية والعنف، شن رئيس الحركة الدستورية حامد القروي هجوماً لاذعاً ضد المرزوقي، واصفاً إياه بالشخص غير العادي، الذي لا يمكن أن يكون رجل دولة، ورئيساً لكل التونسيين، واعتبر أن فوز المرزوقي في الانتخابات الرئاسية سيكون بمثابة الكارثة على تونس.
ويرجح السياسيون أن يجر الخطاب السياسي التحريضي بالمرزوقي إلى هزيمة لم يكن يتوقعها، لافتين إلى أنه سيتعرض إلى عقاب قاس من قبل الناخبين، مثلما عاقبوه في الانتخابات البرلمانية، حيث لم يحصل حزبه سوى على أربعة مقاعد في البرلمان القادم.