"داعش" مرتبط بعلاقات وثيقة مع المافيا العالمية مـسـؤول أمـريكـي: 16 ألــف إرهــابــي أجنبي من 90 دولة يقاتلون في سوريـة
يوماً بعد آخر تتكشف حقائق جديدة عن حقيقة التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في سورية التي لم تترك موبقة إلا وارتكبتها في سبيل تدمير المنطقة ونشر أفكار ظلامية أبعد ما تكون عن ثقافة وتفكير شعوب المنطقة..
بالأمس كشفت تقارير صحفية أن نساء أوروبيات يدرن بيوت دعارة لتمويل تنظيم داعش الإرهابي، وأكدت على وجود علاقة وثيقة بين التنظيم الإرهابي والمافيا العالمية.
وفيما أقر إرهابي تونسي عائد من سورية أن الفكر المتطرف الذي تلقنه أثناء تجنيده أوصله إلى حد تكفير أمه، قال مسؤول أمريكي: إن نحو 16 ألفاً من المرتزقة الأجانب من أكثر من 90 دولة يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية بسورية، في وقت قررت النمسا افتتاح مركز “خط ساخن” لمراقبة التطرف ومنع تفاقمه والحد من خطره على المجتمع النمساوي.
فقد أقر الإرهابي التونسي “أيمن ع” البالغ من العمر23 عاماً بأن الفكر المتطرف الذي لقنه إياه متطرف ليبي أثناء تجنيده للقتال في سورية أوصله إلى حد تكفير أمه لكونها طلبت منه الابتعاد عن المجموعة التي كان يتعامل معها، مشيراً إلى أن صحوته جاءت نتيجة لرؤيته متزعمي الإرهابيين يعدمون جرحاهم بدم بارد بعد أن أصبحوا عبئاً عليهم.
وقال الإرهابي التونسي الذي كان موجوداً في سورية في اعترافات لصحيفة الشروق التونسية التي التقته ليروي تجربته القاسية في صفوف الإرهابيين ونشرتها أمس: إنه تذكر حادثة تعرض لها في آخر اصطدام وقع بينه وبين والدته.. صرخت في وجهها لأنها نصحتني بالابتعاد عن المجموعة التي كنت دائماً أتواجد معها ووصفتها بالكافرة التي تحارب الإسلام، وفعلاً كنت أعتقد أنها كافرة، مشيراً إلى أنه بعد وصوله إلى سورية أدرك أنه وقود لمحرقة الإرهاب، لذلك قرر الهروب والعودة إلى تونس مجدداً.
وقال الإرهابي التونسي العائد من سورية: كنت أعتقد أننا سنحارب جيشاً كافراً يقتل ويغتصب السوريات وكنت أعتقد أننا سنقاتل دفاعاً عن الإسلام كما تم إقناعي لأكتشف في أول تجربة أمر بها بأنني مجرد شاب أحمق تلاعبوا به كما أرادوا، مضيفاً: إنه بعد أن شارك في أول المعارك أصيب في يده ونظراً لقلة خبرته في حمل السلاح طلب من متزعم المجموعة أن يمهله بعض الوقت ولكنه رفض وكانت ردة فعله قاسية جداً ومهينة، حيث طلب منه تنظيف الحمامات ومسح أحذية الإرهابيين التكفيريين.
وعن نهاية تجربته قال الإرهابي أيمن: إنه بعد شهر من المعاملة السيئة التي تعرض لها قرر الهروب وقبل يومين من المخطط وقعت معركة بين المجموعة الإرهابية وبين الجيش العربي السوري لتخلف قتلى في صفوف الإرهابيين وخمسة مصابين من بينهم ثلاثة تونسيين وكانت إصاباتهم خطيرة جداً وأتذكر جيداً كم عانى وليد من آلام بعد إصابته على مستوى البطن بثلاث رصاصات.
وأشار إلى أنه شاهد بعينيه كيف تم قتل التونسيين الثلاثة رمياً بالرصاص لأن مهمتهم انتهت وتحولوا إلى عالة على المجموعة الإرهابية، وقال: لم أصدق ما رأيته من وحشية حين قرر متزعم المجموعة الإرهابية إعدام كل المصابين ومن بينهم المصابون التونسيون وطلبوا منا دفنهم وكأنهم مجرد حيوانات.
واختتم الإرهابي اعترافاته بالقول: أحذر كل الشباب التونسي من كذبة ما يسمى “الجهاد” وأطالب وزارة الداخلية التونسية بمساعدة باقي التونسيين العالقين هناك وفتح تحقيق في جوازات السفر المزورة التي يمتلكها نحو50 إرهابياً تونسياً يوجدون في سورية.
