الصفحة الاولىمن الاولى

المرزوقي معزول مع أنصاره التكفيريين الإرهابيين القوة الانتخابية الثالثة في تونس تميل لدعم السبسي

بعد تأهل الباجي قائد السبسي، مؤسس ورئيس حزب نداء تونس، الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، ومحمد المنصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، مرشح الإسلام السياسي بجميع تياراته، بما في ذلك الجماعات التكفيرية الجهادية، إلى الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التونسية، بعدما حلا على التوالي في المركزين الأول والثاني، في الدورة الأولى التي جرت الأحد، وأعلنت نتائجها الرسمية الأولية الثلاثاء، يمكن اختصار الموقف الشعبي العام، مما أفرزته نتيجة الدور الأول من نتائج، تحت عنوان طويل ومثير أيضاً: “حانت فرصة للفرز بين مجتمعين وهزم قوى الردة والظلامية مرة أخيرة وبلا رجعة”.
ويأتي هذا الموقف الذي يتشكل في النهاية من النتائج التي توصلت إليها تحليلات العقل المثقف، وحتى من أمزجة المواطن البسيط، الذي لا يملك معرفة معمّقة بطبيعة ألاعيب السياسة، ليكشف أن المجتمع التونسي لم يبق له وقت طويل حتى يستقرّ له الحال على الوضع الذي ميّزه لعقود من استقلال الدولة الحديثة من تفتح ووسطية واعتدال وتوازن في الإقبال على الحياة ورفض لمظاهر الغلو والتطرف.
ورغم أن من يعرفون بالحداثيين في تونس، وهم الأغلبية البارزة في مجتمع عرف بانفتاحه على محيطه الإقليمي والدولي وبارتفاع نسبة المتعلمين بين مكوّناته، كانوا يمنون النفس بفوز قائد السبسي بنسبة الـ50 زائد 1، التي تمكنه من الفوز بالرئاسة مباشرة من الدور الأول، فإن بقاءه للدور الثاني لم يفقده فرصه للنجاح بل على العكس من ذلك، كما يرجح أغلب المراقبين، فإنه قد حافظ على حظوظه كاملة، لا بل إن هؤلاء يجمعون على أن قائد السبسي هو حالياً رئيس تونس، مع تأجيل التنفيذ إلى حين الانتهاء من الدور الانتخابي الثاني والإعلان عن نتائجه.
ويقول مناصرون لزعيم نداء تونس، وأيضاً محايدون، لكنهم يمقتون سلوك المرزوقي السياسي المبتذل: إن هذه النتيجة تعطيهم فرصة نادرة لـ”معاقبة الرئيس المؤقت ‘الطرطور'” بهزمه شر هزيمة، والتأكيد له على أن تمترسه وراء الإسلامويين الذي يدل على إفلاسه السياسي، لم يكن لينقذه من الخسارة التي ستكون مهينة لاعتبارات عديدة.
وينتظر المراقبون في تونس بكل شغف الموقف النهائي لثلاثة مرشحين خرجوا من السباق الانتخابي في الدور الأول وهم زعيم “الجبهة الشعبية” حمة الهمامي ورئيس “تيار المحبة” الهاشمي الحامدي، ورئيس الاتحاد الوطني الحر الملياردير سليم الرياحي، ويقولون: إن من سيفوز، سواء السبسي أو المرزوقي، بدعم أنصار هذا الثلاثي هو من سيكتسح النتيجة النهائية للانتخابات بنسبة عالية، نظراً لـلخزان الانتخابي الهائل الذي يمثل نحو 20 بالمئة من أصوات الناخبين في الدور الأول.
ورغم أن هذه الأحزاب قد حرصت على التكتم حول اسم الشخصية التي ستدعمها في الدور الثاني، فإن عدداً من المصادر المقربة منها لا تخفي دعمها للسبسي، مع إجماعها، إن تصريحاً أو تلميحاً، على أنها ترفض لأسباب مبدئية التصويت للمرزوقي.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية، والعضو في البرلمان الجديد، زياد الأخضر: إن الجبهة لن تؤيد المرزوقي عدو الديمقراطية وحليف الإرهاب في الدور الثاني، وإنها بصدد تقييم موقفها الذي يتجه لدعم قائد السبسي.
ولا يستبعد مراقبون أن يتجه الحامدي لدعوة أنصاره  لدعم السبسي، ربما لمعاقبة المرزوقي وأنصاره على مواقفهم منه، ولكن الأهم أن رئيس “تيار المحبة” لم ينس أن المرزوقي وحزبه المؤتمر من أجل الجمهورية قد تحالف مع النهضة ومع حزب التكتل خلال المرحلة التأسيسية السابقة وأقصوه من اللعبة السياسية واحتقروه طيلة ثلاث سنوات ولم ينسقوا معه في أي قضية مرت على المجلس التأسيسي، رغم أنه كان القوة الانتخابية الثانية من حيث عدد أصوات الناخبين في ذلك المجلس.
والموقف نفسه تقريباً يتعلق بقياديي حزب الاتحاد الوطني الحرّ، والتأويل الأولي لتصريحاته الإيجابية تجاه نداء تونس وزعيمه توحي بأن هذا الحزب في الاتجاه لتوجيه أنصاره بالتصويت للسبسي، لاسيما وأن الرياحي على خلاف عميق مع المرزوقي، الذي سبق له ولبعض قادة حملته أن وصفوا حزب الاتحاد الوطني الحر بأنه مجرد شوكة لا قيمة شعبية له.
كما أعلن حزب المبادرة بعد خروج زعيمه ووزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجان من السباق الانتخابي تأييده للسبسي دون تردد، فيما دعا المرشح الرئاسي علي الشورابي إلى التصويت للسبسي باعتباره مرشحاً للقوى الوطنية والديمقراطية في مواجهة منصف المرزوقي، الذي اعتبره مرشحاً لحركة النهضة بما تمثله من مشروع إخواني وتحالفات دولية.
ويحظى السبسي مسبقاً بدعم العديد من الأحزاب الدستورية والاشتراكية والشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة في تونس ومن المثقفين والفنانين.