في حوار مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية الرئيس الأسد: نحن السوريين لن نقبل بأن تكون سورية دولةً دميةً للغرب «الحرب الأمريكية» على «داعش» من دون غطاء من مجلس الأمن تدخّل غير قانوني وانتهاك للسيادة
قال السيد الرئيس بشار الأسد: لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بنفس الوقت.
لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه.
وأضاف الرئيس الأسد في حوار مع ريجيس لي سوميير نائب رئيس تحرير مجلة باري ماتش الفرنسية: القول إن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح.. لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة سأقول لك إننا سنستفيد بكل تأكيد.. ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد «داعش» ولم نشعر بأي تغير وخاصة أن تركيا ما زالت تدعم «داعش» مباشرة في تلك المناطق.
ورداً على سؤال حول إمكانية إعادة التواصل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال الرئيس الأسد: القضية ليست علاقات شخصية.
أنا لا أعرفه أساساً.. القضية هي علاقات بين الدول والمؤسسات وهي علاقة مصالح بين شعبين.. عندما يكون هناك أي مسؤول فرنسي أو حكومة فرنسية تعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معها.. ولكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي في الوقت نفسه أما بالنسبة لأن أكون أنا عدوه الشخصي فأنا لا أرى منطقاً في ذلك.. فأنا لا أنافس هولاند على أي شيء.
أعتقد أن من ينافسه في فرنسا الآن هو «داعش» لأن شعبيته قريبة من شعبية «داعش».
وأضاف الرئيس الأسد: القبطان لا يفكر بالموت أو الحياة.. يفكر بإنقاذ السفينة.. هذا ما يفكر به، فإذا غرقت السفينة سيموت الجميع وبالتالي فالأحرى بنا أن ننقذ البلاد. لكن أريد أن أؤكد شيئاً مهماً وهو أن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي لا قبل الأزمة ولا خلالها ولا بعدها. لكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب.. هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا.
السؤال الأول:
سيدي الرئيس، بعد ثلاثة أعوام من الحرب وبالنظر إلى ما آلت إليه الأمور اليوم، هل أنتم نادمون لأنكم لم تديروا الأمور بشكل مختلف في البداية عندما ظهرت بوادر الثورة في آذار 2011؟ أتشعرون أنكم مسؤولون عمّا حدث؟
الرئيس الأسد:
منذ الأيام الأولى كان هناك شهداء من الجيش والشرطة، فإذاً نحن منذ الأيام الأولى واجهنا إرهاباً، صحيح كان هناك تظاهرات، ولكن عددها لم يكن كبيراً فلا يوجد خيار في مثل هذه الحالة إلا أن تدافع عن شعبك ضد الإرهابيين، لا يوجد خيار آخر.. لا يمكن أن نقول إننا نادمون لأننا نحارب الإرهاب منذ الأيام الأولى، هذا لا يعني أنه لا تحصل أخطاء في الممارسة، دائماً تحصل أخطاء، لنتحدث أيضاً بصراحة، لو لم تدفع قطر في ذلك الوقت الأموال لأولئك الإرهابيين في البداية، ولو لم تدعمهم تركيا لوجستياً، ولو لم يدعمهم الغرب سياسياً، عندها كانت الأمور ستختلف، فإذا كان لدينا في سورية مشاكل وأخطاء من قبل الأزمة وهذا شيء طبيعي، فذلك لا يعني أن نفترض بأن تطور الأحداث سببه داخلي.
السؤال الثاني:
يُعاب على جيشكم استخدامه المفرط للقوة أثناء هذه الحرب، لماذا يُقصف المدنيون؟
الرئيس الأسد:
عندما يهاجمك إرهابي بالسلاح، كيف تدافع عن نفسك وعن الشعب، بالحوار؟! الجيش يستخدم السلاح عندما يكون هناك استخدام للسلاح من الطرف الآخر. بالنسبة لنا في سورية نحن لا يمكن أن يكون هدفنا هو ضرب المدنيين، لا يوجد سبب لتقصف المدني، فإذا كنا نحن اليوم نقتل المدنيين أي نقتل الشعب، ونقاتل الإرهابيين بالوقت نفسه، ونقاتل الدول التي تقف ضدنا وتدعم الإرهابيين: الخليج، وتركيا، والغرب، كيف يمكن أن نصمد أربع سنوات؟ لو لم ندافع عن الشعب لما كنا قادرين على الصمود، وبالتالي إن القول إننا نقصف المدنيين هو كلام غير منطقي.