في الأثناء كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن تقارير تفيد بقيام عدد من النساء البريطانيات بتشغيل بيوت دعارة للإرهابيين في تنظيم داعش الإرهابي وهن من بين العشرات من النساء الأوروبيات اللواتي توافدن إلى المنطقة، أملاً في أن يصبحن عرائس للجهاديين.
وأضافت الصحيفة: إن خبراء أكاديميين يراقبون المناطق التي يتواجد فيها عناصر داعش وينعدم فيها القانون حددوا ارتباط إحدى عشرة امرأة بريطانية على الأقل بإرهابيي التنظيم الذين يقاتلون على الجبهات الأمامية، مشيرة إلى أن التنظيم اختطف المئات من الفتيات والنساء الكرديات واليزيديات وعمد إلى تعذيبهن واغتصابهن وجعل هؤلاء النسوة البريطانيات مشرفات عليهن لتحويلهن إلى رقيق جنس، وعلى الرغم من القصص المروعة لمعاملة التنظيم لهؤلاء الأسيرات فإن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن النساء البريطانيات اللواتي قدمن إلى سورية والعراق مازلن يدعمن إرهابيي التنظيم.
وأوضحت ديلي ميل أنه يتم إغواء العديد من النساء للسفر إلى سورية للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية عن طريق أنشطة الإرهابيين على الانترنت الذين يعملون بجد لتقديم صورة رومانسية لجرائمهم وإراقتهم للدماء.
وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس أن حكومة بلاده عبر كل من وزارة الداخلية والخارجية والتعليم والمرأة قررت افتتاح مركز “خط ساخن” لمراقبة التطرف ومنع تفاقمه والحد من خطره على المجتمع النمساوي، ودعا كورتس المسلمين في النمسا إلى التعاون والتنسيق الدائم مع الحكومة لمكافحة التطرف والتحريض، مشيراً إلى أن القوانين الجديدة التي أقرتها الحكومة تمنع دعم تمويل المدارس والمراكز والمؤسسات الدينية من الخارج حرصاً على سير العملية التربوية والتعليمية الدينية ولمراقبة مصادر التمويل.
وحذر كورتس من خطر تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربته ومنع تزايد نفوذه وخصوصاً أن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها هذا التنظيم تمثل بربرية العصور الوسطى، لكن بأحدث الأسلحة المتطورة واستخدام أنظمة الاتصالات الحديثة.
بدوره أكد الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العسكري التشيكي الجنرال اندور شاندور وجود علاقات بين تنظيم داعش الإرهابي ومجموعات المافيا في العالم، وقال شاندور: إن ضابطاً سابقاً في المخابرات المركزية الأمريكية حذر قبل فترة من وجود اتفاقات مشبوهة بين إرهابيي داعش والمافيا المكسيكية، مشيراً إلى أن الإرهاب يرتبط دائماً بمجموعات الجريمة المنظمة وأن حركة طالبان وتنظيم القاعدة لا يزالان إلى اليوم يحصلان على المال من بيع المخدرات.
وأوضح شاندور أن إرهابيي داعش ليسوا فقط متطرفين وإنما أيضاً مجرمون يعملون وفق الهياكل الإجرامية الشيشانية، ولذلك لا يسرقون الحبوب والنفط فقط وإنما الآثار أيضاً ويبيعونها إلى الخارج مع أن قيمتها لا تقدر بثمن، مشيراً إلى ما قام به التنظيم الإرهابي الذي عرض الأماكن الأثرية المهمة في مناطق سورية للتخريب والسرقة كما أدى توسعه في شمال العراق إلى تشريد أعداد كبيرة من السكان.
في غضون ذلك كشف روبرت برادتك وهو مستشار رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون المقاتلين الأجانب في سورية أن أكثر من 16 ألفاً من المرتزقة الأجانب من أكثر من 90 دولة يقاتلون في صفوف التنظيمات الإرهابية بسورية منذ عام 2012، مشيراً إلى أن تركيا تشكل الممر الرئيسي لهؤلاء المرتزقة، مؤكداً أن تركيا لا تزال تشكل ممراً رئيسياً للإرهابيين الأجانب للتسلل إلى الأراضي السورية.
وفي إطار الملاحقة شبكات تجنيد الإرهابيين اعتقلت النيابة في طاجيكستان نحو خمسين شاباً ممن تم تجنيدهم من قبل شبكات إرهابية تمهيداً لإرسالهم إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية ومشاركتها في عملياتها الإجرامية.
وفي واشنطن وجهت محكمة فيدرالية اتهامات إلى امرأة صومالية بسرقتها جواز سفر أميركي حتى تتمكن من السفر إلى سورية والانضمام إلى إرهابيي تنظيم داعش.