سهل الغاب “هولندا السورية”.. فردوس الاقتصاد ولكن بلا طواحين؟! ارتفاع المعدلات المطرية أنعش زارعة القمح والشعير وللجاموس مؤشرات الغنى

عندما يقف المرء على أحد جسور أقنية الري في سهل الغاب لا يسعه سوى تخيل أن قطعة من هولندا قد حطّت الرحال في هذا السهل، ومع أنه لا يوجد طواحين للهواء إلا أن هناك تنوعاً ووفرة في الأجناس الحيوانية والزراعية أكثر من أي مكان آخر في سورية.
ولعلّ الأمطار التي هطلت خلال هذا الشهر أنعشت آمال المزارعين كيف لا، والأرض وما تحتويه تعدّ فردوس حياتهم اليومية، فقد تحصي أكثر من خمسين جاموساً وأنت تطوف سهول الغاب، فيما طيور النورس تحلّق فوق أحواض المسامك في حين مالك الحزين يصطاد ما يجده على الأرض في وقت ملأت طيور السلو أو البط البري قناتي الري الرئيسيتين.. وبالتالي ابتسم أنت في سهل الغاب؟!.
ويؤكد المهندس غازي العزي مدير عام هيئة الغاب أن الأمطار التي هطلت هذا العام تبشّر بموسم زراعي خيّر، الأمر الذي دفع مئات الفلاحين للتوجّه لزراعة محصولي القمح والشعير وغيرهما من المحاصيل الشتوية الأخرى.
العزي طالب بإعادة النظر في أسعار المحاصيل الزراعية العالية التكلفة بما يتناسب وجهد المزارعين ومستلزمات الإنتاج الزراعي الذي ارتفع كثيراً خلال العامين الماضيين، فحراثة الدونم تصل من 1500– 1600 ليرة، فضلاً عن أجور النقل ومع كل هذا وذاك فالمزارعون مصرّون على التمسك بالأرض والزراعة، منوهاً بأن خطة زراعة القمح قد تشهد ارتفاعاً كبيراً هذا العام ولاسيما في المناطق الأكثر أمناً وأماناً.
هذا في حماة غرباً، أما شرقاً فقد شجعت الأمطار الغزيرة التي هطلت في البادية الشرقية المزارعين على تكثيف زراعة الشعير والقمح البعل وبمساحات كبيرة -على حدّ قول المهندس بسام بازرباشي معاون مدير زراعة حماة- مضيفاً: إن توجه المزارعين لزراعة هذه المحاصيل يعكس الرغبة الكبيرة لديهم في عشقهم للأرض وتمسكهم فيها وبالأغنام الموجودة، فضلاً عن ارتفاع أسعار مادة الشعير ولذا توجه المئات من المربين والمزارعين لزيادة المساحات المزروعة، مشيراً إلى أن الظروف الأمنية على الأرض هي التي تحدّد حجم المساحات المزروعة والإقبال على الزراعات الشتوية بهذا الشكل، ولاسيما أن للمعدلات المطرية دوراً كبيراً فاق ما يقابله العام الماضي بثلاثة أضعاف.
بالمختصر المفيد، وحدها الأمطار والظروف المناخية المناسبة للزراعة من يشجع المزارعين ومن ثم تأتي العوامل الأخرى وعلى رأسها توفر المستلزمات.
حماة– محمد فرحة