السؤال الثالث:
تُظهر صور بالأقمار الصناعية لمدينتي حمص وحماة أحياءً مدمّرة بالكامل، وتتحدث منظمة الأمم المتحدة، وبلدكم عضو فيها، عن 190 ألف قتيل خلال هذه الحرب، هل كان كل سكان تلك الأحياء إرهابيين؟
الرئيس الأسد:
أولاً علينا أن ندقق إحصائيات الأمم المتحدة، ما مصادرها؟ الأرقام التي تُطرح الآن في العالم وخاصة في الإعلام هي أرقام مبالغ بها، وغير صحيحة. ثانياً، صور الدمار موجودة ليس فقط من الأقمار الصناعية، هي موجودة فعلياً على الأرض، هي صحيحة، ولكن عندما يأتي الإرهابيون إلى منطقة ويحتلونها على الجيش أن يقوم بتحريرها وتحصل معركة فمن الطبيعي أن يكون هناك دمار، ولكن في معظم الحالات، عندما يدخل إرهابيون إلى منطقة فالمدنيون يهربون منها. في الحقيقة إن العدد الأكبر من الضحايا في سورية هم من الذين يؤيدون الدولة وليس العكس، وجزء كبير سقط بالتفجيرات الإرهابية، طبعاً عندما يكون لديك حرب وعندما يكون لديك إرهاب لا يمكن إلا أن يسقط أبرياء، هذا شيء يحدث في أي مكان في العالم، ولكن من المستحيل لدولة أن تستهدف المدنيين.
السؤال الرابع:
بحسب منظمة الأمم المتحدة أيضاً، هناك ثلاثة ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة، أي ما يعادل ثُمن عدد سكان سورية.. هل هم جميعاً حلفاء للإرهابيين؟
الرئيس الأسد:
لا، لا، من خرج من سورية عموماً هم أشخاص خرجوا بسبب الإرهاب.. منهم من يدعم الإرهاب، ومنهم من يدعم الدولة فخرج بسبب الظروف الأمنية، وهناك جزء ليس بالقليل لا يدعم أحداً أصلاً.
السؤال الخامس:
من وجهة النظر العسكرية، هل تملكون الوسائل الكفيلة بجعلكم تربحون هذه الحرب؟
الرئيس الأسد:
نحن الآن نحارب دولاً، لا نحارب فقط عصابات، مليارات الدولارات تُصرف على هؤلاء، ويأتيهم السلاح من دول مختلفة بما فيها تركيا، لذلك فهي ليست حرباً سهلة من الناحية العسكرية، ومع ذلك فإن الجيش السوري يتقدم في الكثير من المناطق. من جهة ثانية لا أحد يستطيع أن يقول لك كيف ستنتهي الحرب ومتى ستنتهي. لكن الحرب الأساسية كانت في البداية بالنسبة لهم هي كيف يكسبون قلوب السوريين، وقد خسروا هذه الحرب، وحاضنة الإرهابيين أصبحت ضيقة جداً، وتراجع هذه الحاضنة هو السبب في تقدم الجيش، فإذاً علينا أن ننظر إلى هذه الحرب عسكرياً واجتماعياً وسياسياً.
السؤال السادس:
لكنهم لم يخسروا بعد بما أن نصف أراضيكم خارج السيطرة.
الرئيس الأسد:
الجيش السوري ليس في كل مكان، ومن المستحيل أن يكون موجوداً في كل مكان، وبالتالي ففي أي مكان لا يوجد فيه الجيش السوري يأتي الإرهابيون من الحدود ويدخلون إلى تلك المنطقة. ولكن أي منطقة قرر الجيش السوري استعادتها تمكن من الدخول إليها. هي ليست حرباً بين جيشين لكي نقول إنهم أخذوا جزءاً وأخذنا جزءاً، الحرب ليست بهذه الطريقة الآن، أنت تتحدث عن مجموعات إرهابية تتسلل فجأة إلى أي مدينة، وإلى أي قرية، لذلك ستكون حرباً طويلة وصعبة.
السؤال السابع:
يقول الكثيرون إن الحل في رحيلكم.. هل تعتقدون أن رحيلكم هو الحل؟
الرئيس الأسد:
الرئيس في أي دولة في العالم يأتي بإجراءات دستورية ويذهب بإجراءات دستورية، لايمكن للرئيس أن يأتي عبر الفوضى ولا أن يذهب عبر الفوضى، والدليل الواقعي لهذا الكلام هو ما وصلت إليه السياسة الفرنسية في ليبيا عبر الهجوم على القذافي، ماذا كانت النتيجة؟ حصلت فوضى بعد رحيل القذافي، هل كان رحيله هو الحل؟ هل تحسنت الأوضاع وأصبحت ليبيا ديمقراطية؟ الدولة كالسفينة عندما يكون هناك عاصفة لا يهرب الربان ويترك السفينة. إذا قرر الركاب أن يخرجوا فآخر شخص يخرج هو القبطان وليس العكس.
