الصفحة الاولىمن الاولى

آخر "إبداعات الديمقراطية" على الطريقة الوهابية "مملكة الرمال" تُعاقب كل من يتحدّث عن "الطقس"!

أعلنت الرئاسة العامة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة في السعودية أن قانوناً، سيُقرّ قريباً، ومن مواده معاقبة أي متخصص بالأحوال الجوية في البلاد، إذا تحدّث حول “الطقس”، من دون أن يحصل على ترخيص من الرئاسة.
وقال الناطق باسم هيئة الأرصاد حسين القحطاني، في تصريحات صحافية: إنه سيتم إقرار نظام للأرصاد قريباً، مبيناً أن القانون تمّ رفعه إلى الجهات العليا لاعتماده، موضحاً أن النظام الجديد يضم مواد تسمح بفرض عقوبات على من يتنبأ بأحوال “الطقس” من المختصين من دون الحصول على تصريح، وبحسب القحطاني فإن جميع المختصين، بما فيهم أولئك ممن لا يعملون لدى “رئاسة الأرصاد”، ملزمون بأخذ تصريح قبل الحديث بشأن الأحوال الجوية.
يشار إلى أن قضية الأحوال الجوية، وتحديداً في موسم الأمطار، تشكل كابوساً لدى النظام السعودي، إذ إن جميع المدن بلا استثناء تغرق شوارعها وتتعطل الحياة فيها لعدم وجود قنوات صرف صحي، وقد أدت السيول إلى مقتل المئات من المواطنين وخسائر بالمليارات خلال السنوات القليلة، كان أسوأها في جدة عام 2009، حيث قُتل بحسب الأرقام الرسمية نحو 150 إضافة إلى 48 مفقوداً، فيما تُقدّر مصادر غير حكومية عدد القتلى بأكثر من 500، ووفقاً لنشطاء فإن “مملكة الرمال” خصّصت مليارات الدولارات لمشاريع الصرف الصحي خلال العقود الماضية، إلّا أن عمليات الفساد الواسعة جعلت هذه المشاريع لا أثر لها على أرض الواقع.
إلى ذلك، حجبت السلطات السعودية موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بعد الإبلاغ عن قضية فتاة حاولت دخول المملكة بسيارتها من الإمارات في محاولة لتحدي الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارة في هذا البلد المحافظ، وعند محاولة الدخول إلى الموقع في السعودية، تظهر عبارة “عذراً، الصفحة المطلوبة غير متوفرة”.
وندد المركز، الذي لا يزال متاحاً في دول أخرى غير السعودية، باعتقال ناشطتين هما ميساء العامودي ولجين الهذلول، اللتين حازت قضيتهما اهتماماً عالمياً.
وأوقف حرس النظام السعودي الهذلول عندما حاولت دخول المملكة وهي تقود سيارتها من الإمارات المجاورة، ووصلت العامودي، وهي صحافية سعودية تعيش في الإمارات، لاحقاً لدعمها، وأكد ناشطون اعتقال الفتاتين.
وقال المركز: إن اعتقالهما هو “استمرار لسياسة ممنهجة من قبل السلطات السعودية في توجيه المضايقات ضد الناشطات المطالبات بحق قيادة السيارة للنساء في المملكة، حيث سبق وأن تعرضت العديد من ناشطات الحملة للإيقاف وحجز السيارة”، وأضاف: إنه “يستنكر قيام السلطات السعودية بحجب موقعه الالكتروني من على شبكة الانترنت، ويعتبر ذلك شكلاً من أنماط القمع والترهيب والتخويف، التي يجري استخدامها بإصرار في المملكة هذه الأيام”، كما طيلة العقود الماضية.
و”مملكة الرمال” هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات.
ولم يكشف المركز عن السبب الذي دفع النظام السعودي إلى حجب الموقع، إلا أنه أكد أن ذلك يأتي “في وقت يتعرض فيه مدافعو حقوق الإنسان لشتى أنواع المضايقات، ومنها الاعتقالات الكيفية، والسجن التعسفي، والمحاكمات الجائرة، التي تفتقد الإجراءات القانونية والحد الأدنى من المقاييس الدولية المستخدمة في المحاكمة العادلة”.