الحركة التصحيحية تحوّل نوعي وتاريخي لتحقيق المشروع القومي العربي الـقيـادتـان القـطريـة والقومية: تراكم الحركة الكفاحية للشعب السوري يفسر تصديه الأسطوري لأعتى قوى الإرهاب في التاريخ
تحل الذكرى الرابعة والأربعون للحركة التصحيحية المجيدة، وسورية تتعرض لحرب إرهابية سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، من قبل التحالف الصهيوأمريكي والرجعية العربية والعثمانية الجديدة، والذي يدعم التنظيمات الإرهابية المسلحة التكفيرية بالمال والسلاح، ويشجّعها على ارتكاب المجازر وخلق الفتنة، بهدف تخريب ما بناه السوريون على مدى سنوات، وإضعاف الدولة السورية، واستنزاف طاقاتها وإطالة أمد الأزمة فيها، وتغيير مواقف سورية الوطنية والقومية ونهجها المقاوم خدمة للمشروع الصهيوأمريكي وعملائه في المنطقة، لكن الشعب السوري العظيم، وبالرغم مما يعانيه، متمسك بروح التصحيح ومبادئه، ومصمم أكثر من أي وقت مضى على محاربة الإرهاب التكفيري، وإطلاق عملية البناء والإعمار، وصولاً إلى سورية المتجددة، التي ينشد.
وفي بيان بهذه المناسبة، أكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن الشعب العربي السوري، بقواته المسلحة الباسلة، وجميع فئاته، يواجه اليوم حرباً شرسة تكاتفت فيها قوى الاستعمار الجديد، والهيمنة، والصهيونية، والأتباع المرتزقة من رموز الرجعية العربية والظلامية والإرهاب، موضحة أن الارتزاق السياسي يتحالف في هذه الحرب مع الارتزاق الإرهابي، مستخدماً ما عرفه الجزء المريض من العقل البشري من تكنولوجيا الدمار، والحرب الإعلامية، وجميع الوسائل الوحشية التي تعود إلى وأشباه البشر، وأبشع أنواع القتلة المرتزقة في العالم، موضحة أنه لولا البناء السياسي القائم في سورية التصحيح على التوجه الوطني والقومي، لما كانت هذه الهجمة، التي تنتهك فيها أبسط قواعد السلوك الدولي وحقوق الإنسان والشعوب.
وأكد البيان أن الحركة التصحيحية، التي قادها القائد التاريخي حافظ الأسد، تعتبر تحوّلاً نوعياً وتاريخياً لمصلحة تحقيق المشروع القومي العربي، فسورية في عهد التصحيح مثّلت ظاهرة استقلالية غير خاضعة للمشاريع المعادية للأمة العربية، وقادرة على تكثيف الجهود وطنياً وقومياً وإقليمياً لمواجهتها، فكان العدوان الذي يشن بكل قوة ووحشية على سورية هو محاولة للتوازن مع النزعة الاستقلالية السورية وتجذّرها في تربة الواقع، وأوضح أن الحركة التصحيحية استلهمت نهجها من فكر حزب البعث العربي الاشتراكي ونضاله منذ فجر الاستقلال، ومن تجربة القوى والتيارات الوطنية، في إطار تراكم الحركة الكفاحية للشعب العربي السوري، وهذا يفسر الصمود والتصدي الأسطوري لسورية أمام أعتى قوى الإرهاب في التاريخ طيلة أربع سنوات، كانوا يتوقعون أنها لن تزيد عن أربعة أشهر.
وأضافت القيادة القطرية في بيانها: وما أدهش كل مراقب موضوعي، أن الشعب السوري العظيم، وفي الوقت الذي يواجه فيه الحرب الشرسة عليه قام بتغيير وتطوير بنيوي في نظامه السياسي، وعزّز التوجه الديمقراطي وفق المعايير المعروفة دولياً، ولم يتخذ من الحرب ذريعة لتأجيل الإصلاح، كما تفعل الدول عادة، مبيناً أن هذا الأمر يؤكد قوة الشعب السوري، وإيمانه الحقيقي بالتطوير، الذي ينبع من فلسفة التصحيح، لأن التصحيح معارض للجمود شكلاً ومضموناً.