السؤال الثامن:
هذا يعني أن القبطان مستعد للموت.. تحدثتم عن معمر القذافي فهل تخشون أن تواجهوا المصير نفسه وأن تلقوا حتفكم كصدام حسين أو القذافي؟
الرئيس الأسد:
أولاً القبطان لا يفكر بالموت أو الحياة، يفكر بإنقاذ السفينة، هذا ما يفكر به، فإذا غرقت السفينة سيموت الجميع، وبالتالي فالأحرى بنا أن ننقذ البلاد. لكن أريد أن أؤكد شيئاً مهماً وهو أن بقائي رئيساً ليس هدفاً بالنسبة لي لا قبل الأزمة ولا خلالها ولا بعدها. لكن نحن كسوريين لن نقبل أن تكون سورية دولة دمية للغرب.. هذا بكل وضوح أحد أهم أهدافنا ومبادئنا.
السؤال التاسع:
لنتحدث عن «الدولة الإسلامية».. البعض يقول أحياناً إن النظام السوري شجع صعود المتطرفين الإسلاميين لتقسيم المعارضة.. ما ردكم على ذلك؟
الرئيس الأسد:
في سورية يوجد لدينا دولة، لا يوجد لدينا نظام، لنتفق على المصطلحات أولاً. ثانياً إذا افترضنا أن هذا الكلام صحيح، أننا نحن من دعمنا «داعش». هذا يعني أننا طلبنا من هذه المنظمة أن تقوم بالهجوم علينا.. أن تهاجم المطارات العسكرية، وتقتل المئات من العسكريين، وأن تحتل مدناً وقرى. أين المنطق في هذا الكلام؟! ماذا نكسب من وراء ذلك؟ تقسيم وإضعاف المعارضة كما تقول؟ نحن لسنا بحاجة لكي نقلل من أهمية تلك الأطراف في المعارضة.. فالغرب نفسه يتحدث الآن بأنها كانت معارضة وهمية، هذا ما قاله أوباما نفسه، إذاً الفرضية خاطئة. لكن ما الحقيقة؟
الحقيقة أن «داعش» تأسست في العراق عام 2006.. أمريكا هي من احتل العراق وليس سورية. أبو بكر البغدادي كان في سجون أمريكا ولم يكن في سجون سورية. فمن أسّس «داعش»؟ سورية أم الولايات المتحدة؟
الدولة كالسفينة عندما تهب عاصفة لا يهرب الربّان ويتركها
السؤال العاشر:
يتحدث السوريون الذين نلتقي بهم في دمشق عن الخلايا الجهادية النائمة في الغرب أكثر مما يتحدثون عن الحرب ضد «داعش»، أليس هذا غريباً؟
الرئيس الأسد:
الإرهاب هو أيديولوجيا وليس منظمات ولا هيكليات، والأيديولوجيا عابرة للحدود.. قبل عشرين عاماً كان تصدير الإرهاب يأتي من منطقتنا، وخاصة من دول الخليج كالسعودية، الآن يأتينا من أوروبا وخاصة من فرنسا، أعلى نسبة من الإرهابيين الأوروبيين الذين يأتون إلى سورية هم فرنسيون، وحصلت لديكم أحداث في فرنسا. وكان هناك الهجوم في بلجيكا على المتحف اليهودي، فإذاً الإرهاب في أوروبا لم يعد نائماً، وإنما أُعيد إحياؤه.
السؤال الحادي عشر:
الأمريكيون اليوم في حربهم على «الدولة الإسلامية» حلفاء تكتيكيون «مرحليون»، أما زلتم ترون أن تدخّلهم انتهاك للسيادة الوطنية؟
الرئيس الأسد:
أولاً أنت قلت بأنه تكتيكي وهذه الكلمة نقطة مهمة.. أنت تعرف أن التكتيك من دون استراتيجية لا يؤدي إلى نتائج، فإذاً لن يؤدي لهزيمة الإرهاب، هو تدخّل غير قانوني، أولاً لأنه لم يُغطّ بقرار من مجلس الأمن، ولأنه لم يراع سيادة دولة هي سورية، فإذاً نعم هو تدخّل غير قانوني وبالتالي هو انتهاك للسيادة.
السؤال الثاني عشر:
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قام سلاحكم الجوي بألفي طلعة على الأقل خلال 40 يوماً، وهذا عدد ضخم.. عندما تتقاطع طائراتكم مع طائراتهم، مثلاً وهي في طريقها لقصف الرقة، هل هناك تنسيق بينكم أو اتفاق عدم اعتداء؟
الرئيس الأسد:
لا يوجد تنسيق مباشر، ولكن نحن نقوم بمهاجمة الإرهاب في كل مكان بغض النظر عما تقوم به الولايات المتحدة أو التحالف. وقد تستغرب أن عدد الطلعات الجوية السورية لضرب الإرهابيين يومياً هو أكثر من طلعات التحالف. فإذاً لا يوجد تنسيق أولاً، وبالوقت نفسه في الحقيقة إن ضربات التحالف هي ضربات تجميلية.
السؤال الثالث عشر:
لكن هذه الضربات تساعدكم.. ومن أسباب استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل اعتقاده أنها تدعم حكومتكم ومواقفكم.
الرئيس الأسد:
لاحظ بأن مضمون هذا السؤال يناقض السؤال السابق بأننا ندعم «داعش»، هذا يعني أننا أعداء لـ «داعش».
«مداخلة» «توضيح من الصحفي»
أنا قلت: إن البعض يقول أحياناً إنكم دعمتم «داعش» لتقسيم المعارضة.
الرئيس الأسد:
وأنا لا أقصدك أنت، أنا أقصد هؤلاء «البعض».
«مداخلة من الصحفي»:
بما أن أحد نتائج هجوم التحالف كانت استقالة تشاك هاغل من وجهة النظر الأميركية، هل ترون أن ضربات التحالف هذه تساعدكم؟
الرئيس الأسد:
لا يمكن أن تقضي على الإرهاب من الجو، ولايمكن أن تحقق نتائج على الأرض إن لم يكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بالوقت نفسه، لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف، لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه. فالقول إن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح، لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة سأقول لك إننا سنستفيد بكل تأكيد. ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد «داعش» ولم نشعر بأي تغيّر وخاصة أن تركيا ما زالت تدعم «داعش» مباشرة في تلك المناطق.
السؤال الرابع عشر:
في 14 تموز 2008، وقفتم على المنصّة الرئيسية في الشانزليزيه، على هامش القمة المتوسطية.. اليوم تعتبركم الحكومة الفرنسية من المقصيين.. ما شعوركم حيال ذلك؟
الرئيس الأسد:
العلاقة الجيدة التي امتدت بين عام 2008 و2011، لم تكن بمبادرة فرنسية، بل كان لها جانبان: الأول الأمريكي الذي كَلّف الإدارة الفرنسية آنذاك بأن تؤثّر في الدور السوري وخاصة فيما يتعلق بإيران، والثاني الدور القطري الذي دفع فرنسا باتجاه تحسين العلاقة مع سورية، إذاً العلاقة الجيدة مع فرنسا كانت بدفع أمريكي – قطري وليس بإرادة مستقلة واليوم… لايوجد فرق فكلتا الإدارتين ليست مستقلة، أقصد هولاند وساركوزي.
السؤال الخامس عشر:
ما زال فرانسوا هولاند يعتبركم خصماً له، هل تعتقدون بإمكانية إعادة التواصل بينكم في وقت من الأوقات؟
الرئيس الأسد:
القضية ليست علاقات شخصية، أنا لا أعرفه أساساً، القضية هي علاقات بين الدول والمؤسسات، وهي علاقة مصالح بين شعبين. عندما يكون هناك أي مسؤول فرنسي أو حكومة فرنسية تعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معها، ولكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي في الوقت نفسه، أما بالنسبة لأن أكون أنا عدوّه الشخصي فأنا لا أرى منطقاً في ذلك، فأنا لا أنافس هولاند على أي شيء، أعتقد أن من ينافسه في فرنسا الآن هو «داعش»، لأن شعبيته قريبة من شعبية «داعش».
السؤال السادس عشر:
هل هناك اليوم في سورية أسلحة كيميائية.. نعم أم لا؟
الرئيس الأسد:
لا، عندما أعلنا هذا الشيء كان إعلاننا واضحاً، وعندما قررنا التنازل عن الأسلحة الكيميائية كان قرارنا كاملاً..