وجددت القيادة القطرية في بيانها التأكيد على الثقة بالنصر، والمضي في بناء سورية المتطوّرة دائماً بقيادة الرفيق الأمين القطري للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، الذي منحه الشعب ثقته ليقود الوطن في هذه المرحلة الصعبة، ووجّهت التحية لأرواح الشهداء ولبواسل الجيش العربي السوري وللوطن، الذي يمضي نحو تحقيق الانتصار النهائي على المؤامرة.
القيادة القومية
وأكدت القيادة القومية في بيان أن ذكرى الحركة التصحيحية ينبغي أن تكون حافزاً ودافعاً من أجل العمل بصدق وانتماء لهذا الوطن، وتغليب المصالح الوطنية والقومية على المصالح الخاصة، والوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في مواجهته لقوى الشر والإرهاب، حفاظاً على السيادة الوطنية وعلى الانتماء العروبي المقاوم، وأضافت: إن الأحداث التي مرت بها سورية تؤكد أهمية التمسك بخيار الحركة التصحيحية، والتمعن فيها، وقراءة دلالاتها ومعانيها، والعمل خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد على تطوير المجتمع وتحديثه، ومعالجة الثغرات والصعوبات، وتلبية الحاجات الملحة في مختلف المجالات، ومواصلة مسيرة التصحيح المجيد، التي بدأت قبل 44 عاماً، عبر منهجية واضحة.
وقالت القيادة القومية: إن مواجهة التطرف على المستويات التربوية الاجتماعية والعقائدية يجب أن تكون على رأس هذه المنهجية، إضافة إلى تجديد الفكر، وإعمال العقل، ومكافحة الفساد، والتسلح بالفكر العلمي وبالتحليل والقدرة على استخدام المنطق، وإعادة الإعمار، والسير بالمصالحات للخروج من الأزمة، عبر الحوار الوطني بين أبناء سورية، والحل السياسي، الذي يواكبه المضي في محاربة الإرهاب.
وأضاف البيان: إن ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة تأتي وسط أحداث جسام تشهدها سورية والمنطقة العربية، وأعرب عن إدانة الحزب للجرائم الإرهابية التي تستهدف سورية، وجرائم إرهاب الدولة التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا العربي في فلسطين، مؤكدة أن هذه الجرائم الإرهابية لن تزيدنا إلّا إصراراً على مواصلة العمل ومضاعفة الجهود في تحمّل مسؤولياتنا، من أجل حماية سورية وشعبها والمضي في محاربة الإرهاب، وإنقاذ وطننا من براثن الجماعات المرتزقة والمعتدية، وإعادة البناء، والوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري الباسل لتعود سورية كما كانت على الدوام، حاضرة المشرق العربي وقلب العروبة النابض، وحاضنة الفكر القومي المقاوم المتمسك بالحق العربي المدافع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل قضيتنا المركزية.
ورأت القيادة القومية أن سياسة سورية تجذّرت بعد الحركة التصحيحية ببعدها القومي الواسع، وأصبحت القضية الفلسطينية العادلة عنوانها الأول ومنطلقها الأساس في التعامل مع أحداث وقضايا المنطقة والعالم، وقدّمت ولا تزال كل أشكال الدعم والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني وكفاحه لتحرير أرضه ومقدساته واستعادة حقوقه المشروعة، ولن يثنيها أحد عن دعم قوى المقاومة الفلسطينية والعربية الصامدة في وجه الاحتلال الصهيوني، انطلاقاً من ثوابتها القومية، وإدراكاً منها أن الخطر الرئيسي الذي يهدد الأمة والوطن العربي إنما هو المخطط الصهيوأمريكي، الذي لا يقتصر خطره على فلسطين بل يشمل الأمة العربية بأسرها، وأشارت إلى ضرورة عدم السماح لأصحاب الفكر الإرهابي الوهابي المتطرف والمرتزقة بأن ينالوا من سورية، مؤكدة ضرورة المضي في طريق التصحيح لرسم مستقبل الأمة العربية، وتأسيس جيل عربي واع لما يحاك ضده، وقادر على رد العدوان، معربة عن ثقتها بالنصر القادم الذي سيؤسس لمرحلة جديدة من النهوض الوطني والقومي في سورية والوطن العربي.