السؤال السابع عشر:
لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتهمكم بانتهاك الاتفاقية لأنكم استخدمتم الكلور، هل هذا صحيح؟
الرئيس الأسد:
يمكن أن تجد الكلور في أي منزل في سورية.. كل إنسان لديه كلور.. وأي مجموعة تستطيع أن تستخدمه، لكننا لم نستخدمه، لأن لدينا أسلحة تقليدية أكثر فاعلية من الكلور، ولسنا بحاجة لاستخدامه، ونحن نقوم بحرب على الإرهابيين ونستخدم السلاح التقليدي من دون أن نخفي ذلك أو نخجل به وهذا حقنا… وبالتالي لسنا بحاجة للكلور، إن هذه الاتهامات لا تفاجئنا، فمنذ متى يقول الأمريكيون شيئاً صحيحاً حول الأزمة في سورية.
السؤال الثامن عشر:
هل استخدمتم الأسلحة الكيميائية؟
الرئيس الأسد:
لم نستخدم هذا النوع من الأسلحة، ولو استخدمناها في أي مكان لقُتل عشرات وربما مئات الآلاف من الناس، هذه الأسلحة لا يمكن أن تقتل، كما قيل في العام الماضي، 100 أو 200 شخص فقط، وخاصة في مناطق فيها على الأقل مئات الآلاف وربما ملايين من السوريين.
السؤال التاسع عشر:
في آخر زيارة لكم إلى باريس في تشرين الثاني 2010، أجريتُ مع عقيلتكم السيدة أسماء لقاءً صحفياً، هل تشتاقون للسفر خارج حدود بلدكم؟
الرئيس الأسد:
أنا لست من هواة السفر على أي حال، ولم تكن زياراتي للسياحة بل للعمل. لكن ما أشتاق إليه بالفعل هو لسورية كما كانت، هذا ما نشتاق إليه. وطبعاً نشتاق لعالم مختلف، عالم فيه علاقات منطقية وأخلاقية. كنا في ذلك الوقت نعيش آمالاً كبيرة لتطوير منطقتنا، لمزيد من الانفتاح الفكري، وكنا نعتقد أن فرنسا بتراثها الثقافي هي الدولة الأكثر قدرة على لعب هذا الدور مع سورية في الشرق الأوسط.
السؤال العشرون:
كانت عقيلتكم تعتبر نفسها سفيرة الحداثة والعصرية، كيف تعيش وتستشعر ما يحدث في سورية اليوم؟
الرئيس الأسد:
هي، ككل السوريين تشعر بالألم، كلانا يشعر بالألم لما نراه من دمار ودماء في سورية. أن نرى سورية عادت إلى الخلف عقوداً وليس سنوات. وأن نرى أن البلد الذي كان من الدول الخمس الأوائل في العالم من حيث الأمان يصبح ملجأً للإرهابيين، وأن نرى أنا وهي طبعاً بأن اعتقادنا بأن الغرب هو من سيساعد في الانفتاح والتطوير ذهب بالاتجاه المقابل، أولاً ليدعم الإرهابيين والتدمير، والأسوأ من ذلك أن يكون حلفاؤه هم من دول العصور الوسطى في الخليج كالسعودية وقطر.
السؤال الحادي والعشرون:
يصفونكم بأنكم شخص قريب جداً من أولاده، كيف تفسرون لهم ما يحدث في بلدكم عندما تعودون في المساء إلى البيت؟
الرئيس الأسد:
طبعاً هذا الحوار الآن يدور في كل منزل في سورية، وأصعب شيء في هذا الحوار عندما تتعامل مع أطفال تكوَّن وعيهم الاجتماعي في هذه الأزمة، هناك سؤالان أساسيان يُسألان، طبعاً ليس فقط في عائلتنا كما قلت بل في كثير من العائلات. السؤال الأول: كيف يمكن لأشخاص يعتقدون أو يقولون إنهم يدافعون عن الله وعن الدين الإسلامي أن يقوموا بالذبح والقتل؟ هذه حالة من التناقض ليس من السهل أن تفسرها، والأطفال يسألون هل يعرف هؤلاء أنهم على خطأ أم لا يعرفون، والجواب هنا أنه هناك من يعرف ولكنه يستغل الدين لأهداف خاصة وهناك إنسان جاهل لا يعرف بأن الدين هو خير ويعتقد أن الدين هو القتل.
السؤال الآخر الذي يُسأل أيضاً: لماذا يعتدي الغرب علينا ولماذا يدعم الإرهابيين أو يدعم التخريب؟ وطبعاً لا يقولون الغرب عموماً بل يحددون دولاً ـ منها أمريكا، فرنسا، أو بريطانيا ـ لماذا يفعلون ذلك؟ هل قمنا بإيذائهم؟ ونحن أيضاً نشرح لهم أن الشعوب شيء والدول شيء آخر.