القطرية الفلسطينية
وجددت القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي التأكيد على أن الحركة التصحيحية جاءت تلبية لمتطلبات ظروف موضوعية استدعت التصحيح في مسار حزب البعث والثورة، والحاجة للارتقاء بأدائه، والعودة به إلى جماهيره، وفتح الآفاق لتطوره على مختلف الصعد، وبيّنت في بيان أن الحركة التصحيحية انتقلت بسورية من مرحلة الثورة إلى مرحلة المؤسسات، وبنت جيشاً عقائدياً قوياً يواجه اليوم أشرس وأعتى قوى الإرهاب التكفيري، وحققت إنجازات هامة على جميع الصعد، عزّزت دورها الإقليمي والدولي لتنهض بمسؤولياتها، بما يتناسب مع ثوابتها الوطنية والقومية، مؤكدة أن مواقف سورية أرست لها مكانة لا يمكن تجاوزها في أي من قضايا المنطقة.
وأضافت القطرية الفلسطينية: إن الشعب السوري العظيم شكّل الحاضن الرؤوم للجيش العربي السوري، والذي يحقق انتصارات نوعية ضد الإرهابيين والتكفيريين المجرمين، مؤكدة أن الحرب الإجرامية والحصار الظالم ضد سورية لم تزد إرادة هذا الشعب وقيادته الشجاعة في الصمود والمقاومة إلّا تجذّراً وتطوّراً نوعياً وتمسكاً بالمقاومة وثقافتها كخيار استراتيجي لا بديل عنه، وأن سورية العربية الأبية ستخرج منتصرة وشامخة من هذه الحرب الظالمة.
جيش التحرير الفلسطيني
وأكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن الحركة التصحيحية شكلت محطة مضيئة من أهم محطات التاريخ العربي المعاصر، وجعلت من سورية العروبة دولة متميزة بدورها ومكانتها وتطورها ومواقفها الوطنية والقومية، وكانت ثورة حقيقية في المجالات كافة، ونالت فيها القضية الفلسطينية المزيد من الدعم والمساندة، فكان الانتصار العظيم في حرب تشرين التحريرية من أكبر وأهم إنجازاتها، كاسراً هيمنة وغطرسة العدو الصهيوني، ومعيداً الهوية والكرامة للأمة العربية، وقالت في بيان: إن هذه الذكرى القومية الخالدة تذكّر الجميع بأن الثورة الحقيقية هي التي تبني الأوطان ولا تخربها، وتبني الإنسان ولا تقتله، وتحافظ على السيادة الوطنية وتدافع عنها ولا ترهنها للأطماع الامبريالية أو لعملاء يبيعون أوطانهم في أسواق الانتهازية والخيانة.
وجدد جيش التحرير في بيانه العهد لسورية، شعباً وجيشاً وقيادة، على أن يبقى الجند الأوفياء لفلسطين والعروبة، وفكر وقيم القائد التاريخي حافظ الأسد ونهج السيد الرئيس بشار الأسد، واستعداده الدائم لبذل الغالي والنفيس في الدفاع عن الأهداف الوطنية والقومية، وعن سورية العروبة في وجه كل ما تتعرض له من إرهاب وإجرام وتآمر، وأكد أن سورية ستخرج من أزمتها أكثر قوة وإرادة حرة مستقلة فوق كامل ترابها، وستبقى قلعة العروبة الصامدة المدافعة عن الحقوق العربية، وقاعدة الانطلاق نحو تحرير الأرض العربية المحتلة، وفي مقدمتها الأرض الفلسطينية المقدّسة.